Connect with us

أخبار

عيد الفطر يعزز وحدة المجتمع و يرسخ القيم الإنسانية

Published

on

 

بقلم/ حميد عسلاوي

عيد الفطر في المغرب ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال اجتماعي وثقافي يعكس تلاحم المجتمع المغربي وتمسكه بتقاليده العريقة. يتمحور مفهوم العيد في الطقوس المغربية حول ثلاث أبعاد رئيسية: البعد الديني، البعد الاجتماعي، والبعد الثقافي، حيث تتداخل هذه الجوانب لتجعل العيد تجربة متكاملة تعزز الروابط العائلية والتكافل الاجتماعي.

البعد الديني

يحتفل المغاربة بعيد الفطر بعد شهر رمضان المبارك، حيث يُنظر إليه على أنه يوم شكر وفرح على إتمام فريضة الصيام. ومن أبرز الطقوس الدينية، صلاة العيد التي تُقام في المصليات والساحات المفتوحة بمشاركة الرجال والنساء والأطفال في أجواء روحانية مميزة، و إخراج زكاة الفطر التي تُعد واجبًا دينيًا لتعزيز التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقراء على الاحتفال بالعيد.، ثم التكبير والتهليل الذي يبدأ منذ ليلة العيد ويستمر حتى وقت الصلاة، مما يعزز الشعور بالفرحة والاحتفال.

البعد الاجتماعي

يُعتبر عيد الفطر مناسبة لتجديد العلاقات الأسرية وتعزيز صلة الرحم، حيث تحرص العائلات على الاجتماع وتبادل الزيارات. ومن أبرز العادات الاجتماعية، التجمعات العائلية حول مائدة الإفطار الصباحية، حيث يتم تقديم أطباق تقليدية مثل الحرشة، البغرير، والمسمن إلى جانب الشاي المغربي. وأيضا تبادل الزيارات والتهاني بين الجيران والأصدقاء، حيث يُعتبر الامتناع عن الزيارة في العيد تصرفًا غير مستحب في الثقافة المغربية، ثم تقديم “العيدية” للأطفال، وهي مبالغ مالية رمزية أو ألبسة جديدة تدخل الفرح إلى قلوبهم وتعزز فرحة العيد.

البعد الثقافي والتقاليد المغربية

تنعكس هوية المغرب الثقافية في الاحتفال بعيد الفطر من خلال اللباس التقليدي والمأكولات الخاصة والعادات الفريدة، مثل، ارتداء الملابس التقليدية مثل الجلباب والقفطان والبلغة للرجال، والقفطان والتكشيطة للنساء، مما يضفي طابعًا تراثيًا خاصًا على العيد. و إعداد الحلويات المغربية مثل الشباكية، كعب الغزال، والسفوف، والتي تُعد جزءًا أساسيًا من الضيافة المغربية خلال العيد. مع تنظيم الاحتفالات الفلكلورية في بعض المناطق، مثل عروض “أحواش” في الجنوب و”الطقطوقة الجبلية” في الشمال، مما يضفي طابعًا احتفاليًا على المناسبة.

ويمثل عيد الفطر في الطقوس المغربية مزيجًا فريدًا من العبادة والاحتفال والتراث، حيث يجسد قيم الفرح، العطاء، والتضامن. وتظل هذه الطقوس المتوارثة عبر الأجيال جزءًا أساسيًا من هوية المغرب الثقافية والدينية، مما يجعل العيد مناسبة مميزة تعزز وحدة المجتمع وترسخ القيم الإنسانية.

Continue Reading
Advertisement Ad Banner
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *