الوطنية بريس / كريم حدوش
في أول نشاط ثقافي لها مباشرة بعد انعقاد جمعها العام و تجديد الثقة في حميد عسلاوي رئيسا لها للمرة الثالثة تواليا، نظمت الهيئة الوطنية لمغاربة العالم أمس السبت، ندوة علمية حول موضوع ” آفاق مشروع تثمين المدينة العتيقة وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية”.
الندوة التي عرفت حضورا وازنا لعدد من الشخصيات والفاعلين بالعاصمة الإسماعلية، تقدمهم على وجه الخصوص الكاتب العام لعمالة مكناس وباشا المنطقة الحضرية حمرية، شهدت نقاشا عميقا حول موضوع تثمين المدينة، من خلال 6 مداخلات قيمة .
هكذا قدم نائب مدير وكالة رد الاعتبار لفاس مولاي إسماعيل العلوي، في كلمته التي تمحورت حول التعريف ببرنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لمكناس 2019/2023، عرضا ابرز فيه بأن برنامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس شمل 54 موقعا بغلاف إجمالي قدر ب800 مليون درهم، كما قدم العلوي نظرة عامة عن تقدم الأشغال.
في هذا الصدد ابرز المحاضر بأن المواقع المنتهية اشغالها يبلغ عددها 17، في حين بلغ عدد المواقع المتواجدة في طور الإنجاز او قيد الانطلاق 34 موقع، فيما يرتقب انطلاق الأشغال بثلاث مواقع.
العلوي أكد بأن منهجية العمل التي تمت لتأهيل المواقع الأثرية بمكناس، هي نفسها تلك المعتمدة في البناء الحديث، حيث جرى حسبه إستعمال مؤهلات ووسائل كتلك المستخدمة في البناء الحديث وهذا ما يعكس الأهمية التي يكتسيها مشروع تثمين المدينة.
بدوره اعتبر الباحث في قضايا التعمير والتراث مصطفى كنكورة، بأن اختيار عنوان الوكالة الحضرية ورهان تثمين المدينة العتيقة بمكناس، لمداخلته، نابع من التقاطع الحاصل بين تثمين المدينة والتخطيط الحضاري، كما جاءت مداخلة كنكورة متضمنة لمعطيات عامة حول وثائق التعمير المتعلقة بالمدينة العتيقة.
كنكورة، ابرز أمام الحاضرين الأدوار التي تطلع بها الوكالة الحضارية، كما أوضح بأن المخطط التوجيهي للمدينة العتيقة لمكناس يمتد ل25 سنة وهو يتمتع بطابع الالزامية على الأشخاص المعنويين من شركات ومؤسسات عمومية.
عرض بنكورة قدم فيه كذلك المبادئ الكبرى لتصميم برنامج هيئة مدينة مكناس الممتد ل10 سنوات و بعض الدراسات المرجعية.
بدوره عرج الفاعل الاقتصادي والسياحي نضال لحلو في مداخلته حول”توظيف التراث المادي واللامادي في خدمة التنمية البشرية والسياحة”،على أهمية الاشتغال على توظيف امثل للتراث المادي واللامادي في المجال السياحي، كما أوصى بإحداث آليات خاصة للحفاظ على التراث وخلق وسائل عمل لإعادة الروح للمواقع الأثرية.
من جهته اختار الإطار بمندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور حسن الجامعي، لمداخلته عنوان “تأهيل الزوايا واحياء دورها الريادي”،حيث جاءت مداخلته ممنهجة ركز فيها على الإطار المفاهيمي للزوايا وتأهيلها ثم الدور الريادي الذي تطلع به.
فبعد ان عرف الجامعي بالزوايا، أوضح بأنها مرت بثلاث مراحل هي مرحلة المخاض ومرحلة الانطلاق ثم مرحلة التنظيم الهيكلي.
وبعد أن تحدث عن أهمية تأهيل الزوايا ودورها الريادي، خلص الجامعي إلى أن الزوايا بالمغرب تنحو منحى حضاري وكوني وجب فيها استحضار الخطاب الصحيح.
فبهذه الرؤية الممنهجة حسب الجامعي، يمكن للزوايا ان تسلك مسارا صحيحا مستمد من قيم النبوة وتستطيع بما تحمله من إرث علمي وتاريخي ان تتجاوز الآفات.
ادريس بوسباطة النائب الأول لرئيس المجلس الجهوي لموثقي مكناس،ابرز في مداخلة تحت عنوان” الحماية الجنائية للاموال الأثرية” بأن الأموال الأثرية يقصد بها الثروة الأثرية التي تركها السلف للخلف، كما أوضح بأن هناك عدد من الجرائم تهدد الثروة الأثرية منها السرقة والاتجار بالأثار والتزوير وكذا التنقيب عن المأثر خارج ما رخص له.
يتحدث بوسباطة متحسرا، “الاعتداء على الأموال الأثرية شمل المقابر والأبواب والاسقف فهي تجارة تستهدف الربح”.
وحسب المتحدث فإن الأمر يتطلب إعادة النظر في التعامل القانوني مع المأثر التاريخية، كما يجب إحصاء الماثر التي سرقت ووضع سجل خاص بها فضلا عن تشديد المحاسبة والمراقبة.
وبدوره أكد الإعلامي عبد السلام العزوزي على الدور الذي يجب أن يطلع به الإعلام في تتبع ومواكبة أشغال التثمين والتأهيل التي تشهدها المواقع الأثرية.
العزوزي تحدث في مداخلة تحت عنوان” الإعلام المعاصر ودوره في إشعاع الحضارة المغربية “،عن الدور الإشعاعي الذي يمكن أن يلعبه الإعلام خاصة الجهوي في إبراز المؤهلات التراثية التي تزخر بها المدن العتيقة.
وحسب العزوزي، ف”الإعلام مطالب بالمواكبة وعدم اغفال الحضارة التي تزخر بها مناطقنا بمختلف ربوع المملكة، غير أن الأمر يتطلب عملا مهنيا محترفا يتم فيه الاستعانة بالخبراء عبر اخذ اراءهم”.
المتحدث اعتبر انه لابد أن تكون هناك أقسام اعلامية متخصصة للتعريف بالثروات اللامادية للمملكة، كما أن الإعلام وجب الا يضع الخط الأحمر على اي موضوع ذو قيمة بغية رؤية انعكاساته على أرض الواقع.
يشار إلى أن الندوة، شهدت إلى جانب تكريم عدد من الوجوه البارزة والفاعلة رفع برقية ولاء إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
Please follow and like us:
