الوطنية بريس/ لطيفة معمري

 

تدخين المرأة ظاهرة لا تقبل مبررا خلقيا ولا صحيا في اوساط المجتمعات الشرقية العربية، بل سلوكا مشبوها يخرج عن المألوف ويضرب بالتقاليد والاعراف عرض الحائط، وخدش للأنوثة بدعوى التحرر …

كيف جذبت شركات التدخين النساء لاستهلاك السجائر …هل تدخين النساء داخل اوساط البلاد العربية ظاهرة جائزة ….ام انها ناكرة للأعراف والتقاليد.؟

تزداد نسبة تدخين النساء في العالم العربي على الرغم ما يتبجح به المجتمع الشرقي من تطور وانفتاح ، ومازال المجتمع المغربي كأي مجتمع تقليدي يرفض تدخين المرأة ويعتبره سلوكا مخلا بالحياء وضرب لأخلاق المرأة المحافظة و أنوثتها ، إذ يرفض الرجل الشرقي الارتباط بأنثى مدخنة باعتبارها غير مؤهلة حسب تصوره لتكوين أسرة وإنجاب أطفال يتربون في بيئة سليمة….

“إذا كان التدخين لا يليق بالرجل …فكيف بالمرأة

الرجل الشرقي بصفة عامة لا يمكنه الانفصال عن ثقافة المجتمع التقليدي والذي يكوٌِن صورة سلبية عن للمدخنات ، بحيث لا يقبل أن يرى ابنته، أخته، زوجته، أمه تشعل السيجارة…وتزاحم الرجال …باعتبار المرأة المدخنة عنصر غريبا يضرب الاعراف والتقاليد و عنصر غير أصيل بعيدا عن الثقافية الإسلامية التي تعتبر المراة عماد بناء المجتمع.

 

إلا أن الكثير يربط فكرة تدخين النساء بالحرية والاستقلال ومنافسة الرجال وتعبيرا عن الشخصية القوية والجمال والأنوثة.

 

وعندما نتحدث عن الأنثى الشرقية فإننا نحدث عن مرأة تحكمها عادات وتقاليد وحضارات…وعقائد دينية وتشريعية…منذ عهد من الزمن…لا وجود لحريات فردية…ولا يحق لها ان تعري المكشوف وتتجاوز الخط الناظم ليومياتها …إلا أن الأمر اصبح عكس ذلك خلال العقود الأخيرة…حيث أصبح من حق الأنثى الشرقية أن تمارس حريتها الفردية بدون شروط بدعوى التحرر في ضرب في صارخ للتقاليد والعادات …واصبحت تتشبه بالرجل تذهب إلى أماكن عمومية وتشعل سجارة ولهيب الدخان يتناثر من بين أصابعها…حتى تنسى انوثتها في تلك الثواني المشفقة…كعادتي دخلت إلى مقهى كل مساء لتعودي منذ الحياة الجامعية بأن أتصفح أورق كتاب ما… فاندهشت من منظر غريب هذا اليوم جعل قلمي يخط دون سابق إنذار…دخلت مجموعة من الفتيات ترتدين أرقى الملابس …وأغلى المجوهرات …و تركبن أفخم السيارات…تضحكن بعشوائية …وتتحدثن بتلقائية كأنهن في ملاهي الاطفال …نادين على نادل المقهى ليحضر لهم قهوة سادة…وعلب سجائر…وبدأت واحد تشعل للأخرى السجارة والدخان يتناثر جوانب المقهى حتى أُصبنا نحن المنكبين على كتبنا و اوراقنا بالاختناق والرعشة من قلة الأكسجين بسبب الدخان…واذا باناس يطلبون منهن التخفيف من التدخين احتراما للمكان و لمُرتادي المقهى الذي يجمعهم…واذا هن يتحدثن بصوت واحد هذا مكان عمومي ندخن فيه بالشكل الذي نريد لا يرغمنا احد على فعل أي شيء و لن يمنعنا أحد من التدخين و مَن لم يُعجبه المكان فليغادره…اندهش الحاضرون من ردة فعل مراهقات يمارسن عادات تتنافى مع ما وجدنا عليه آبائنا وما سمعناه عن أجدادنا بدعوى تحرر المرأة …وممارسة حق التدخين باعتباره موضة رائجة تمثيلا للثقافة الغربية …

 

الا ان الأمر بالنسبة لمراة داخل ثقافة محافظة شيء لا يقبله المجتمع وينظر إليه كأنه ثورة على المبادئ و الأخلاق …وتريد ان تعيش حياة لا تشبهها…هل بدعوى التحرر…وممارسة الحريات الفردية…ام بدعوى تمثيل وتشبه بالثقافة الغربية. …ام هي قهر وحرمان لحياة لا تناسبها….

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email