لا شك أن كل دولة تسعى إلى الحفاظ على هويتها الدينية والوطنية والتاريخية والجغرافية والثقافية من خلال ثوابت ترتكز عليها، وتكون بمثابة صمام أمان. والمملكة المغربية كباقي الدول لها ثوابت جعلت منها بلدا مستقرا رغم الاضطرابات المحيطة به، والمقصود بالثوابت الإطار الذي استقر عليه العمل في هذا البلد وتوافقت عليه جميع مكوناته في ظل الدستور.

ويمكن حصر هذه الثوابت في ما يلي:

– الثابت الديني: المتمثل في الدين الاسلامي، كما هو منصوص عليه في الدستور الذي ينص على أن بلد المغرب بلد مسلم يحكمه أمير المؤمنين.

– الثابت الجغرافي: فهو جزء من إفريقيا وجزء من الوطن العربي والعالم الاسلامي بالإضافة إلى قربه من القارة الأوروبية. فهو بوابة أوربا إلى القارة السوداء.

– الثابت اللغوي: فهو متعدد في لغاته مع اعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية الأولى إضافة إلى اللغة الأمازيغية والصحراوية الحسانية والريفية وغيرها من اللغات.

– الثابت التاريخي: والذي يتجلى في تاريخ عريق يزخر به بلد المغرب. فتاريخه يمتد إلى قرون سحيقة في عمر البشرية، وازداد رسوخا وثباتا بدخول سليل الدوحة النبوية السلطان مولاي إدريس الأكبر الذي استقر بالمغرب.

بالإضافة إلى الثابت والطابع التقليدي والأعراف والعادات. كل هذ الثوابت اختزلها الدستور أو صاغها وسبكها في نصوص صريحة وواضحة ولعل أهمهما النص الذي يحدد هوية هذا البلد:

“المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة متشبثة بوحدتها الوطنية الترابية وبصيانة مقوماتها وهويتها الوطنية الموحدة بانصهار كل مكوناتها العربية الإسلامية الأمازيغية والصحراوية الحسانية. كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوء الدين الإسلامي الديانة الرسمية للبلاد..”.

فحين نريد أن نتكلم عن الهوية وخاصة الهوية المغربية لا يمكننا أن نتجاوز عدة محطات حتى يتسنى لنا وضع المفهوم الحقيقي للهوية المغربية وليس بالرجوع إلى القواميس الأدبية والفلسفية والاجتماعية لأن مفهوم الهوية هنا حتما سيتغير وبالتالي سيغير خصوصيات هذا البلد. والهوية بمفهومها العام تقوم على أربعة أسس وعناصر: الدين، التاريخ، اللغة ، والأرض.

وحين يندمج المجتمع مع مبادئ وأسس هويته ويمثلها واقعاً ومنهج حياة، يكون هذا المجتمع بهذه الصورة معبِّراً عن مصطلح هويته، محافظا على مميزاته. فإن تكونت هذه العناصر في المجتمع عبَّرت بمجموعها عن الهوية المقصودة.

لذلك استمد الدستور المغربي هذا المفهوم لترسيخ هويته نظرا لحساسية هذا الموضوع حتى يتسنى له الحفاظ على مميزاته وخصوصياته وبالتالي الحفاظ عل وحدته وأمنه واستقراره وشرّع بندا لذلك.

كما أن بلد المغرب سعى إلى الحفاظ على الهوية من خلاله ثوابته الأربعة التي ميزته عن سائر الدول العربية والإسلامية وهي:

العقيدة الأشعرية – والمذهب المالكي – والتصوف الجنيدي – وإمارة المؤمنين. فهذه التوابث عملت على خلق سياج أمني روحي يصعب اختراقه أو تجاهله.

حميد عسلاوي

الوطنية بريس

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email