إن موضوع الإختلاف حسب النوع الإجتماعي يعيدنا إلى طرح سيمون دي بوفوار وقولتها الشهيرة”لا نولد نساء بل نصير كذلك”الذي غير معالم النظرة إلى الجنس باعتباره معطى بيولوجي وهو الطرح الذي كان يقصي المرأة باعتبارها جسدا بيولوجيا من كل الوضعيات والسياقات الإجتماعية التي يمكن للمرأة أن تقف ندا للند مع الرجل وقد كانت هاته النداءات والصيحات مصحوبة بحركات تحررية نسائية ساهمت بشكل كبير في تغيير السياسات والقوانين بشكل حظيت المرأة بالمناصفة مع الرجل على جميع الأصعدة التربوية والإقتصادية والسياسية مع فروقات بطبيعة الحال،بين المجتمعات بحسب طبيعة أنظمتها السياسية وانظمتها الإجتماعية،لكن على الرغم من ذلك بقي المجالان الثقافي والديني عصيان على التغيير نظرا لأرتباطهما ببنية سوسيوتاريخية معقدة وصعبة الإختراق وهو الشيء الذي شكل وما زال يشكل مصدر التهديد وعامل من عوامل الحد من هذا التحرير.

وقد شهد موضوع الإختلاف بين الجنسين اهتماما بالغا من قبل فلاسفة الاختلاف.فبفضل العمل الجبار الذي بدأه الفيلسوف نيتشه في تجاوزه للمتافيزيقيا،والذي تقاطع به مع كل من هايدغر ودولوز وديريدا،أمكن تقويض مركزية القضيب،بعد أن تم تقويض مركزية العقل والذات والصوت وغيرها من المركزيات المؤسسة لصرح الميتافيزيقيا. . إن مشروع فلاسفة الإختلاف يستهدف تقويض الميتافيزيقيا. حيث كان الهدف منه في العمق تفكيك الأسس الفلسفية لمركزية أو سلطة القضيب.كما أن تأثير فلاسفة الإختلاف،لاسيما دولوز وديريدا في الحركة النسوية بالولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا وفرنسا.

وقد أكدت كرستين ديلفي على أن” المساواة بين الجنسين هي بمثابة مبدأ،ولكن يتم إدراكها عادة على أنها مساواة شكلية،حيث يتم التفكير في اللامساواة بين النساء والرجال على أنها ناشئة عن أدوار إجتماعية مختلفة.

شيكي عبداللطيف.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email