Connect with us

أخبار

مغربية الصحراء ، نظارات المغرب في العلاقات الدولية

Published

on

الوطنية بريس

بقلم الدكتور سيدي علي ماءالعينين

مهتم بالشأن الصحراوي
عندما يختار المغرب ان يكرس علاقاته الدولية على قاعدة رابح/ رابح ، وعندما يتوجه إلى عمقه الافريقي ليعيد ربط الماضي بالحاضر، و يجعل قضية الصحراء هي النظارات التي ينظر بها الى علاقاته الدولية ،
وعندما يتجه اقتصاديا نحو تنويع موارده و تطوير صناعته و تعدد علاقاته التجارية ،و مراجعة اتفاقياته للصيد في سواحله ورسم الحدود البحرية ،ومواصلة الريادة في الطاقات المتجددة و صناعة السيارات .و ضمان امنه الغدائي مواجهة سنوات الجفاف بتحلية مياه البحر وبناء السدود …
هذا التوجه الحكيم للدولة المغربية ،كان طبيعيا ان يجر عليه سخط من يرون فيه مجرد دولة يريدونها ان تعيش على المساعدات و استثمارات على شكل صدقات ،
كانت البداية مع مطالبة المغرب التموقع في الصراع بين قطر والسعودية لياتي خطاب جلالة الملك في قمة مجلس الخليج ليرفع اللبس ويضع النقط على الحروف وهو ما اعطى التوازن لعلاقاته مع مختلف دول الخليج .
و جاءت أزمة مالي و ما قبلها من تعثر التواجد الفرنسي بافريقيا ليجد المغرب فسحة لخلق استثمارات ناجعة بالقارة الأفريقية ،وهو ما جر عليه غضب فرنسا التي لا تنظر بعين الرضى لانسلال المغرب من تبعيتها ، و ولوج سوق افريقيا التي تريده فرنسا حكرا عليها ،
وطبعا بنفس التوجه تحاول الجزائر نشر كل العراقيل لوقف زحف المغرب إقليميا ودوليا ،وسارت تونس على نهجها متدرعة برفض استعادة المغرب لعلاقاته مع اسرائيل ،
وما زاد من حدة الهجوم على المغرب موقفه الرصين من الحرب القائمة بين روسيا و أوكرانيا عكس دول انحازت لطرف ضد آخر ،
ومنذ أن أعلن المغرب عن ظهور بوادر في التنقيب عن الغاز و البترول ،فان كثيرا من دول الجوار تخاف من الصعود المتواصل للمغرب الذي سيحدث خللا في موازين القوى ،
تخوف ازداد بعد دخول المغرب في تحالف قوي مع بريطانيا بعد خروجها من الإتحاد الأوروبي ،و التواجد الامريكي و الاسرائيلي بشمال افريقيا عبر الاتفاق الثلاثي مع المغرب تهديدا لمصالحه خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء ،و التعاون العسكري الذي ترجم عبر تنظيم مناورات عسكريه في الحدود مع الجزائر و مع مليلية المحتلة .
المغرب في تنويع علاقاته لم يكتفي باوروبا والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا بل انفتح على الصين ليكون اول دولة افريقية وعربية تنخرط مع الصين في اتفاقية طريق الحرير ،
وجاءت مبادرة الهند بمنع تصدير حبوبها الى العالم مستثنية المغرب ليعمق الاعتقاد بأن المغرب اصبح خارج العلاقات التقليدية التي حكمت ديبلوماسيته لعقود ،
وتأتي أزمة استقبال تونس لزعيم البوليزاريو في القمة اليابانية الأفريقية ،لتؤكد فيه اليابان عن دعمها للمغرب في الحفاظ على وحدة أراضيه والاعتزاز بعلاقات التعاون التي تجمعهما ،
مواقف المغرب الصارمة اتجاه ايران يزيده قوة بين حلفاءه بدول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ، ناهيك عن خروجه الاستباقي من الحرب ضد اليمن ،التي جددت علاقاتها مع المغرب في إطار تعاون أساسه انخراط اليمن في خيار الحكم الذاتي ،
