بقلم حميد عسلاوي

الوطنية بريس

ركز الخطاب الملكي أمام البرلمان أمس الجمعة على تدبير أزمة الماء في بلادنا نتيجة ندرة التساقطات بعقلانية ومنطق يتوخى تجاوز هذه الأزمة، كما ركز خطاب جلالة الملك على الاستثمار الذي يعتبر عصب الحياة لبلادنا، تتميما للورش الملكي التنموي الكبير الذي كان قد أطلقه منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش اسلافه الغر الميامين، والذي سهر جلالته على تجديده وتطويره بشراكة مع كل الفعاليات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والأكاديمية.

ويأتي خطاب جلالة الملك أمام البرلمان ليجدد حرص جلالته على ضرورة التركيز على الاستثمار لتنشيط الاقتصاد الوطني، وبالتالي خلق فرص الشغل للمغاربة أجمعين.

حرص جلالته يتواصل منذ أن أطلق البرنامج التنموي الشمولي الذي في العام 2015 مركزا على النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية في الصحراء المغربية.

وكان جلالته قد أطلق حينها استثمارات ناهزت 8مليارات دولار، حولت صحراءنا إلى ورش كبير مفتوح، فتح شهية الاستثمارات العالمية الضخمة ما حفزها على إطلاق مشاريع ضخمة في مختلف الأقاليم الجنوبية. وهو ما دفع بالعديد من الدول إلى فتح بعثات دبلوماسية لها في كل من مدينة العيون والداخلة إحدى أكبر حواضر مدن الأقاليم الجنوبية، بلغت حوالي 30 قنصلية ممثلة لدول إفريقية وعربية وأمريكية.

والمغرب الذي يشهد سرعة فائقة في النمو غير مسبوقة منذ الإستقلال إلى الآن، بفضل خطة شمولية واستراتيجية رسم لها جلالة الملك معالمها وفق تصور حكيم ومنطقي وواقعي يتغيا منه تفعيل معادلة رابح-رابح في علاقاته وشراكاته مع مختلف الشركاء العالميين التقليديين، إضافة إلى شركاء جدد انفتح عليهم المغرب في السنين الأخيرة مما عدد من أسواقه الخارجية وزبنائه الدوليين المميزين. وهي الميزة التي يسرت من تنفيذ مشاريعه الكبرى ليس في الصحراء المغربية، وإنما في مختلف ربوع المملكة السعيدة التي تشهد نموا وتقدما مضطردا، بالرغم من الأزمات المتتالية التي شهدها العالم، كانت أخطرها أزمة جائحة كوفيد قبلها أزمة 2008 وال، نعيش أزمة الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت بشكل كبير على الاقتصادات العالمية، خصوصا الدول الفقيرة والسائرة في طريق النمو.

هذه الدينامية الاقتصادية، إضافة إلى مشاريع كثيرة ومهمة لكبريات الشركات العملاقة في مجالات مختلفة، بدءا من الاستثمار في الصيد البحري إلى الاستثمار في الفلاحة والصناعة والتجارة والسياحة والرياضة أيضا. حولت أقاليمنا الجنوبية إلى منصة جاذبة للاستثمار العالمي وبوابة رئيسة للولوج إلى العمق الافريقي، وهو ما تؤكده وفود رجال المال والأعمال من مختلف الجنسيات والدول الباحثة عن فرص الاستثمار ، مستغلة ضمان الاستقرار والأمن الذي تنعم بهم المملكة المغربية من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها.

ويكون الطريق السيار الذي يشرف على الانتهاء من الأشغال به في غضون الأشهر القليلة المقبلة، والذي يربط طنجة شمالا ووجدة شرقا بالداخلة جنوبا، مرورا بمختلف أقاليمنا الجنوبية، سييسر انسياب الجولان وسرعته إلى الأقاليم الصحراوية سواء من داخل المملكة أو من الجارة الاسبانية شمالا، وهو ما سيفتح شهية ساكنة القارة العجوز من زيارة جنوب المغرب برا وفي أسرع وقت ممكن.

كل هذه الدينامية الاقتصادية والاصلاحية المتواصلة والتي تستجيب لتطلعات المغاربة رفعت من موقع المغرب أمام باقي الدول الصاعدة التي اصبح المغرب في السنين الأخيرة يشكل رقما مهما في المعادلة الجيو سياسية والاقتصادية الإقليمية والقارية.

 

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email