في انتظار المواعيد الانتخابية القادمة تنكب الأحزاب السياسية على اعداد لوائح مرشحيها لمختلف المحطات الانتخابية مهنية جماعية جهوية و برلمانية بغرفتي المجلس..

و بموازاة مع اعداد لوائح المرشحين ينكب أطر الهيئات الحزبية على مراجعة البرامج السابقة بهدف تحيينها . لإعداد برامج انتخابية هدفها جلب تعاطف الناخبين لحثهم على التصويت لمرشحيها الذين سيعمدون في حالة انتخابهم الى تنزيل البرامج على أرض الواقع.

و الملاحظ انه منذ أول انتخابات بالمغرب و إلى حدود تاريخه لم تجدد هذه الأحزاب في صياغة برامجها بل تعمد إلى استنساخ البرامج السابقة مع تحديث الصيغ و محاولة ملاءمتها مع الواقع و الأدهى و الامر هو تشابه هذه البرامج بين مختلف الأحزاب على اختلاف مرجعياتها فكلها حسب ما جاء في برامجها السابقة تسعى الى محاربة الفساد و تجويد التعليم و الصحة و الحكامة و غيرها من الشعارات المسماة عبثا برامج بينما لا تعدوا أن تكون مجرد شعارات مرحلية تلجأ اليها أحزابنا خلال المواسم الانتخابية.

و الغريب أنه بالرجوع الى هذه الشعارات ( المسماة عبثا برامج انتخابية ) نلاحظ أنها تدور حول نفس المحاور و العناوين الرئيسية التي تحيلنا على معطى واحد و هو أن دار لقمان ما زالت على حالها ان لم تكن تراجعت الى الوراء بخطوات بل بسنوات ضوئية فالمفروض في الأحزاب التي تحترم نفسها أولا و ذكاء الناخب ثانيا ، أن تصاحب برامجها بإحصائيات بهدف تشريح الوضع الحالي ثم بعد ذلك ترفق برامجها بإجراءات بتدابير و مساطر و الأسلوب الذي ستنهجه في تنزيلها لهذه البرامج مع ما يتطلبه هذا التنزيل من تكاليف و موارد مالية و كيفية تدبيرها من الميزانية العامة و بذلك تقدم مشروعها أو برنامجها الانتخابي الذي على أساسه سيتم التعاقد بينها و بين الناخبين و على ضوء نتائجه تكون المحاسبة.

فالملاحظ من خلال المهرجانات الخطابية في المحطات الانتخابية السابقة و ما قبلها أن المسؤولين الحزبيين و المرشحين يوزعون الوعود ويرددون في غير ما مرة بل و يعدون الناخبين بالرفع من المستوى المعيشي باعتماد الزيادة من الأجور بمبالغ لا ندري على أي أساس يعتمدونها، و القضاء على البطالة مع وعود بالتشغيل ( يطلقون أرقاما جزافية ) دون ذكر لكيفية تدبير الاعتمادات من الميزانية العامة للدولة في سبيل تحقيق ذلك و كأن الأمر لا يعدو أن يكون كلام ليل

ما يجب أن تعلمه أحزابنا أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس فالكتلة الناخبة تغيرت بشكل كبير كما أن منسوب الوعي ارتفع بشكل جلي لم يبق معه مجال لاعتماد خطابات رنانة بهدف دغدغة العواطف

مغرب اليوم محتاج إلى أحزاب قوية و مسيرين أكفاء ينهجون الواقعية في التحليل، بفكر خلاق يبدع في إيجاد الحلول المناسبة لكل الإشكاليات المعقدة.

و بهذا يمكن ان نقول ان أحزابنا دخلت مرحلة جديدة في ممارسة العمل السياسي الجاد المبني على المناطق و الواقعية و احترام الناخبين ..

 

توقيع : محمد أمين – الناظيفي

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email