دعا نائب رئيس جامعة مولاي إسماعيل المكلف بالشؤون الأكاديمية والطلابية، عمر اسوعدي، جميع الأطر التربوية والتعليمية إلى المزيد من التعبئة والانخراط خدمة للمصلحة الفضلى للطالبات والطلبة في ظل الوضعية الاستثنائية التي يعرفها الدخول الجامعي هذه السنة بفعل ما فرضته جائحة كورونا من شروط غير مسبوقة.

وأكد الدكتور اسوعدي، أن الجامعة هيأت كل الظروف الملائمة لدخول جامعي محفز على التعلم والتحصيل الدراسي في احترام تام للاحترازات الصحية التي فرضتها السلطات العمومية والصحية، وأضاف أن جامعة مولاي إسماعيل تحرص على مواصلة تطوير التعليم عن بعد وإعداد مضامين بيداغوجية رقمية للوحدات المبرمجة بفصول الدورة الخريفية للسنة الجامعية 2020-2021، كما تقوم بمجهودات كبيرة من أجل إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية، في الحوار التالي، يُفَصل أكثر نائب رئيس جامعة مولاي إسماعيل مختلف التدابير والمناخ العام الذي تعيشه الجامعة في ظل جائحة كورونا.

أجرى الحوار : حميد عسلاوي

بداية نود في مستهل هذا الحوار أن نرجع قليلا بكم إلى نهاية الموسم الجامعي المنصرم، لتقدموا لنا حصيلة اعتماد التعليم عن بعد؟

بعد إعلان وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عن تعليق الدراسة الحضورية بمختلف المؤسســـــــــــات التعليمية والتكوينية العمومية والخصوصية بمختلف الأسلاك التعليمية، ابتداء من يــــــوم الاثنين 16 مارس 2020، بسبب انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19″، كإجـــــراء وقائي ضروري، أقدمت جامعة مولاي إسماعيل على تعليق الدروس والمحاضرات والأشغال التوجيهية الحضورية على مستوى المؤسسات التابعة لها في مدينتي مكناس والرشيدية، واعتمدت على غرار باقي الجامعات الوطنية آلية التعليم عن بعد، كبديل ظرفي للدروس الحضورية، بما طرحته هذه الآلية الاستثنائية من تحديات ومن سباق مستمر مع الزمن، من أجل توفير المحتويات الرقمية لاستمرار عملية التعليم والتعلم لطالباتها وطلبتها، حيث تمكنت جامعتنا من توفير موارد رقمية متنوعة تغطي جميع الأسلاك والمسالك، وتهم نسبا مهمة من المضامين البيداغوجية المبرمجة، والتي تم وضعها على البوابة الإلكترونية للجامعة والمؤسسات الجامعية التابعة لها، وتسجيل عدد كبير من الفيديوهات، تم بث عدد منها عبر قناة الرياضية، وإعداد عدد مهم من تسجيلات أوديو، تم بثها كذلك على أمواج إذاعة مكنـــــــاس الجهوية وأمواج إذاعة مدينة إف إم، من أجل التفاعل مع جميع طلبتها، حيث تم إعداد ما يناهز 11000 مورد بيداغوجي (PDF و PTT و WORD و Vidéo و Audio). ومنذ بداية الأزمــــة أصبح جل طلبة الجـــــــــــــــــــامعة يتوفرون على حساب مؤسسي يسمح لهم بالوصـــــــــــــــــــــول إلى منصة الجامعة لتبـــــــادل المعلومات والاطّلاع على كل المستنـــــــــدات البيداغوجية. كما أن عملية التعليـــــــــــــــــــــم عن بعد كانت تؤطرها باستمــــرار اجتماعات بتقنية « Visio conférence » بين السيد رئيس الجامعة، الدكتور الحسن سهبي وبين رؤساء المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة مولاي إسماعيل، من أجل التعبئة والدعم لتجاوز الصعوبات والإكراهات المحتملة.

ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أشير أن هذه النتائج ما كانت لتتحقق لولا المجهودات التي بذلتها الأطر التربوية والأطر الإدارية والتقنية برئاسة الجامعة وبالمؤسسات، من توفير ترسانة مهمة من الموارد الرقمية والعديد من الدعامات البيداغوجية، لتمكين الطالبات والطلبة من الاستمرار في التحصيل الأكاديمي. كما لا يفوتني أن أنوه بالمجهودات التي بذلها مختلف شركاء الجامعة لضمان الاستمرارية البيداغوجية بالجامعة، تعزيزا للتدابير والإجراءات المتخذة للحد من انتشار وباء كورونا 19 المستجد.

ما تقييمكم للظروف التي مرت فيها امتحانات الدورة الربيعية؟

تفاعلا مع ما تعيشه بلادنا من ظرفية استثنائية في ظل جائحة كوفيد 19، وحرصا من الجامعة على سلامة وصحة أطرها التربوية والإدارية والتقنية وجميع طلبتها، اتخذت هذه الأخيرة مجموعة من التدابير والإجراءات لتنظيم امتحانات الدورة الربيعية المؤجلة، قصد استكمال الموسم الجامعي 2019-2020 أوائل شهر شتنبر 2020. وفي هذا الصدد خلقت جامعة مولاي إسماعيل ثمانية مراكز لتنظيم هذه الامتحانات) مركز مكناس، مركز الحاجب، مركز إفران، مركز خنيفرة، مركز ميدلت، مركز الرشيدية، مركز تنغير ومركز بني ملال(. وبعد ظهور بؤرة وباء كوفيد 19 في الريصاني، تم إنشاء مركز الامتحانات في هذه المدينة، وذلك تفاديا لانتقال العدوى. وتم تنظيم امتحانات الدورة الربيعية حسب الجدولة الزمنية التالية:

بالنسبة لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جرت امتحانات الدورة العادية في الفترة الممتدة -من 3 إلى 19 شتنبر 2020 في ظروف جيدة. وسيتم تنظيم امتحانات الدورة الاستدراكية بالنسبة للفصل السادس يومي 25 و 26 شتنبر 2020 بنفس مراكز الامتحان.

بالنسبة للكلية المتعددة التخصصــــات بالرشيدية، جرت امتحانات الفصل السادس في الفترة الممتدة من 1 إلى 4 شتنبر 2020 في ظروف جيدة. وبعد نجاح هذه التجربة، تقرر إنشاء أربعة مراكز جديدة للامتحانات في أرفود، الريش، كلميمة وتنجداد، وذلك لتفادي تنقلات طلبة الفصلين الرابع والثاني. وقد جرت امتحانات الفصل الرابع في ظروف ممتازة خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 19 شتنبر 2020، أما امتحانات الفصل الثاني فانطلقت يوم 21 شتنبر 2020 وستستمر إلى غاية 28 منه.
أما بالنسبة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، فستنطلق امتحانات الدورة العادية ابتداء من يوم 23 وإلى غاية 30 شتنبر 2020 في مراكز مكناس، الحاجب، خنيفرة، أزرو، ميدلت والرشيدية. في حين تم تأجيل امتحانات الدورة الربيعية بكلية العلوم، المقرر تنظيمها من 21 إلى 27 شتنبر 2020 إلى موعد لاحق، بعد قرار مجلس الكلية بتأجيلها، حفاظا على سلامة وصحة كل مكونات المؤسسة، وذلك بعد ثبوت إصابة بعض الأطر التربوية والإدارية بفيروس كورونا المستجد، والذين نتمنى لهم الشفاء العاجل، وسوف يتم تنظيم الامتحانات الربيعية في أقرب الآجال.

وتجدر الإشارة أنه بالنسبة للمراكز التي تجرى فيها الامتحانات، يتم تعقيمها يوميا لاستقبال الطلبة في أحسن الظروف، كما اتخذت المؤسسات الجامعية، بتنسيق مع رئاسة الجامعة كل الترتيبات اللازمة لضمان سلامة هيئة التدريس والموظفين الإداريين والطلبة، نذكر منها حضور الطلبة إلى المراكز ساعة قبل انطلاق الامتحانات لقياس درجة حرارتهم، احترام التباعد الاجتماعي، إلزامية ارتداء الكمامة، التخفيف من أعداد المترشحين بكل قاعة ومنع تبادل الأدوات في قاعة الامتحانات.

