الوطنية بريس/كريم حدوش

ينتظر خلال الأيام القليلة المقبلة عرض فيلم قصير بعنوان “صمود” من إخراج المخرجة المغربية الموريتانية آمال سعد بوه الحائزة على جائزة كبرى من المهرجان المغربي للسينما عن فيلم “سودة”.

يحكي الفيلم القصير الذي يستهدف تسليط الضوء على ظاهرة التنمر في المجتمع المغربي بشكل العام ومنطقة الوطية بشكل خاص، معاناة طفلة يشتغل والدها كعامل نظافة مع ظاهرة التنمر.

 

مخرجة الفيلم آمال سعد بوه، اوضحت في إتصال هاتفي مع صحيفة الوطنية بريس، بأن إختيار “صمود” كعنوان للفيلم مرده إلى الوضع المعيشي والكفاح اليومي لعامل النظافة من أجل تربية ابنته بعدما توفيت زوجته.

 

هذا الكفاح تقول المخرجة، جعله صامدا في وجه النظرة الدونية للمجتمع ومواقف “الحكرة” التي يتعرض لها من طرف شباب طائش.

 

المخرجة التي ابت إلا أن تشيد بالدور والكفاءة الكبيرة التي يتوفر عليها مدير التصوير عبد الغني مبروك، اوضحت بأن جميع المشاركين والمساهمين في الفيلم هم شباب منطقة الوطية متيمون بالفن السابع ولهم رغبة كبيرة في تقديم شيء مما يتقنونه للمنطقة.

 

كما أكدت بأن إنجاز العمل بالوطية، يستهدف التعريف بالمنطقة وفتح المجال للشباب المهتم بهذا الفن وتقديم يد العون لهم.

 

السيناريست زريوح محمد، صرح بدوره للجريدة بأن الفيلم يحاول كذلك تسليط الضوء على الاكراهات التي تواجه سيارة الإسعاف، في الطريق خلال نقل المصابين، حيث يرفض البعض إعطاء الأسبقية لها من أجل المرور وهو سلوك يعبر عن استهتار بصحة المواطنين كما يمكن أن يؤدي بالارواح.

 

وعن اختيار الممثلين بالفيلم، لم يخفي زريوح الصعوبات التي تمت مواجهتها خلال العملية نظرا لصعوبة المهمة ودورها الكبير في نجاح العمل، مشيرا إلى بأن ملامح الوجه والسن شكلا المعيار الاساسي في إختيار المشخصين.

 

يقول زريوح في هذا الصدد “الممثل الذي ارتأينا أن يؤدي دور عامل النظافة مثلا، هو متقدم في السن و تظهر ملامح وجهه كفاحا واستماتة مع الظروف القاسية للحياة”.

 

وحسب زريوح فإن فيلم “صمود”، يهدف كذلك إلى تغيير النظرة السلبية التي باتت تلازم الفيلم القصير، بعدما إلتصق هذا الصنف من الأعمال الفنية بمعالجة مواضيع غير أخلاقية تبتغي حصد الليكات والحصول على نسب مشاهدة مرتفعة، بعيدا عن تمرير القيم النبيلة.

 

زريوح، أكد التصريحات التي قدمتها مخرجة الفيلم، فيما تعلق بدعم الفيلم من طرف الجهات الوصية على قطاع الثقافة، حيث أوضح الاثنان للجريدة، بأن العمل تم انجازه بإمكانية مادية ذاتية وبجهود شباب منطقة الوطية، على أمل أن يكون بداية لأعمال فنية أخرى يمكن الترافع بها لدى الجهات الداعمة.

 

من جهتها صرحت بطلة الفيلم القصير، فاطمة الزهراء المجاطي البالغة من العمر 17، بأنها المرة الأولى التي تشارك في فيلم وتؤدي دورا أمام الكاميرا، مشيرة إلى أن ما شجعها على تجسيد الدور هو ما عاشته رفقة صديقة مقربة لها،كانت تعاني التنمر من زملاء الفصل الدراسي بسبب اشتغال والدها كعامل للنظافة.

 

فاطمة الزهراء، عبرت في تصريحاتها للصحيفة عن اعجابها بمجال التمثيل، ورغبتها الكبيرة في إعادة التجربة مرات عديدة، مؤكدة بأنها تطمح للتكوين في المجال حتى تتمكن من تطوير وصقل موهبتها.

 

وقال نور الدين اشطم الذي لعب دور مساعد سائق سيارة الإسعاف في العمل الفني، بأن مشاركته في الفيلم تأتي بهدف المساهمة في تغيير الصورة القدحية للافلام القصيرة، و تسليط الضوء على شباب منطقة الوطية ومدى قدرتهم على تقديم صورة راقية و تمرير رسائل نبيلة.

 

وعن الدور الذي لعبه نور الدين في الفيلم قال”خلال مشاركتي في تجسيد الدور المنوط بي اكتشفت بأن مهام العاملين بسيارات الإسعاف ليست سهلة بالمرة بل تتطلب تكوينا وفطنة وحذرا من أجل إنقاذ الأرواح.

 

يشار إلى أن العمل الفني الذي بدأت أشغال تصويره خلال العشر الاواخر من رمضان المنصرم، ينتظر أن يكون جاهزا للعرض نهاية الأسبوع المقبل.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email