محمد حارص الوطنية بريس

أكد ممثل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، احميدة معروفي، أن تخليد ذكرى 2 أكتوبر، التي تصادف الذكرى 67 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، يعد حدثا وطنيا بارزا يتبوأ مكانة مرموقة في سجل تاريخ المملكة الحافل بالمكارم والملاحم والأمجاد للانطلاقة المظفرة لطلائع جيش التحرير بشمال المملكة.

وأضاف أن مثل هذا اليوم المبارك من سنة 1955، سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز حدث تاريخي نوعي جيلي، والمشهور بانطلاقة عمليات جيش التحرير بإقليم تازة التي شكلت انعطافا مفصليا أوقدت شعلتها جذوة المواجهة التي خاضتها عناصر جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة.

وأكد احميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية السامية، أن أبناء هذه الربوع البررة تميزوا دوما بحضورهم الوازن وانغمارهم في الخطوط الأمامية ضد الغزو الاستعماري، ويشهد لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن حوزة الوطن من الأخطار المحدقة، مضيفا، ان عددا من المصادر الأجنبية تتحدث عن حدوث العديد من المعارك والاشتباكات التي خاضتها ساكنة تازة ما بين سنتي 1914 و1926 دفاعا عن حوزة الوطن فاق عددها ستين معركة واشتباك، كلفت قوات الاحتلال أكثر من 6000 قتيل تطلب دفنهم أكثر من 300 مقبرة، في وقت فاق عدد الجرحى 8000 جريح.

وأضاف احميدة معروفي، خلال مهرجان خطابي نظم يومه الأحد 2 اكتوبر، بمركز أجدير (إقليم تازة)، أنه عند انطلاق عمليات جيش التحرير المباركة، كان أبناء تازة الأحرار على موعد لصنع ملحمة بطولية “ملحمة مثلث الموت” التي عرفتها كل من بورد واجدير واكنول وتيزي وسلي وغيرها من المواقع الشهيرة التي تعلمت فيها قوات الاحتلال الفرنسية دروسا في القتال لن تنساها، وألحقوا بها ضربات موجعة دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية مسترخصين أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل عودة الملك الشرعي بطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الملكية الشريفة إلى أرض الوطن.

كما كان من نتائج هذه الانتصارات الباهرة التي حققها المجاهدين في المعارك البطولية التي خاضها أعضاء جيش التحرير ضد المستعمر من قبيل تيزين تايدا وبين الصفوف وقنطرة أجدير وتيزي ودرن وتامجونت وكدية الشوك وغيرها من العمليات التي أربكت حسابات المستعمر، ودفعت بعدد من وزراء الحكومة الفرنسية إلى الاستقالة، وقيام عدد من القادة العسكريين بزيارة هذه المنطقة المجاهدة.

وذكر بأن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تحرص على التعريف بالأمجاد التاريخية وتسليط الأضواء على ملاحم الاستقلال ونضالاتها وبطولاتها وتوثيق مضامينها وإبراز دلالاتها وتكريم رموزها وإشاعة رسائل الوطنية الحقة والمواطنة الايجابية في صفوف الناشئة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أن المندوبية قطعت أشواط مهمة في جهودها لصيانة الذاكرة التاريخية عبر خلق حوالي 100 فضاء للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، منها الفضاءات الثلاث بإقليم تازة (تازة العليا –المشور –أكنول) تقدم خدمات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية الوطنية، من خلال عرض كتب ومؤلفات ومنشورات تتناول بالدرس والتحليل التاريخ المحلي والجهوي والوطني… استقبلت خلال التسعة أشهر من سنة هذه السنة 24 ألف زائر.

وتم بمناسبة إحياء هذه الذكرى الوطنية، تكريم 12 من المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم تازة. كما وزعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية على 76 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين، بمبلغ مالي إجمالي قدره 171 ألف و558 درهم.

وكان ممثل المندوبية السامية وأعضاء جيش التحرير، احميدة معروفي، مرفوق بعامل إقليم تازة، مصطفى المعزة، والوفد المرافق لهما، قد قام قبل ذلك بزيارة لمقبرة الشهداء من أجل الترحم على الأرواح الطاهرة للشهداء بمقابر كل من تغزراتين وتيزي وسلي وأجدير.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email