وبهذه المناسبة نود أن نشكر السلطات المحلية والصحية والأمنية والجماعات الحضرية على دعمهم للجامعة في إنجاح هذا الرهان التعليمي، كما نشكر السيدين رئيسي جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال وجامعة الأخوين بإفران والسادة مدراء الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس، جهة بني ملال خنيفرة وجهة درعة تافيلالت والسادة المدراء الإقليميين للتربية والتكوين بالحاجب، إفران، خنيفرة، ميدلت، تنغير وبني ملال، والسادة مدراء الثانويات على المساعدة والمواكبة الجيدة لإنجاح هذا الرهان، في احترام تام لشروط السلامة الصحية للجميع. والشكر موصول كذلك للطاقم الأكاديمي والإداري والتقني الذي سهر على حسن تدبير تنظيم امتحانات الدورة الربيعية لموسم 2019-2020 لجامعة مولاي إسماعيل.

هل واجهتم إكراهات في هذا الباب؟

لتدبير امتحانات الدورة الربيعية للموسم الجامعي 2019-2020، تم إحداث عدد من مراكز الامتحانات، وأنشأ فريق نظام المعلومات لجامعة مولاي إسماعيل منصة إلكترونية لتمكين الطلبة من اختيار مركز الامتحانات، وكان التحدي المطروح هو ولوج الطلبة إلى المنصة الإلكترونية في غضون فترة زمنية معقولة. وفي هذا الصدد نشكر المحطات الإذاعية التي بثت الإعلانات الموجهة للطلبة باللغة العربية واللغة الأمازيغية واللغة الفرنسية. كما نشكر جميع وسائل الإعلام التي دعمتنا في التواصل مع الطلبة بخصوص هذه المنصة الإلكترونية.

ماهي الإجراءات التي قمتم بها لإنجاح موسم جامعي يبدأ هذه السنة في ظروف استثنائية بسبب وباء كورونا؟

يكتسي الدخول الجامعي 2020-2021 طابعا استثنائيا بالنظر إلى التحديات الكبيرة التي تعيشها بلادنا جراء جائحة فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الإطار، تم الشروع في التسجيل القبلي للطلبة الجدد عن بعد عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بالجامعة، على أن يتم استكمال التسجيل تدريجيا مع تبسيط المساطر المعمول بها. وبخصوص النماذج البيداغوجية المقترحة من طرف الجامعات لتدبير الدخول الجامعي 2020-2021 والإجراءات المتخذة من أجل توفير التعليم عن بعد، فقد تم التوصل بمراسلة الوزارة في هذا الشأن، وفي إطار المقاربة التشاركية التي تنهجها الجامعة، تمت موافاة جميع المؤسسات بها لاستقراء آراء ومقترحات جميع الفاعلين في العملية التربوية، وموافاتنا بمختلف التوصيات والاقتراحات قصد عرضها على أنظار لجنة الشؤون الأكاديمية، وبعدها على أنظار مجلس الجامعة من أجل المصادقة عليها، مع الإشارة أن الجامعة انكبت، في إطار مقاربة استباقية، وبتنسيق مع جميع الفاعلين في العملية التربوية بجامعتنا، على الاشتغال على كل السيناريوهات الممكنة لضمان دخول جامعي آمن، يوفر الظروف الملائمة للتحصيل والتعلم من جهة، ويحافظ على صحة وسلامة جميع مكونات الجامعة من أساتذة وإداريين وطلبة من جهة ثانية. وترتكز هذه السيناريوهات على تكييف النموذج البيداغوجي المعتمد على مستوى الجامعة تبعا لتطور الحالة الوبائية والتغيرات التي قد تطرأ على مستوى المجالات الترابية لمؤسسات الجامعة، حيث سيتم اعتماد التكوين الحضوري إذا وقع تحول إيجابي في مؤشرات انتشار الوباء، والتعليم عن بعد في حالة تصاعد وتيرة الإصابات واتساع رقعة انتشار الوباء، مع القيام باتخاذ إجراءات لتحقيق تكافؤ الفرص وتصحيح الاختلالات والإشكالات التي تم تسجيلها سابقا بخصوص التعليم عن بعد، لا سيما بالعالم القروي وضواحي المدن، وقد تلجأ إلى اعتماد التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، مع سن كل الإجراءات الوقائية وتتبع المرحلة.

وستواكب التعليم الحضوري مجموعة من التدابير الاحترازية ، بتنسيق مع السلطات العمومية المختصة، بغية تعزيز الوقاية والسلامة الصحية، والمتمثلة في إجبارية ارتداء الكمامة داخل الفضاءات الجامعية بالنسبة للجميع وإقرار التباعد الجسدي بين الطلبة عن طريق تفويج أو تقليص الأعداد في المدرجات والقاعات وغسل وتطهير اليدين بشكل منتظم وتعقيم فضاءات التكوين والتعليم بشكل مستمر.
وتحسبا لكل الاحتمالات، فإن جامعة مولاي إسماعيل تحرص على مواصلة تطوير التعليم عن بعد وإعداد مضامين بيداغوجية رقمية للوحدات المبرمجة بفصول الدورة الخريفية للسنة الجامعية 2020-2021، كما تقوم بمجهودات كبيرة من أجل إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العملية التعليمية، وتتمثل هذه المجهودات في توفير التجهيزات التقنية الضرورية وإعداد برنامج لتكوين الأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والتقنية وإنتاج الموارد الرقمية، كما ستعمل على توفير عدد مهم من “البوليكوبات” بالنسبة لطلبة المناطق النائية بالوسط القروي والمناطق ذات الخصاص، وذلك من أجل تمكين أولئك الذين وجدوا صعوبة في متابعة الدروس عن بعد من دعم مكتسباتهم وتعلماتهم.

كيف ستعملون على تدبير الاكتظاظ الذي تعرفه الكليات ذات الاستقطاب المفتوح في ظل قاعدة التباعد الاجتماعي الموصي بها صحيا؟

بالفعل، يطرح العدد الكبير للطلبة بالمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح إشكالا حقيقيا بالنسبة للتعليم الحضوري، مع احترام شروط السلامة الصحية الموصى بها ، وعلى رأسها عملية التباعد الاجتماعي، لذلك ستعمل الجامعة إلى جانب مؤسساتها الجامعية على إعداد سيناريوهات خاصة بكل مؤسسة وشروط إنجاح الدخول الجامعي الجديد؛ حيث أن هناك موادا تقتضي التعليم الحضوري، وسيتم تنظيم العمل من خلال مجموعات تضم عددا محددا من الطلبة، حرصا على احترام التدابير الوقائية خلال حصص التكوين، وهناك موادا أخرى قد لا تتطلب التعليم الحضوري، كما سيتم اللجوء إلى عملية التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد.

ما مصير الطلبة الوافدين من مناطق مختلفة، بعد الضبابية التي تحوم حول فتح الأحياء الجامعية؟

فيما يتعلق بالخدمات التي تقدمها الأحياء الجامعية للطلبة الوافدين من مناطق مختلفة، فالقرار المرتبط بها يعود للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية، الذي من المؤكد أنه يعمل حاليا وبتنسيق مع الوزارة الوصية والسلطات العمومية المختصة على تحديد التدابير الموضوعية والصيغ المناسبة لإمكانية فتح الأحياء الجامعية، مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الحالة الوبائية ببلادنا، وفي احترام تام للشروط الصحية المعمول بها من أجل الحفاظ على صحة وسلامة الطالبات والطلبة الوافدين عليها، وكذا الموظفين العاملين بها.

كلمة أخيرة

في ختام هذا اللقاء، أود أن أتوجه بخالص عبارات الشكر والامتنان لجميع الأساتذة الباحثين والأطر الإدارية والتقنية على انخراطهم اللامشروط في جميع التدابير التي اتخذتها جامعة مولاي إسماعيل، والتي سعت إلى ضمان الاستمرارية البيداغوجية وتنظيم امتحانات الدورة الربيعية للموسم الجامعي 2019-2020 في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها بلادنا كباقي دول العالم، كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى شركائنا من سلطات محلية وجامعات وأكاديميات جهوية للتربية والتكوين ووسائل الإعلام على كل ما قدموه من تسهيلات ومن دعم تقني ولوجستيكي من أجل إنجاح رهانات الجامعة، وأدعو الجميع إلى المزيد من التعبئة والانخراط خدمة للمصلحة الفضلى لطالباتنا وطلبتنا.

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email