الوطنية بريس

انطلقت الأربعاء الماضي بمداغ (إقليم بركان)، فعاليات الدورة السابعة عشر للملتقى العالمي للتصوف تحت شعار ” التصوف وسؤال العمل .. من إصلاح الفرد إلى بناء المجتمع”.

 

ويروم هذا الملتقى، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسليط الضوء على الأدوار التي يضطلع بها التصوف باعتباره من أقوى البواعث التي يتحصل بها العمل الديني، وما يترتب عليه من أبعاد قيمية وروحية وأخلاقية.

 

وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أكد مدير الملتقى العالمي للتصوف، منير القادري بودشيش، أن هذا المحفل الصوفي، الذي دأبت الطريقة البودشيشية على تنظيمه بالتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أضحى منصة أكاديمية وازنة ومميزة على المستويين الوطني والعالمي.

 

وأشار خلال هذا الحفل الافتتاحي، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم بركان محمد علي حبوها، وشيخ الطريقة القادرية البودشيشية السيد جمال الدين القادري بودشيش، وعدد من المسؤولين والشخصيات العلمية والفكرية، إلى أن اختيار موضوع الملتقى لهذه السنة يعزى إلى ما أصبح يعج به العالم المعاصر من خطابات وشعارات عن القيم وغيرها من الأسس البانية التي قلما تجد لها أثرا كبيرا في التطبيق والعمل؛ مما أدى إلى انتشار ثقافة القول على حساب العمل.

 

وأوضح القادري، أن هذه الدورة ستناقش، في هذا الصدد، سؤال العمل وما يثيره من إشكالات تعيشها المجتمعات المعاصرة؛ انطلاقا من كون الممارسة الدينية هي بالأساس ممارسة عملية تعتمد على العمل بشكل كبير، وأن العلم والعمل متلازمان؛ وبالتالي يجب تسخيرهما لخدمة البشرية.

 

وأضاف أن هذا الملتقى العلمي العالمي سيطرح أيضا القضية الإيمانية والتدينية، وكذا الأزمة القيمية والأخلاقية التي تعرفها المجتمعات المعاصرة، وعلاقتها بالمشكل التنموي والاقتصادي والبيئي.

 

واعتبر مدير الملتقى أن هذه الأزمة وغيرها من الأزمات ما هي سوى تجل للأزمة الحقيقية التي يعيشها الانسان وتجرده من العمل الصالح، مشيرا إلى أن التصوف استطاع طيلة تاريخه أن يبني لمنظومة متكاملة من العمل الديني الذي كان له الأثر البالغ في الساحة الدينية والمجتمعية، في جميع المجالات التي يغطيها هذا العمل.

 

من جهتها، أكدت المداخلات، التي تمثل الوفود المشاركة، على أهمية الملتقيات العالمية للتصوف والتي أضحت على مر السنوات موعدا للباحثين والخبراء لبحث القضايا الراهنة، مشيرة إلى أن هذا الملتقى العالمي يشكل مناسبة لبحث الأدوار التي يضطلع بها التصوف سواء في الاسهام في إصلاح الأفراد عبر منهجه التزكوي الذي يتركز في إصلاح القلوب، أو دفعهم للانخراط في بناء المجتمع.

 

وعلاوة على الكلمات الافتتاحية، تميز هذا الحفل بتقديم توليفة من وصلة إنشادية في مدح خير البرية، شارك فيها عضوان في المجموعة الرسمية للسماع والمديح للطريقة القادرية البودشيشية، ورئيس مجموعة الشمائل المحمدية للمديح والسماع بمكناس.

 

ويشارك في هذه التظاهرة الدينية، المنظمة إلى غاية 10 أكتوبر الجاري، بشراكة مع المركز الأورو- متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بالإضافة إلى المريدين، ثلة من العلماء والأساتذة الباحثين والمفكرين المغاربة والأجانب.

 

وسيتناول الباحثون في هذا الملتقى العالمي، من خلال جلسات علمية، عدة محاور من بينها؛ مداخل نظرية لسؤال العمل في الإسلام، وثنائية العلم والعمل في الإسلام، والمحددات الشرعية والسلوكية للعمل الصوفي، ونماذج تاريخية وواقعية من هذا العمل، وكذا دوره في إصلاح الفرد وبناء المجتمع، إلى جانب دراسة الأبعاد التنموية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والجمالية للعمل الصوفي، والتأسيس للتفاعل الحضاري وحوار الأديان.

 

وعلى غرار الدورات السابقة، ستعرف هذه الدورة إقامة عدد من الأنشطة الموازية من بينها؛ المنتديات الإسلامية للبيئة التي ستتدارس “أزمة ندرة المياه ما بين الحلول التقنية وضرورة إيقاظ الضمائر”، ومنتدى الأخلاق والتكنولوجيا التي ستتناول ” الولوج إلى الطاقة.. أزمة مستدامة أم تحول المفاهيم”.

 

كما يتعلق الأمر بالجامعة المواطنة التي ستتطرق لموضوع “التربية على قيم المواطنة.. من المحلية إلى الكونية”‘ والقرية التضامنية التي جعلت من “مغاربة العالم.. ركيزة أساسية من أجل تطوير الاقتصاد الاجتماعي” شعارا لها، بالإضافة إلى معرض للكتاب، ومسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وفي شعر المديح النبوي.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email