الوطنية بريس
بقلم سعيد الهياق
تم اختتام فعاليات الأيام الثقافية في دورتها السادسة التي نظمتها جمعية أوليم للتنمية المستدامة ومؤسسة الدكتور عياد لمهور للتربية والثقافة والفنون، وذلك مساء يوم الأحد 22 يناير 2023 بمسرح محمد الخامس بالرباط.
وتندرج هذه التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2973، والتي تروم إلى تثمين الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي من جهة، ومن جهة ثانية ترسيخ ثقافة الاعتراف بالجميل للرواد الذين ساهموا في النضال من أجل الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، وأيضاً من أجل الاعتراف بالأمازيغية كهوية مغربية.
وفي هذا الإطار تم اختيار الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي كضيف شرف نظير ما سبقت الإشارة إليه، وأيضاً نظير الكم الهائل المتنوع الذي ساهم به الدكتور عباس الجراري الباحث الأكاديمي والأديب والمؤخ والعالم المغربي الموسوعي الذي تنوعت مشارب إنتاجه من النقد الأدبي، إلى أدب الرحلة، والسيرة الذاتية، والشعر، والتراجم، وتاريخ الفكر والأدب، وقضايا الفكر الإسلامي.
هذا وقد افتتحت الأيام الثقافية صباح يومه الأحد 22 يناير 2023 بفضاء مسرح محمد الخامس بالرباط باستقبال بهيج للضيوف ثم بكلمة ترحيبية للجنة المنظمة. ثم انطلقت الندوة الفكرية التي أشرف على تسييرها الشاعر مولاي الحسن الحسين، وشهدت مشاركة كل من:
– الدكتور عمر أمرير الباحث الأكاديمي في موضوع ” الأدب الأمازيغي في مشروع عميد الأدب المغربي، الدكتور عباس الجراري”
– الدكتور والباحث الأكاديمي السعيد بنفرحي في موضوع” التنوع الثقافي المغربي والدكتور عباس الجراري”
– الدكتور الباحث في التاريخ بموضوع ” المكون الأمازيغي في الثقافة الحسانية؛ وفي ذلك رسالة وجيهة من جمعية أوليم للتنمية المستدامة ومؤسسة الدكتور عياد لمهور للتربية والثقافة والفنون بالانفتاح الإيجابي على باقي مكونات الهوية المغربية باختلاف تنوعها الثقافي والجغرافي.
واختتمت الندوة الفكرية الكبرى بكلمة مؤثرة للمحتفى به الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي. والذي عبر بإحساس رهيف وتأثر عميق بالمداخلات القيمة والتي لامست جوانب من تضحياته في الدفاع عن الأمازيغية منذ الارهاصات الأولى لمشروع الأمازيغية في بداية القرن الواحد رغم كل التحديات البنيوية وظروف المناخ السياسي الذي كان سائداً آنذاك سواء داخل أو خارج الجامعة المغربية؛ وأيضاً الشق المتعلق باسهاماته المتنوعة في مشروع الاعتراف باللغة الأمازيغية ودسترتها.
وعبر عن امتنانه العميق للحاج علي نايت الدوش بدوره الفعال في مجال الطبع والنشر للتعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي من خلال تبني الإنتاج الأمازيغي وطبعه ونشره رغم كل العوائق؛ وأيضاً امتنانه العميق للدكتور عياد لمهور الباحث الأكاديمي الذي انخرط طواعية في مشروع تثمين الموروث الثقافي الأمازيغي.
كما تقدم بالشكر والعرفان للسادة الدكاترة المشاركين في الندوة وللشاعر مولاي الحسن الحسيني مسير الندوة باقتدار؛ وللحضور ولمدير وأطر مسرح محمد الخامس بالرباط على نجاح هذه الندوة الفكرية القيمة.
وبعد ذلك تمت زيارة معرض الفن التشكيلي الذي نظم بالمناسبة بمشاركة: الفنان عياد لمهور، الفنانة عائشة عرجي، الفنانة آرليت فاطيم ديديش والفنان إبراهيم عامري.
كما شهدت الفترة الصباحية افتتاح معرض الكتاب الأمازيغي الذي نظمته جمعية أوليم للتنمية المستدامة بشراكة مع رابطة تيرا للكتاب الأمازيغي.
وأيضاً معارض للمنتوجات المحلية بمشاركة مجموعة من التعاونيات والشخصيات الذاتية: تعاونية تاروكة، تعاونية تاوماتين، السيدة رحمة الصافي، السيدة فاطمة بلوطي، رواق فري آراس عن مؤسسة عياد لمهور للتربية والثقافة والفنون وجماعة إمولاس الفاعل المدني حسن أيور.
وشملت الفترة المسائية استقبال الضيوف بأغنية لبراعم جمعية أوليم للتنمية المستدامة تحت إشراف الأستاذة فاطمة أيت همو علي.
هذا وسبق لهذه البراعم المشاركة في المهرجان الدولي للموسيقى وحصد عدة جوائز في مختلف المسابقات.
وافتتحت الأمسية الفنية الكبرى بآيات من الذكر الحكيم ثم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني.
وشمل برنامج الحفل كلمة ترحيبية لكل من جمعية أوليم للتنمية المستدامة ومؤسسة الدكتور عياد لمهور للتربية والثقافة والفنون.
وأشرف على تقديم فقراتها كل من: جعفر الوراقي وكرموس أمنتاك كما ساهم الفنان مصطفى الصغير بتنشيط فقراتها بتقديم مجموعة الفقرات الغنائية والعروض الساخرة.
وبالمناسبة تم عرض شريط وثائقي حول خصوصية الاحتفال بالسنة الأمازيغية.
وقد ألهبت الفرق الموسيقية والتراثية من مختلف مناطق المغرب حماس الجمهور الغفير الذي حج إلى مسرح محمد الخامس بالرباط لمشاهدة العرس الثقافي الأمازيغي المذهل. وهذه لائحة الفرق التي ساهمت في نجاح السهرة الفنية الكبرى احتفالا بالسنة الأمازيغية 2973:
– مجموعة إيزلي نايت وراين للثقافة
– مجموعة الفنان الرايس الحاج عبد السلام أمنتاگ
– مجموعة الفنان محمد بتهمة
– مجموعة الفنان أيت اليقين عبد الله
– مجموعة الرايس كمال أمنتاگ
– مجموعة نجوم تامسنا.
وتخللت تلك الفقرات تكريم المشاركين في الندوة الفكرية:
الشاعر مولاي الحسن الحسيني، الدكتور عمر أمرير، الدكتور عبد الهادي المدن، الدكتور السعيد بنفرحي.
وبالمناسبة تم تكريم الإعلامي سعيد الهياق من طرف جمعية أوليم للتنمية المستدامة ومؤسسة الدكتور عياد لمهور للتربية والثقافة والفنون.
كما أشرف الفاعل المدني محمد وخصاص رئيس الجمعية إلى جانب الدكتور عياد لمهور رئيس المؤسسة وباقي الأعضاء على تقديم الشواهد التقديرية على الفرق والمجوعات ورؤساء وأعضاء التعاونيات والأندية التي شاركت في الأيام الثقافية في دورتها السادسة.
وفي جو رهيب ومؤثر وقف الجميع تقديراً وإجلالاً للمحتفى به الدكتور عباس الجراري عميد الأدب المغربي.
وقدم له الهدية ودرع دورة الأيام الثقافية في دورتها السادسة الحاج علي نايت الدوش تحت تصفيقات الجمهور الغفير احتراماً وتقديراً للرمزية التاريخية للمحتفى به.
واختتمت الأيام الثقافية برفع برقية الولاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفيما يلي نبذة موجزة عن المحتفى الدكتور عبد الجراري العالم الموسوعي المغربي الذي شغل عدداً من المهام الإدارية منها:
– أستاذ بجامعة محمد الخامس منذ 1966 .
– أستاذ بالمدرسة المولوية.
– عميد كلية الآداب، جامعة القاضي عياض بمراكش.
– عضو مكتب أكاديمية المملكة المغربية.
– مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ سنة 2000
ومن أعماله الأدبية والفكرية:
– القصيدة: الزجل في المغرب، 1970.
– من وحي التراث، 1971.
– الثقافة في معركة التغيير، 1972.
– وحدة المغرب المذهبية، 1976.
– الأدب المغربي من خلال ظواهره وقضاياه، (1986-1982-1979).
– خطاب المنهج، (1995-1990).
– الثقافة من الهوية إلى الحوار، 1993.
– الذات والآخر، 1998.
– بقايا كلام في الثقافة، 1999.
– هويتنا والعولمة، 2000.
– الحوار من منظور إسلامي، 2000.
– قضايا للتأمل برؤية إسلامية، 2000.
– الإصلاح المنشود، 2005.
وقد حصل المحتفى به الدكتور عباس الجراري على العديد من الأوسمة والجوائز، كما كرمته العديد من الجهات الوطنية والأجنبية.
