حميد عسلاوي الوطنية بريس

تلعب التنمية البشرية دورًا مهمًا في نجاح وتقدّم المجتمع والمؤسسات الموجودة فيه، فهي تساعد على تحسين الإنتاج فيها وضمان استمرارها دون التعرّض لمشكلة الفشل والإفلاس، ومع التطور الكبير الذي يحدث في العالم، أصبحت التنمية البشرية تؤثر بشكلٍ إيجابي على الشعوب والشباب بشكلٍ عام، وعليه سوف نُسلط الضوء على موضوع ” دور المجتمع في التنمية البشرية.

و للبحث في الاستراتيجية التنموية التي تبناها المغرب، في ظل استمرار الكثير من التحديات والمشاكل التنموية، وهي الاستراتيجية القائمة أساسا على المقاربة التشاركية، والتي فتحت المجال أكثر أمام منظمات المجتمع المدني للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية البشرية. يلزم إحداث مقاربة تنموية تشاركية مغربية، وتطوير موقع منظمات المجتمع المدني لا يزيد على كونه منفّذ لبعض البرامج التنموية في مجالات محددة سلفاً، سمح له النظام الولوج إليها وتقديم خدماته فيها، وفي مقابل ذلك يبقى المجتمع المدني المغربي بعيد كل البعد عن أدوار الدفاع والمناصرة، وذلك راجع لمجموعة من العراقيل وغياب الاستقلالية المالية التي فرضت عليه مزيدا من المشروطية والتبعية.

وقبل تناول هذا الموضوع يجمل بنا الحديث عن المفهوم العام للتنمية البشرية ونشأتها وأهدافها ثم كيفية تلاقحها مع المجتمع المدني.

أولا: مفهوم التنمية البشرية:

التنمية البشرية هي عمليّة زيادة الخيارات المتوفّرة للأفراد، وتشمل ثلاثة خيارات رئيسيّة، وهي توفير حياة صحيّة وبعيدة عن الأمراض، وزيادة انتشار المعرفة، وتوفير الموارد التي تُساهم في وصول الأفراد إلى مستوىً حياتيٍّ لائقٍ، كما تُعرَّف التنمية البشريّة بأنّها العمليّة التي تهدف إلى زيادة كميّة الخيارات المتاحة للناس وحجمها عن طريق زيادة المهارات والمؤهلات البشرية.

ثانيا: نشأة التنمية البشرية:

ظهرت الجذور الأولى للتنمية البشريّة في أمريكا، وتأثّرت بالسلوكيّات اليوميّة للنّاس، فانتشرت بالتّزامن مع ظهور الترجمة اللغويّة كأحد الفنون في سبعينيّات القرن العشرين الميلاديّ، ومع الوقت تطوّرت مروراً بعدة مراحل وهي:

فترة ارتبطت فيها التنمية البشريّة مع مفاهيم أُخرى، مثل التنمية الاقتصاديّة؛ حيث كان اهتمام العُلماء والمُفكّرين معتمداً على الدراسة الاقتصاديّة لزيادة الناتج القوميّ الإجماليّ.

فترة تراجع فيها التأثير الاقتصادي في التنمية البشريّة، وأصبح التأثير الاجتماعيّ هو المُؤثّر الرئيسيّ؛ حيث صارت المجتمعات الغربيّة تُحقّق تطوّرات ملحوظة في معيشتها، ولكنّها لم تُساهم في تحقيق السعادة للنّاس.

ثم فترة توصّلت إلى تحقيق الرفاهيّة وتوفير فوائدها لجميع النّاس؛ حيث تمّ التركيز على عنصرَين، وهما وصول التنمية إلى وضع أفضل من الوضع السابق؛ ممّا يُساهم في تحقيق الرّفاه للأفراد، والحرص على تفعيل العدالة بتوزيع النتائج الناتجة عن الناتج القوميّ؛ لتعميم فوائد التنمية لجميع النّاس.

ثالثا: أهداف التنمية البشرية:

تسعى التنمية البشريّة إلى تحقيق جُملةٍ من الأهداف المهمة، وهي:

توفير الوسائل التي تُسهّل حصول جميع النّاس الذين يعيشون في مجتمع واحد على التعليم، والسعي إلى الحدّ من انتشار الجهل والأميّة بين الأفراد.

المساعدة على ظهور فُرَص العمل المُتزامِنة مع إنشاء ظروف تتناسب معها، سواء في المناطق الحضاريّة أو الريفيّة؛ وذلك للمساهمة في الحدّ من ظاهرة البطالة.

السعي إلى تطوير مستويات الرعاية الصحيّة، وتحديداً المُتعلقة بالأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة عشر عاماً.

المشاركة في بناء المساكن المناسبة للأفراد من أصحاب الدخول المحدودة.

المساهمة في الحدّ من انتشار الجوع، والسعي إلى زيادة مُعدّلات التغذية بين النّاس.

القضاء على الفقر. والسعي إلى رفع دخول النّاس؛ لتحسين مستوى معيشتهم. وتوفير جميع حاجات الأفراد.

لكن تبقى هناك تحديات ومعوقات تعيق السير العادي لتحقيق التنمية البشرية من خلال مساهمة المجتمع المدني، من أهمها:

المشكلات السياسيّة: هي الأساس لجميع مشكلات التنمية البشريّة، وتنتج عنها حصارات اقتصاديّة وحروب متنوّعة.

المشكلات الاقتصاديّة: هي مشكلات تؤدّي إلى تدهور الحالة الاقتصاديّة؛ بسبب تراجع الحالة السياسيّة، وتُؤثّر في البُنى التحتيّة للأمم والدول.

المشكلات الصحيّة: هي مجموعة من مشكلات تؤثّر سلبياً في حياة الأفراد، وتنتج عن تدهور الحالة الاقتصاديّة، مثل سوء التغذية الناتجة عن حالة الفقر، وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة. المشكلات التعليميّة: هي غياب استقرار التعليم الناجح في الأُمَم والدول.

المشكلات الثقافيّة والاجتماعيّة: هي مجموعة المشكلات النهائيّة الناتجة عن جميع المعوقات السابقة؛ حيث تظهر في المجتمعات جماعات سكّانيّة متعصبة وجاهلة.

وخلاصة الكلام ينبغي استثمار التنمية البشرية ،في تطوير الفرد ،والعنصر البشري ,وزيادة قدراته ومهاراته ،وذلك لان الانسان اهم ثروات الكون ،بغية الارتقاء بالفكر الانساني ، وتطوير العناصر الايجابية في عقلية الفرد وشخصيته ، حتي يكون قادرا على التخلص من العناصر السلبية ، والعقبات التي تواجه تحقيق الرفاهية في حياته ويعيش مستقبلا مشرقا.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email