الوطنية بريس

ما زالت مشكلة الكلاب الضالة تشكل ظاهرة غاية فى السوء فى شوارع المدن فى ربوع المملكة. مشكلة الكلاب الضالة ليست بعيدة عن مشكلة وجود الكلاب عامة، سواء الضالة أو غير الضالة فى شوارع المغرب .

بالنسبة للكلاب غير الضالة يبدو أن أمرها أخف وطأة من الظاهرة الكبرى المتعلقة بالكلاب الضالة. فالكلاب غير الضالة يحتاج أمرها لبعض التنظيم المتعلق بالكمامات، وضوابط السير فى الشوارع، ومسألة تركها فى البالكونات أو فوق الأسطح تنبح وتسبب إزعاجا للجيران.

والأكبر والأكثر إيلاما هو تركها تعقر المارة فى الشوارع عن قصد أو عدم قصد، أو تلوث الأماكن بمخلفاتها، خاصة مع قيام أصحابها باصطحابها فى الشوارع والأماكن العامة بغرض قيامها بعملية الإخراج.

فى هذا الشأن ربما يحتاج الأمر إلى تشريع يجبر أصحاب تلك الكلاب على ضرورة ترخيصها وإجبارهم على وضع تلك الرخص فى أطواق حول رقبتها، وإقرار أصحابها إبان الترخيص على المسئولية الكاملة عن تصرفاتها إزاء الغير.

نعود للمشكلة الأهم وهى الكلاب الضالة التى كثرت فى السنوات القليلة الماضية، وأصبح التخلص منها عن طريق القتل يعرض القائم بذلك للوضع تحت طالة القانون، خاصة بعد أن كثرت الجمعيات التى تحمى الحيوانات، وكل ذلك لدواعى الرفق بالحيوان، حتى لو كان ذلك يتم أحيانًا على حساب حقوق الإنسان المنتهكة أصلا فى أكثر من جانب وناحية.

انتشار واضح للكلاب الضالة بمدينة مكناس بات يؤرق بال المواطنين المتخوفين من أن تتسبب عضاتها في “داء الكلب”، المعروف بـ”السعار”، إلى جانب تشويهها صورة الجماعة الحضرية.

وفي الوقت الذي تتزايد أعداد كلاب الشوارع يوما بعد يوم، لا تزال الجهات الوصية تحتاج في كل مرة إلى من يذكرها للقيام بالمهام المنوطة بها، عوض القيام بتخليص الشارع من احتلال قطعان الكلاب التي أضحت خطرا حقيقيا على صحة الأفراد.

مواطنون تحدثوا لجريدة الوطنية بريس قالوا بأن هذه الظاهرة أصبحت تهدد أمنهم وسلامتهم الصحية، خصوصا وأن هذه الكلاب تتجول في غالب الأحيان جنبا الى جنب مع المواطنين، وتتخذ من أماكن وسط المدينة مكانا للاستقرار بشكل يومي في غياب دور السلطات المعنية.

وسجل البعض أن هذا الوضع أصبح لا يطاق خصوصا مع وجود كلاب تعاني من أمراض جلدية خطيرة وأخرى مصابة بأمراض مختلفة، وهذا ما اعتبر أمرا لا يطاق وخطرا يتهدد سلامة المواطنين.

وتعددت المطالب في أكثر من مناسبة بتدخل الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذه الكلاب التي تنتشر بشكل ملفت وتهدد سلامة المواطنين.

الأمور المتصلة بمواجهة ظاهرة الكلاب الضالة تحتاج لنفقات كثيرة حتى يتم القضاء على تلك الظاهرة.

واحد من الطرق المهمة لجمع تلك النفاقات يعتمد على فرض رسوم على استيراد الكلاب، وفرض رسوم على تصنيع غذاء الكلاب، وكذلك فرض رسوم على إصدار رخص الكلاب الخاصة. بحيث يتم من خلال تلك الأموال وغالبًا أصحابها من المقتدرين، مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة.

كل ما سبق لا يغنى عن الإفصاح عن ظاهرة مكافحة السعار من قبل معديها، وتنشيط وتفعيل عمل هيئة الطب البيطرى، والأهم من كل ذلك تفعيل وسائل الرقابة الإدارية والمحاسبة السياسية للضرب على يد كل المقصرين عن استشراء تلك الظاهرة وتركها دون مقاومة.

حميد عسلاوي

الوطنية بريس

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email