Connect with us

أخبار

ذكريات تاريخية منسية من تاريخ المقاومة وجيش التحرير بالمغرب

Published

on

نافذة بقلم :حميد عسلاوي

 

 

في الثاني من أكتوبر 1955، وقعت ملحمة منسية اعتبرت لحظة الولادة الميدانية لجيش التحرير المغربي، التي انطلقت شرارتها الأولى في مقدمة منطقة الريف شمال المغرب، هذه الملحمة التي حاول المغرضون من أعداء الوطن إقبارها ومحو آثارها من التاريخ، حيث هاجم ما يناهز ألف مقاوم مسلح مراكز تابعة لسلطات الاحتلال الفرنسية في المنطقة الحدودية مع منطقة النفوذ الإسباني شمال المغرب الواقعة بين مدن تازة والحسيمة وبركان، مما تطلب إرسال قوات عسكرية فرنسية مكونة من جنود سنغاليين ومظليين، وتحركت القوات الجوية لقصف المناطق الثائرة.

 

وقد رسم معالمها الأولى أشهر قادة المقاومة، وأعظم المجاهدين كالمجاهد مصطفى العبدي، والمجاهد بنعاشير جناح، والمجاهد محمد بلميلودي، والمجاهد الأكبر محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي أفلت من قبضة الفرنسيين بعملية خاصة أنزلته من السفينة التي كانت تنقله من منفاه الغابر إلى فرنسا، لتحوّله إلى عقل مدبّر لاستعادة الأمل في العمل المسلح بعد عقود من المناورات السياسية والدبلوماسية الفرنسية.

 

هذه الملحمة ليست مشهدا متخيلا ولا أسطورة، بل هي حركة وطنية ومقاومة للاستعمار الغاشم كانت تعشيها المنطقة العربية خلال خمسينيات القرن الماضي، ولحظة حاسمة من لحظات الأمل في النهوض والوحدة والتكامل في مواجهة التهديدات والأطماع الخارجية، نفّذها جيش التحرير المغربي، ضمن خطة شاملة لتشكيل جيش تحرير مغاربي يطرد فرنسا من شمال أفريقيا.

 

حيث استمرت المعارك ما لا يقل عن 45 يوما، أي من 2 أكتوبر إلى غاية منتصف شهر نوفمبر، تاريخ الإعلان عن عودة السلطان محمد الخامس من المنفى، بل إن بعض العمليات تواصلت إلى غاية مستهل شهر دجنبر، لتكون الحصيلة النهائية لتلك العمليات حوالي 101 قتيل و173 جريحا في صفوف القوات الفرنسية.

 

فهذه الملحمة الوطنية التي عاشها بلدنا العزيز، يلزم تلقينها لأجيالنا حتى يستمدوا منها القوة والروح الوطنية التي تعتبر الوقود الحقيقي والشرارة الإيجابية للنهوض بهذا الوطن الحبيب.

Advertisement
Ad Banner
Continue Reading
Advertisement Ad Banner
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *