كتب:**علال المراكشي

الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها او نكرانها،ان فيروس كورونا المستجد-كوفيد19-،التي عجزت أمامه جميع الدول بدون استثناء،المتقدمة والصإعدة والمتخلفة، وخلف خسائر فادحة في المال والارواح، وأغلق البورصات العالمية،وانخفاض ثمن برميل النفط،هو نتيجة خرجت من مجال الطب والصحة وعلم الاوبئة،لتمس كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بسبب غياب نظام دولي قوي ومتماسك،وله قوانين واسس واضحة المعالم للجميع،ما كانت دول العالم،لتصاب بهذا الخوف والهلع، وما حدثت من فوضى، وفي اعتقادي ان هذه الازمة الوبائية ،كشفت هشاشة النظام العالمي،وإن هذا الأخير ليس بصورة التماسك والتضامن والتعاون الذي كان يتصورها الناس.

وبقدر ما تخلف الاوبئة والحروب والازمات من مأسي وخسائر مادية وبشرية،فهي أيضا تكشف عن مواطن الخلل والقصور في الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،قد تساهم في تحويلات جذرية على مستوى البلدان والعالم، وتحدد طبيعة وحجم تحولات ميزان القوى الاجتماعية الفاعلة،ومدى قدرة الأنظمة على الاستمرار في ظل تطورات العصر، ومقاومة رياح التغيير.

تحولات كثيرة تحدث في جميع مناحي الحياة تقريبا، بينما ملايين الناس محاصرين في عزلة اختيارية او اجبارية،خوفا من انتشار فيروس كورونا المستجد-كوفيد19-، ويتساءولون كيف سيكون شكل العالم بعد انحسار هذا الوباء؟ ومن سيقوده؟ لأن تأثير الجائحة لن تقف عند آثاره الصحية فقط،بل ستتجاوز ذلك لتعيد التشكيل الاقتصادي والسياسي،بطريقة قد تنتهي بتشكيل نظاما عالميا جديدا،لم تظهر ملامحه بعد بشكل واضح.

واليوم كشفت أزمة فيروس كورونا المستجد-كوفيد19-، الأخطاء الجسيمة لسياسيين في بلادنا حاربوا منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي والصحة،وكذا جهل البرلمانيين الذين صوتوا ضد رفع ميزانية منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي والصحة،بقيادة حكومة أخلت بالتزاماتها الاجتماعية ووعودها الانتخابية،وانصرفت لتجويد وتحسين أوضاع اتباعها،متجاهلة المسؤولية الملقات على عاتقها، اتجاه الوطن والمواطنين،في الوقت الذي يفترض أن يستفيد المواطنون بمجانية التعليم والتطبيب،باعتبارهم، دافعي الضرائب، كما ينص الدستور المغربي على المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المغاربة.

والحمد لله انه بفضل الرؤية المتبصرة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس،تمكن المغرب بشكل استباقي وحاسم،من اتخاذ إجراءات احترازية وقائية، للحد من تفشي فيروش كورونا المستجد- كوفيد19- ،أظهرت الحس الانساني،الذي يتصف به قادة الدول المحبين لشعوبهم،بان فضل جلالته حماية أرواح المغاربة على اقتصاد البلاد.

مما دفع جلالته اقتراح مبادرة واقعية وعملية تسمح بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة الجائحة،على رؤساء البلدان الافريقية،من خلال مكالماته الهاتفية مع كل من السيد” الاسان درامان واتارا” رئيس جمهورية كوت ديفوار،ومع الرئيس السنغالي”ماكي سال”،مبادرة تروم إرساء إطار علمياتي يهدف مواكبة البلدان الأفريقية في مختلف مراحل تدبير مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد-كوفيد19-، مبادرة تنبع من عمق قيم ومبادئ  وقناعات قائد افريقي ملهم ،يعرف اهمية جدوى وفعالية التضامن والتعاون الافريقي ، الذي يشكل عمقا استراتيجيا للمملكة المغربية عبر تاريخها الطويل،كما عبر جلالته على غيرة بلادنا على شعوب دول أفريقيا، وحرصها على صحة وتراث  الشعوب الافريقية.

وقد لاقت المبادرة الملكية السامية لاميرالمؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس،تأييدا عالميا، من عدة منظمات دولية وصحف ورقية وإلكترونية كذلك،باعتبارها مبادرة نابعة عن رئيس دولة محنك،يؤمن بالمصير المشترك للبشرية جمعاء.

وقد حان الوقت لمراجعة السياسة العمومية وتصحيحها في اتجاه المصلحة العليا للوطن ،في إطار من التضامن والتعاون والإنصاف والحماية الاجتماعية  التي تعبر عن صدق المواطنة التي تنظم جدلية الحقوق والواجبات والمنفعة العامة الوطنية التي لا تقصي أحدا من آبناء الوطن.

فهل ستستفيد الحكومة من أزمة فيروس كورونا المستجد-كوفيد19-، وتعيد النظر في سياساتها العمومية،وتولي اهتماما كبيرا للبحث العلمي، وترفع من ميزانيته،لانه هو المحرك الفاعل والأساسي للتقدم  التطور، والقاطرة الفعلية للتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية والثقافية لكل المجتمعات،كما أنه هو المعيار الحقيقي  والفيصل بين الدول المتقدمة او الصاعدة،طبعا دون نسيان ربطه بمنظومة التربية والتعليم، التي تزوده بالاطر المتأهلة القادرة على القيام بالابحاث في مختلف المجالات وتكون مسؤولة عليها.

وفي أفق شروق شمس يوم جديد، تخرج فيه بلادنا المغرب منتصرة وسالمة متعافية على هذا الوباء الجائح، علينا أن نلتزم وننفذ الإجراءات الاحترازية الوقائية، وفي مقدمتها الطوارئ الصحية والمكوث في منازلنا مع اجبارية وضع الكمامة الوقائية للمسموح له بالخروج من المنزل لظروف استثنائية.

** صحافي وكاتب

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email