عبد الغاني الصبار ..خبير الإدارة الترابية
الذي يقود عمالة مكناس

لا يختلف إثنان حول التقدم الملموس الذي سُجل بجهة فاس مكناس عامة وبعمالة مكناس على وجه الخصوص فيما يخص شقها التسييري، وذلك طبعا مقارنة بعقود مضت، فالواقع يفرض نفسه والعدمية لا يمكنها بشكل من الأشكال أن تصب في مصلحة التحسن والتطور والمضي إلى الأمام.
وحتى لا نرسم صورة وردية على واقعنا الذي لا يمكننا إخفاء النواقص التي تشوبه فمن الواجب القول بأن الإخفاقات والانتقادات التي رافقت مؤسسات الدولة بغض النظر عن التقدم الذي أحرزته مقارنة بفترة من فترات مغربنا الحبيب، غير مرتبطة حقيقة بالمؤسسات في حذ ذاتها، بقدر ماهي مرتبطة بالأشخاص التي تسير هذه المؤسسات، ذلك أن الكفاءة و الالتزام والمسؤولية تعتبر مواصفات مطلوبة وبشكل إستعجالي في ربابنة المؤسسات وقادتها.
يمكننا الحسم بأن عمالة مكناس تعتبر من المؤسسات التي لعب الحظ إلى جانبها، بخصوص الكفاءات والرجالات التي تناوبت على تسيرها، فهي تعتبر نموذجا مجسدا لسلطة الدولة وهيبتها.
فما السر وراء ذلك؟؟
بما أننا نتحدث عن القادة والشخصيات ذات الكفاءة في تسيير مؤسسات الدولة، فيمكننا أن نكون مطمئنين ونقول بأن عبد الغاني الصبار عامل عمالة مكناس تنطبق عليه مقولة ” الرجل المناسب في المكان المناسب” ،حينما قرر جلالة الملك محمد السادس تعينه على رأس عمالة العاصمة الإسماعلية مكناس شهر مارس من سنة 2016 وذلك في إطار الحركية التي دأب جلالته على إحداثها بين رجال السلطة بهدف إطفاء دماء جديدة على كل ولاية وعمالة وكذا إقليم.
الرجل كسب خبرة طويلة في مساره المهني قبل تسلمه زمام أمور عمالة مكناس، نظرا للمناصب المختلفة التي تقلدها داخل سلم الإدارات الترابية للمملكة، فبعد تخرجه من المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة سنة 1979، عين مباشرة وهو الذي حصل على الإجازة في علوم السياسية، قائدا لديوان عامل إقليم وادي الذهب، ليتدرج بعد ذلك في سلم مناصب الإدارات الترابية بوزارة الداخلية حيث تمت ترقيته إلى مهام رئيس دائرة سنة 1984 ثم كاتب عام لإقليم وادي الذهب سنة 1986 وإقليم العيون سنة 1994.
حنكة الصبار وجديته في العمل فضلا عن مراكمته لخبرة طويلة في مجال التسيير وتدبير الإدارات الترابية للمملكة عجلة بترقيته إلى منصب عامل، حيث أشرف على تسيير كل من عمالة إقليم السمارة سنة 1998 ثم عمالة جرادة سنة 2002 ثم عمالة تازة سنة 2009 و عمالة شيشاوة سنة 2012 .

ومنذ سنة 2016 و الصبار يقود عمالة مكناس، بعد الثقة التي حظي بها من طرف جلالة الملك حيث يمكن لمتتبع الشأن العام بالمدينة أن يلمس التغيير الذي طرأ على عدد من الملفات التي وجدها الصبار فوق مكتبه .
هنا وجب الإقرار بالمجهودات الكبيرة المبذولة من طرف رجل الإدارة الترابية بامتياز لتدبير عدد من الأزمات المرتبطة بتأهيل وصيانة المعالم الأثرية للمدينة القديمة وتلك المتعلقة بالنقل الحضري وبناء الاسواق النموذجية بالإضافة إلى تسيير و تدبير مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دون إغفال الأولويات المرتبطة بتعزيز البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية .
وبالمقابل لا تزال ملفات أخرى تراوح مكانها رغم المجهودات التي بذلتها السلطات المحلية لإنهائها، نذكر هنا على سبيل المثال ملفات الباعة المتجولون وما يشوبه من عوائق، الإكراهات التي تلازم ترحيل الثكنات العسكرية والمحطة الطرقية والسوق الأسبوعي إلى خارج المدينة وذلك سيرا على نهج عدد من مدن المملكة ، فضلا عن تأهيل محطتي القطار بمكناس.
ولأن المناسبة شرط فالظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم كافة بسبب تفشي وباء كورونا، شكل فرصة للتعرف على حنكة وقدرة رجال السلطة على تدبير الأزمات، حيت أنه ومنذ قرار الحكومة المغربية وضع سلطة تدبير الجائحة على المستوى الترابي في يد الولاة والعمال، صدرت مجموعة من القرارات الجريئة من طرف عدد منهم.
الصبار بدوره وبناء على خلاصات اجتماع اللجنة الإقليمية اضطر إلى إصدار قرارات تهم عمالة مكناس وذلك استنادا إلى حالتها الوبائية المقلقة حيث عمد إلى إعطاء أوامر تطويق حيي المنصور وكاميليا وإغلاق المحلات التجارية والمطاعم الواقعة بالنفوذ الترابي لعمالة مكناس عند الساعة العاشرة فضلا عن تشديد المراقبة بمداخيل العمالة وفرض ارتداء الكمامات ومعاقبة كل المقاهي التي لا تحترم التدابير الوقائية بقرار الإغلاق.
إن المسؤولية التي يحملها الصبار على عاتقه، كعامل لعمالة مكناس، تفرض عليه طبقا للظهير الشريف الصادر سنة 1977 تمثيل الحكومة في المجال الترابي الذي يقع تحت نفوذه، وكما يبدو فالرجل وبحكم تكوينه ومراكمته لخبرة كبيرة استطاع أن يبصم على مسار مهني مميز على رأس عمالة العاصمة الإسماعلية، ولعل تدبيره للجائحة في المجال الترابي التابع لسلطته خير دليل على ذلك .
وطبعا فالصبار لم يشتغل لوحده سواء منذ إلتحاقه أو خلال تدبير أزمة كورونا، فلولا تظافر جهود رجال الأمن والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية والباشوات والقياد بل وحتى تعاون المواطنين، لكان الأمر مختلفا فالتحية كل التحية لحماة الوطن …

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email