Connect with us

أخبار

العهد الجديد وترتيب المنزل السياسي بالمغرب

Published

on

 

لقد شهد المغرب في الأسبوع الجاري وبالضبط يوم الأربعاء 08 شتنبر 2021 طفرة ديمقراطية لم تعرفها الدول العربية التي نهجت تجربة الإسلام السياسي التي قادته مجموعة من الحركات الإسلامية، كتجربة جبهة الإنقاذ بالجزائر، وحركة النهضة بتونس، وتنظيم الإخوان المسلمين بمصر، فهذه الدول العربية عرفت انقلابا على هذه التيارات الإسلامية بطرقة بعيدة عن اللعبة السياسية. في حين تم نقل السلطة التشريعية بالمغرب عبر قنوات سياسية ديمقراطية دون لبس أو إبهام. ولا يمنع هذا من وجود بعض التجاوزات صاحبت هذا التغيير. وكدراسة تقييمية لتجربة حزب العدالة والتنمية الذي فاز بولايتين على التوالي نظرا للوعود التي قدمها الحزب كمنظومة إصلاحية تحسن الوضع الاجتماعي للمواطنين وتحقق لهم الحياة الكريمة في ظل السياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. نجد أن هذا الحزب سار على نهج الأحزاب السياسية الإسلامية التي تتعارض أطروحاتها الإصلاحية بين تموقعها في خانة المعارضة وخانة الحكومة. فعندما ننظر إلى دعوات الحزب إبان تموضعه في المعارضة نجده يجسد الملجأ الذي كان يأمله المواطن المغربي والأمل الذي ظل يحيى به ومن أجله. غير أن الحزب عندما تسلم زمام أمور المسئولية لم يف بالحد الأدنى بما وعد والتزم به من إصلاحات، ناهيك عن الصراعات المصلحية داخل الحزب بين قياداته. ولذ فالبعض يرجع سبب الهزيمة المدوية هو أنه عند تحوّله من حزب معارض إلى حزب داخل السلطة، لم يفِ بوعوده مثل محاربة الفساد وتعزيز الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وهي المجالات التي اختير من أجلها خلال فترة الربيع العربي” يقول عمر المرابط، محلل سياسي وعضو في الحزب، مضيفاً لـ DW عربية: “رفع الحزب مجموعة من اللاءات كـ ‘لا للفساد ولا للتحكم’، لكنه لما وصل إلى الحكم، كان أحياناً يصمت وأحيانا أخرى يبرّر”. وفي تقييم ذاتي، كتبت البرلمانية عن الحزب، أمينة ماء العينين، أن على الحزب أن يعترف بهزيمته وأن يتدارس أسبابها، داعية كذلك إلى استقالة العثماني. وكتبت على حسابها على فيسبوك: ” لقد عاقب المغاربة الحزب هذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها (..) لقد شعر الناس بتخلي الحزب عن المعارك الحقيقية وتخليه عن السياسة مع قيادة منسحبة وصامتة ومترددة في أغلب القضايا الجوهرية، فتخلوا عنه”. كما أنها أرجعت سبب الاندحار إلى الخلل داخل الحزب وأعادت أسباب الخسارة بشكل كبير إلى قيادة الحزب: “الحقيقة أن حزبنا كان طيلة الفترة السابقة حزبا كبيرا بقيادة صغيرة”، وقالت إن من أسباب الهزيمة “صم الآذان عن صوت النقد الصادق”. وتحدثت كذلك عن أن سعد الدين العثماني “سمح بمرور قوانين انتخابية كارثية، كما قدم تنازلات غير مدروسة ورفض تفعيل مقتضيات دستورية كان يمكن أن تنقذ الحزب، كما تبنى منطقاً إقصائياً حديدياً داخل الحزب”.كل هته العوامل وغيرها كثير يظهر عجز حزب العدالة والتنمية وضعف قياداته وقلة تجربته في المجال السياسي. ومع ذلك فعملية التحول السياسي الذي شهده المغرب يوم الانتخابات البرلمانية والجهوية يعطي انضباطا على أن المغرب ليس كغيره من الدول التي عاشت نفس التجربة فقد مرت ظروف الانتخابات في جو من الشفافية والانتقال الديمقراطي الرصين، وإن كانت هناك بعض المناوشات والانتقدات فهذا أمر طبيعي تعيشه الدول الكبرى التي قطعت أشواطا في العمل الديمقراطي.

حميد عسلاوي

Continue Reading
Advertisement Ad Banner
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *