"بايدن" وفتح قنصلية أمريكا بالصحراء
الاعلامي / عبدالسلام العزوزي

بقلم: عبد السلام العزوزي

عصفت الدبلوماسية الملكية بذكاء غير مسبوق عصفا ب”قُطَّاع الطرق” وجعلتهم يرقصون رقصة الديك المذبوح، وهم يحاولون عبثا تخريب ممر الكركرات الحدودي الرابط بين موريتانيا والصحراء المغربية، وهي منطقة عازلة باتفاق وقف إطلاق النار 1991؛ ويعد هذا المعبر الطرقي الشرايين التجاري الأساس الذي يضخ الحيوية في التجارة والاقتصاد الإفريقي والدولي أيضا، باعتبار الصحراء المغربية أصبحت بوابة ومنصة رئيسية وضرورية لتنشيط التجارة الدولية ونقل الاستثمارات والمنتوجات التجارية من مختلف بقاع العالم إلى القارة السمراء .

الدبلوماسية المغربية التي تبدو أكثر نشاطا وحيوية في السنين القليلة الأخيرة، بدأت بتنزيل آليات الثورة الدبلوماسية التي كان قد أعلن عنها جلالة الملك في وقت سابق، وهو يعلن في خطاب تاريخي عن عهد جديد في التدبير الدبلوماسي المغربي المبني على المبادرة والابداع والاقناع في كل القضايا الوطنية الكبرى وفي كل القضايا الدبلوماسية الدولية، عوض الابقاء على سياسة رجل الاطفاء كما كان سلفا.، ما ضيع على المملكة نقاط تقدم كبيرة في ربح قضية وحدتنا الترابية وإقناع المجتمع الدولي بشرعية وحدتنا الترابية على أراضينا في الصحراء المغربية.

ثورة دبلوماسية ملكية يستثمر فيها المغرب اليوم، وهو يؤثث مناخا سياسيا دبلوماسيا وتنمويا لدفن جبهة الانفصال أو الأفضل نسميهم “قطاع الطرق” وإلى الأبد،حين أعد العدة كاملة لاقناع الأفارقة بمغربية الصحراء، ومكنهم من فتح مؤسساتهم الدبلوماسية في كل من مدينتي الداخلة والعيون (15 بعثة دبلوماسية)، بل والمفاجأة كانت أمس حين بادرت دولة الامارات العربية المتحدة بالاعلان عن فتح قنصلية لها بحاضرة عيون الصحراء المغربية، وتعد أول دولة عربية تفتح قنصلية لها بالعيون على أن تتبعها باقي الدول العربية مما لا شك في ذلك، خصوصا وأن العديد منهم سبق وأن شاركوا في انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، مسيرة القرن العشرين التي أبدعها جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه منتصف السبعينات(1975).

ويأتي إقبال الأفارقة على فتح قنصليات لهم بالأقاليم الجنوبية ليس عبثا وإنما بناء على الاستراتيجية التنموية والسياسية الكبرى الاستشرافية لمستقبل الأفارقة التي رسمها المغرب في أفق تحويل مدينتي العيون والداخلة إلى قطبين رئيسيين للتجارة الدولية نحو الجنوب، ولذلك فمنطقيا وتجاريا واقتصاديا وسياسيا أيضا، كان لابد وأن يشرع المغرب في فتح هذه المنصة لانشاء قنصليات دبلوماسية ترعى شؤون تجارتها ومستثمريها ومهاجريها وهي المرحلة المقلبة التي يهيئ لها المغرب لاستقبال الاستثمارات الضخمة من مختلف دول العالم لتحويل الصحراء من أراضي صحراء قاحلة إلى حواضر مدنية جد متقدمة، تنشط فيها التجارة الدولية بشكل غير مسبوق، وإلى مناطق خضراء منتجة للثروة الزراعية بكل أصنافها وأنواعها تتقدمها زراعة النخيل.

وتعد باردة دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة في فتح قنصلية لها في القريب العاجل بالصحراء المغربية، إشارة قوية ودالة من الأخوة الاماراتيين تجاه المملكة التي كانت على الدوام في توافق عميق مع دولة الإمارات حول العديد من القضايا الثنائية والدولية، بالرغم من المحولات اليائسة للذباب الالكتروني الايراني ومن يسير في ركب التشويش على العلاقات الثنائية القوية بين البلدين التي تتعزز اليوم بهذه البادرة العربية الأولى، ومما لاشك فيه، أنها ستعلن عن رزنامة من الاستثمارات الضخمة في الأقاليم المغربية الصحراوية.ومن هنا نأمل في أن رسالة الامارات قد بلغت باقي الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي التي تربطنا بهم علاقات أخوية مثينة على مدى عصور خلت لتنضاف إلى لائحة الدول الإفريقية والعربية التي فتحت منصاتها الدبلوماسية في الصحراء المغربية.

وهذه لائحة الدول التي فتحت بعثات دبلوماسية لها  في كل من مدينة العيون: جمهورية جزر القمر المتحدة، والغابون، وساو تومي وبرنسيب، وإفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، وبوروندي، إسواتيني ، زامبيا.

وفي مدينة الداخلة: جمهورية بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية وغينيا بيساو، غامبيا، وغينيا، وجيبوتي، وليبيريا.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email