عند النظر في التكثلات البشرية والتجمعات العشائرية عبر التاريخ نجد أنها لم تخل من قوانين وأنظمة تنظم العلاقات بين أفرادها وتكرس مبدأ التعايش والتسامح والتساكن باعتبار أن هذه القيم هي سفينة النجاة التي على متنها يتحقق الأمن والأمان والاستقرار والسلام. لذا فالناظر في نصوص الشريعة الغراء يرى ما تزخر به من نصوص إلهية تدعو إلى تحقيق هذه القيم الإنسانية لعمارة الأرض وبقاء الجنس البشري، فمن هذه النصوص قوله تعالى : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم )). ومنها أيضا حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على حماية من كانوا تحت حمايته من أهل الذمة من اليهود والنصارى، فقد مرت بين يديه جنازة فقام لها فقيل له إنها جنازة يهودي، فقال : (( أليست بنفس ؟ )). أو كما قال عليه الصلاة والسلام، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي في مقابل مد شعير، فهو رحمة للإنسانية جمعاء، دعا إلى التراحم والتساكن والتعايش وبهذه الأخلاق النبيلة والفاضلة انتشر دين الإسلام في أقاصي الأرض، فما دخل أهل الهند والقارة الأسيوية إلى دين الإسلام بدعوة بل بسلوك التجار الذين تحلوا بأخلاق التسامح والتعايش والوفاء بالعهد وغير ذلك من أخلاق الإسلام. ونحن اليوم ما أحوجنا إلى الرجوع إلى أخلاق الإسلام وسماحته، فبهذه الأخلاق نحقق مجتمعا مسالما وآمنا يأتيه رزقه رغدا.

بقلم حميد عسلاوي

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email