الوطنية بريس حميد عسلاوي

 

لا تفتأ السلطات العمومية من التشديد في حرصها على أن لا تشوب التجارة أية اختلالات في الجودة كما في الأسعار، إلا أن جشع التجار وسعيهم إلى الربح السريع غير المشروع شرعا ولا قانونا، يسقط حرص المتدخلين العموميين، كما جمعيات المجتمع المدني الحريصة على سلامة صحة المستهلك في الحفاظ على السلامة الصحة للمواطن كما على سلامة جيبه وقفته اليومية.

ويحدث هذا التشديد بالأخص مع حلول شهر رمضان الأبرك الذي يستقبله المغاربة بإقبال كبير على المنتوجات الغذائية توفيرا لطاولة غذائية متوازية أثناء الإفطار من الصيام. ما يدفع بالتجار إلى استغلال هذا الاقبال المتزايد من أجل توزيع منتوجاتهم التجارية الصالحة منها والمستوفية أجلها، لا يهمهم صحة المواطن بالقدر الذي يشغل بالهم فقط الحصول على ربح وفير وفي هذا الشهر الفضيل، حيث يتضرع المومنون إلى الله عز وجل من أجل نيل عطفه وغفرانه وتجاوزه عما اقترفوه من أخطاء وزلات ومعاصي طيلة العام من أجل أن يمحو الله ذنوبهم ويطهر قلوبهم من جديد.

إن حرص السلطات العمومية والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه أن يتلاعب بالأسعار أو يتلاعب بجودة المنتوج، خلق فعلا توازنا وطمأنة لدى المستهلك المغربي على صحته وعلى قدرته الشرائية أيضا، بالرغم ما تشهده الأسعار منذ مدة من ارتفاع كبير لم تشهده المملكة من قبل، نتيجة تداعيات الاختلال في توازن الاقتصاد العالمي والأزمات المتتالية التي يشهدها العالم كالحرب الأوكرانية الروسية وأزمة الجائحة التي دمرت الاقتصاد العالمي.

وبالرغم من كل ذلك، يبقى هذا الشهر الفضيل فرصة للتجار لتنظيف سريرتهم التجارية وتطهير قلوبهم خوفا من الرقيب الذي يلازمهم والذي لاتخفى عنه خافية في الأرض كما في السماء، وخوفا أيضا على صحة وجيوب المواطنين الذين لا يجدون بدا من شراء المنتوجات المعروضة في الأسواق كما هي وبأثمانها المعلنة..فاتقوا الله في أنفسكم وفي مستهلك منتوجاتكم.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email