عندما نتأمل في واقع مجتمعنا، ونحاول أن نفهم تداعياته المحبطة للهمم نرى بعض الأفواه التي لا تحسن إلا الكلام والأكل، فترمي أناسا يعملون ليل نهار لتحسين وضعهم المعارفي والإجتماعي، والمساهمة في تقدم المجتمع وإغنائه بالمعرفة. وبالمناسبة تحضرني مقولة راسخة في العقول والأذهان، منذ أيام الدراسة الأولى، ولا يوجد أدنى شك في صحتها، فعلى قدر البذار يأتي الحصاد، وهناك العديد من الأشخاص الذين تشربوا هذه الحكمة ونجحوا في تطبيقها، ومن أمثلة هؤلاء العظماء توماس اديسون العالم الشهير مخترع الدائرة الكهربية. وهذه المقولة هي ” من جد وجد ومن زرع حصد “. وهي تتردد كثيرا على ألسنة الناس، عندما يحقق أحد إنجازا غير مسبوق في مجال النجاح يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والتعب، كي يحقق الشخص الهدف الذي يسعى وراءه يحتاج  إلى مزيد من الصبر، وعدم الاستسلام وقد أثبت التجربة أن الناجحين سحتاجون دائما دائما إلى المثابرة والقدرة على التحمل وتخطي كل الصعاب.فهذه العبارة الصغيرة تعكس جميع الأمور السابقة، وتوضح أن الجد والتعب في العمل دائما ما يتوج بنجاح باهر يدل على أن صاحبه يسعى إلى معالي الأمور. وبالمناسبة تناول العلماء بما فيهم علماء الاجتماع موضوع الهمة التي تعني نهاية الإرادة وتحقيق المراد المحمود، فاعتبروا همة الناجح ليست كهمة الفاشل، فما يراه العاجز عن طلب معالي الأمور نجاحا لا يراه كذلك العالي الهمة. يقول الشاعر:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وهناك نماذج من العلماء مروا في التاريخ طبقت هذه المقولة :

ومن هذه الشخصيات التي حققت نجاحا كبيرا غي حياتها بعد الجد والمثابرة والسعي:

1- توماس أديسون :

فهو يعد من المخترعين العظام على مر العصور وهو لم يكن متعلما حيث، لم يقض في المدرسة سوى ثلاثة أشهر فقط، عندما كان في السابعة من عمره.ثم طرد من المدرسة عندما قرر مدرسوه أنه لا يوجد أي احتمال في استيعاب المواد الدراسية.في حين كان يملك مزيدا من الطموح الراسخ والإصرار القوي، إلى جانب الثقة الهائلة بالنفس، وفضوله الجامح الذي لم يعرف الشبع قط.وكان لديه خيال عبقري، وهي أسباب دفعته للأمام، ويعتقد البعض أن اختراعاته كانت تهدف للتحسين والارتقاء بمستوى الحياة البشرية، من خلال الأدوات التكنولوجية .وقد سجل لصالحه أكثر من ألف اختراع أهمها : الحاكي الفونوغراف والقرص الدوار، ومصباح التوهج الكهربائي.فكان يهتم بالمشكلات المهمة، والتي يمكن إيجاد حل تكنولوجي لها مثل، صنع الضوء وتسجيل الأصوات، وإنشاء الصور المتحركة والأفلام .

2- رجل الأعمال الصيني ” لي كا شينج ” :

وهو  واحد من أغنى رجال الأعمال في العالم – صنفته مجلة “فوربس ” الأمريكية، ضمن العشر رجال أعمال الأغنى في العالم. و قد ترك الدراسة، في الخامسة عشر من عمره بعد أن توفي والده، واضطر للعمل والإنفاق على عائلته في هذه السن الصغيرة.وكان يعمل ليلا ونهارا ففي النهار يذهب إلى مصنع عمه، وفي المساء يبيع الصحف.و كان محبا للقراءة شغوفا بها، لذا كان يشتري الكتب المستعملة ويقرأها ثم يبتاعها مرة أخرى.

فهذان نموذجان ممن كانت همتهما عالية، فلم يشتغلا بالقيل والقال، وتتبع عورات الرجال، بدافع الحسد والغل والفشل الذريع الذي مني به الكثير من الناس فس هذا الزمان، بل جعلا النجاح هدفهما فحققاه.

الوطنية بريس حميد عسلاوي

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email