الوطنية بريس

احتفت جمعية روح التراث الصوفي للمديح والسماع بمكناس يوم الجمعة الماضي بدار مرزوكة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وذلك في اطار الدورة الرابعة للمولوديات حيث رفعت شعار ” وفينا رسول الله يتلو كتابه // إذا انشق معروف من الصبح ساطع….أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا // به موقنات أن من قال واقع”.

الدورة التي حملت اسم الحاج المحجوب المرابط، تم فيها تكريم الإعلامي الحاج خالد الرحامني، والفاعل المكناسي مولاي الحسن بوعبد الله.

وتم خلال الحفل اطراب الحاضرين بنفحات من المديح والسماع من قبل فرق مديحية جاءت لتشارك الجمعية التي يترأسها

الأستاذ معاد الشبيهي، فرحت احياء ذكرى مولد سيد الخلق .

وتعرف المولديات بذلك الشعر الذي واكب سنة الاحتفال بالمولد النبوي، فأشاد بالذكرى، و مدح الرسول ( ص)، كما مدح السلطان الحاكم الذي تنشد المولدية بين يديه. و تشكل القصيدة المولدية- من حيث بناؤها- نصّا ثريا يستحق أن يفرد له جهد علمي أكاديمي، يكشف عن ظواهره الفنية و سماته الجمالية

فمولديات ظاهرة اجتماعية لما فيها من التكافل وتقديم العون والمساعدة بين المسلمين باعتبار أن مناسبة الاحتفال بعيد المولد النبوي مناسبة تقوم بدور هام في التضامن بين طبقات المجتمع المغربي لإسعاد سائر أفراده. ولعل ما عرفه مرستان سيدي فرج بفاس حيث كان يحتفي بهذه الظاهرة ليس في إطار استشفاء المرضى النفسيين فحسب، ولكن في إطار تقديم المساعدة إلى الكثير من أفراد الشعب. وهذا أمر هام يجب أن نلتفت إلى أبعاده لنكتسب منه في واقعنا نموذجا يحقق هذا التكافل الاجتماعي.

والمولديات ظاهرة فنية باعتبار أن المديح النبوي بأنماطه ليس مجرد قصائد يكتبها الذي يحس بلوعة الحب النبوي فحسب، ولكن في سياقها العام لدى المبدع والمتلقي حيث تتقد مشاعر المناسبة عبر مجموعة من الوسائل الفنية باعتبارها أداة لتحقيق هذه الظاهرة، ومن ثم كان ارتباط قصيدة المديح النبوي بالسماع يحقق وحده هذا السمو الفني لهذه القصيدة.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email