اوربيا شكل استقبال ابراهيم غالي للتطبيب باسبانيا بهوية مستعارة وما تلاها من أزمة بين المغرب والجارة اسبانيا انتهى بإقالة وزيرة الخارجية و اعتراف إسبانيا بجدية المقترح المغربي لحل مشكلة الصحراء ،
نفس الموقف تبنته المانيا بعد أزمة دامت لشهور ، انتهت بتأييد المانيا لمبادرة الحكم الداتي ،
نفس التوجه سارت عليه إيطاليا التي تحتفظ بعلاقات قوية مع المغرب و ادراكها للدور الكبير للمغرب في ملف ليبيا التي تشترك في حدودها مع ايطاليا مما يعني أن المغرب يحافظ على سلامة حدود ايطاليا …
المبادرات المغربية لا تنتهي ،وديبلوماسيته نشيطة و متنوعة تجعل العالم كله يحترم هذه الدولة الصاعدة بخطا ثابتة بين القوى الكبرى بالعالم ،
حتى ملف حقوق الإنسان الذي كان دريعة بعض الدول لابتزاز المغرب عبر منظمات تعد تقارير تحت الطلب لمعاداة المغرب ،جاءت جائحة كورونا التي تفوق فيها المغرب على الدول العظمى في حسن تدبيره و دعمه لمواطنيه في مواجهة الجائحة مع ضمان التوازن لاقتصاده.
هواهو المغرب المستهدف دوما لملف حقوق الانسان ،هاهو يقود رئاسة اللجنة الاممية لحقوق الانسان و بإكتساح لاصوات الدول الأعضاء .
هذا هو المغرب الذي ينمو و يتطور ،وهو المغرب الذي يزعج ويقلق كل من كان يجد في ملف الصحراء فرصة للابتزاز السياسي و الاقتصادي ،
وكل دولة متضررة من هذا التحرك طبيعي جدا ان تمارس التشويش على مسيرته ،و تناور من اجل حصد مكاسب من هذا التموقع الإيجابي الذي لا يتوفر لأي دولة في مجموع القارات.
المغرب المستعمرة السابقة لفرنسا و اسبانيا ، والتي تواصل استنزاف خيرات المغرب وفق اتفاقية اكس لوبان المشؤومة ،لا تستصيغ ان يخرج المغرب من تحت جلبابها ليخلق لنفسه استقلالية في القرار ،
ومن اسهل طرق ابتزاز المغرب دفع دول الجوار لمحاولة فرض حصار ،لخنق نهضة المغرب في مختلف المجالات ،لذلك كان من بديهيات الأمور ان تقوم الجزائر تحت دريعة لملف الصحراء و استعادة المغرب علاقاته مع اسرائيل ان تقوم بحرب بالنيابة لفائدة فرنسا ، حرب توجت بقطع العلاقات مع المغرب ،ودفع موريتانيا الى الحياد السلبي وجر تونس لبيع مواقفها مقابل الغاز والانقلاب على المغرب الذي لا ينظر بعين الرضى لقرارات قيس السعيد التي تهدد شعب تونس و الاستقرار الاقليمي .
ان حصانة المغرب يستمدها من توافق الشعب مع الملك ، ونجاح المغرب في خلق جبهة موحدة داعمة لاختيارات المغرب ، و جاءت الانتخابات الأخيرة لتكرس المغرب كدولة تسير في اتجاه تقوية مؤسساتها الدستورية عكس دول الجوار التي تعرف ترديا في حقوق الانسان و الوضع الاقتصادي والاجتماعي و المس باستقلالية المؤسسات سواء عبر حلها كما هو الحال في تونس او عبر صوريتها لتكون تحت سيطرة العسكر كما هو الحال في الجزائر.
لقد حاول الخصوم ولا زالوا يحاولون زعزعة استقرار المغرب عبر نشر الاكاذيب و تزوير الحقائق خاصة في ما يتعلق بصحة الملك و علاقاته الأسرية ، وكلها محاولات تنكسر امام الإجماع الوطني حول الملكية و قضايا المغرب العادلة .
نحن أمام حملات منظمة الغرض منها التشويش على بلادنا ،و المس بتماسكه ،و الحيلولة دون بناء استقلاليته المالية و الاقتصادية ، وهي محاولات تجد ضالتها في نشر الاخبار الزائفة التي لا تزيد المغاربة الا قوة وتماسكا ،

Continue Reading
Advertisement Ad Banner
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *