لقد شاءت مشيئة الله التي تجلت في انتشار وباء أو بالأحرى جائحة أتت على الأخضر واليابس، وكبدت العالم بأسره خسائر بشرية ومادية، أثرت بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، وخلفت أزمات على المستوى الاجتماعي والإنساني بصفة عامة. والمغرب كباقي الدول ابتلي بهذا البلاء الوافد على حين غرة، فانتقل إلى الناس عبر أشخاص حملوا هذا الوباء من دول دون علم أو معرفة، فكان لزاما على الدولة أن تعد العدة، وتتصرف بحكمة وحزم للحد من هذه الجائحة. وقد ضرب المغرب ملكا وشعبا بكل طقمه المثل الأعلى في التعامل مع مثل هذه الأزمة الصحية الدولية، فاستبق الأحداث، وأخذ التدابير اللازمة كإعداد المستشفيات التي تستقبل المرضى بهذا الوباء، وسن قوانين استثنائية وعمل بقانون الحجر الصحي الذي أعطى أكله وخفف من حدة انتشار هذه الآفة الخطيرة، والشيء الجميل الملفت للنظر إعداد صندوق تدبير اقترحه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وحفظه من كل سوء، فساهم فيه بمبلغ شخصي كان فاتحة التبرعات التي تبرعت بها جميع القطاعات الحكومية وغير الحكومية، فضرب المغرب بذلك المثل الأعلى في التضامن والتآزر والمحبة والإيثار، ولا يفوتنا أن ننوه بالطاقم الطبي الذي أبان عن حنكة رغم قلة الموارد، وكذا السلطات العمومية كالقوات المسلحة الملكية، والأمن الوطني، والدرك الوطني، والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، والجمعيات الحقوقية، والمجتمع المدني وكل الفعاليات التي أظهرت معدن المغاربة وأصلهم الأصيل حتى ساروا المثل للأعلى لكثير من الدول الغربية والعربية، فاللهم احفظ بلدنا من كل سوء، وارفع عنا الوباء والبلاء والداء، واجعله سخاء، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
حميد عسلاوي

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email