الوطنية بريس

بقلم: حميد عسلاوي

انتفض المغرب مؤسسات وطنية ودستورية وهيئات سياسية ومجتمع مدني ضد القرار الجائر للبرلمان الأوروبي الذي حشر أنفه فيما لا يعنيه، متعديا لخط الاتفاقيات التي تربط الرباط ببرلمان بروكسيل والتي تسند عملها على احترام الشؤون الداخلية لكل من المغرب والاتحاد الأوروبي وشؤون المؤسسات خصوصا القضائية منها.

إن انتفاضة المغرب الذي مافتئ يحافظ على توازن دبلوماسيته الخارجية في علاقته بكل شركائه الإقليميين والدوليين، ارتكازا على رابط الثقة المفروض توفرها في العلاقات الدولية التي تروم تعزيزها وتقويتها خدمة لقضايا الشعوب والدول معا من أجل إسعاد البشرية وتحقيق الأمن والاستقرار العالمي.

إن المغرب الذي فتح أوراش الإصلاح الكبرى على مدى عقدين من الزمن، في كل المجالات الحقوقية والسياسية والإعلامية والاجتماعية، واثق من مساره وآفاقه وتوجهه المميز إقليميا ودوليا، ولعل التحديات التي واجهها بثبات وقوة عزيمة خلال العشرية الأخيرة كانت مقياسا لقوة سياسة المملكة وبروزها كفاعل سياسي واقتصادي في منطقة شمال افريقيا وفي القارة السمراء كلها.

إن المغرب الذي بدت العديد من دول أوروبا تتضايق من ضغطه في عمق افريقيا وانتشار مقاولاته المالية والتجارية في أغلب الدول الافريقية، اتخذت قضايا داخلية، يحدث أفظع منها في أوروبا ولا يثار لها أي اهتمام، ذريعة من أجل استفزاز وابتزاز المملكة الشريفة التي لن تحركها كل هذه الخرجات غير الوازنة للبرلمان الأوروبي الذي كثيرا ما فشلت محاولاته، كلما حاول أن يصيد في الماء العكر بايعاز من أطراف دولية تريد زعزعة الاستقرار في المغرب.خصوصا وأن الاتحاد الأوروبي بدت آثار الحرب الروسية الأوكرانية تتجلى متاعبها الاقتصادية والسياسية أيضا على ملامح أوروبا التي فعلا بدأت تعاني من ضيق في العيش ورغد الحياة الذي جنت مدخراته وحاجياته وشروطه وما تزال تجنيه من القارة السمراء، وكل الدول الفقيرة التي كانت في السابق مستعمراتها.

وهو ما أدى بالعديد من دول القارة الافريقية إلى المطالبة برحيل الرجل الأبيض الذي استغل خيرات القارة السمراء على مدى سنين طويلة دون أن يوفر لها عيشا كريما أو استقرارا سياسيان لأن ذلك سيعجل برحيله، وهو ما تفعله الشعوب الافريقية اليوم بعد ما هبت رياح الديمقراطية والاستقرار بدولها.

 

 

 

 

 

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email