يعتبر الجهاز الأمني بالمملكة من الأجهزة التي تضطلع بدور محوري لضمان أمن وسلامة المواطنين والسهر على راحتهم و الحرص على تطبيق القانون وحماية الممتلكات، وعيش الجميع في وطن يعلو فيه القانون فوق كل شخص و يعاقب فيه كل من تجرأ على خرقه والخروج عن ضوابطه، وطبعا فالجهاز الأمني بالمملكة تختلف ألوانه باختلاف المهام المنوط بكل إدارة على حدى.
مديرية الأمن الوطني تعد واحدة من بين الإدارات الأمنية التي تشتغل إلى جانب أخرى وهمها الوحيد السهر على راحة المواطنين وضمان طمأنينتهم الأمنية، فالمديرية ومنذ تأسيسيها على يد الملك الراحل محمد الخامس سنة 1956 وضعت هدفا أسمى أمامها متمثل في الدفاع عن المقدسات والثوابت الوطنية، إذن فهو هدف تقتسمه مختلف ولايات الأمن بالمملكة والتي تعمل تحت إشراف مديرية مركزية .
ولاية الأمن بمكناس هنا لا يمكن استثنائها عن ما سبق ذكره، فهي والحق يقال يمكن وصفها ب”عيون ساكنة عمالة مكناس التي لا تنام”، فالعاصمة الإسماعلية وعدد من المناطق المجاورة والتابعة لها تعرف بؤرا إجرامية تشكل الأحياء الهامشية مكانا خصبا لنموها وتوسعها وذلك لما تتوفر عليه من شباب مفتقد للتوعية والتأطير وكذا التوجيه .
شباب تنطبق عليه عبارة “لا تقاتل شخصا ليس لديه ما يخسره”، كونهم يفتقدون لتصور مستقبلي لحياتهم وما يمكن أن يعيشوا من أجله، فتجدهم يتنفسون الموت ويلعبون أمام مسكنها، وبذلك فالسيوف والأسلحة ملازمة لهم كما يلازم الظل صاحبه، حيث يستعينون بها في أول خلاف يدخلون فيه. ما يجعل استعمالها يعد خيارا أولا بالنسبة لغالبيتهم وبشكل خاص أولئك الذين لعبت المخدرات بعقولهم .
إذن فهذا أول امتحان تواجهه العناصر الأمنية خلال العمليات التي يخوضونها بالأحياء الهامشية، حيث مسألة المخاطرة بالحياة أصبحت مطروحة بشكل يومي أمام تدخلات تنفذ لتوقيف أشخاص خبروا الإجرام وألفوه .
رجال الأمن ورغم مخاطرتهم بحياتهم فإن الوطن وحمايته يعد بالنسبة لهم ضرورة وبالتالي فلا مساومة فيه ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تركه بأيادٍ غير آمن من شأنها نشر الذعر والفزع في نفوس الساكنة.
لا يمكن لساكنة عمالة مكناس بشكل عامة أن تنكر الأمن والسلام الذي تعيش فيه، طبعا فهي محاطة بيقظة أمنية تعتمد منطق الاستباق قبل رد الفعل، حيث يتم وبتنسيق مع مختلف الوحدات الأمنية بتخصصاتها، ترصد البؤر الإجرامية ومحاصرتها قبل أن تقدم على فعلها، ولعل ما أسفر عنه تفاعل مصالح الأمن بالعاصمة الإسماعلية مع فيديو يوثق لقيادة سيارة نفعية «Pick Up» بشكل خطير بأحد شوارع منطقة برج مولاي عمر، لخير دليل على اليقظة التي نتحدث عنها، حيث نتج عن التحركات الأمنية السريعة توقيف 8 أشخاص يشتبه تورطهم في قضايا تتعلق بترويج المخدرات وحيازة السلاح الأبيض في ظروف من شأنها تعريض أمن وسلامة المواطنين للخطر، لتطمئن الساكنة بهذا أكثر فأكثر…
لا يمكن أن نناقش الأدوار الطلائعية التي تلعبها ولاية أمن مكناس في استتباب الأمن داخل المدينة والعمالة ككل فالولاية بحق يمكن أن لصق بها صفة العيون الساهر على سلامة المواطن المكناسي، لكن ما يثير القلق في هذا الجانب هي المخاطرة التي يقوم بها رجال الأمن بحياتهم حين مواجهتهم لأشخاص يتفننون وكما سبق الذكر في استعمال السلاح الأبيض، حيث توضع حياة رجل الأمن على المحك فما المطلوب هنا ..
صراحة لن نضيف شيئا آخر على ما قلناه في مقال لنا سباق عنوناه ب” استفحال حمل السلاح الأبيض بالشارع العام…. للمقاربة الأمنية دور”، اعتبارا من كونه خلاصات لقناعات ولأن التكرار أحيانا يفيد التأكيد، فإننا نصر على إعادة الفقرة التي كتبنا فيها ” إن من شأن تشديد العقوبات إلى أقصى الحدود الممكنة وعدم التساهل مع حملة السلاح الموجودين بمختلف السجون المغربية، من خلال تغيير طريقة التعامل معهم أمنيا طبعا، أن يقنع هذه الفئة بأن دور البطولة الذي يلعب على الشارع العام بتهديد أمن وراحة المواطنين، الأصل فيه أن تسخر مجهوداته في خدمة وطن يحتاج لطاقات رجالاته”.
كان هذا إذن مقتطف من قناعاتنا والسلام …

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email