نافذة: خطاب المسيرة: طي ملف الصحراء واستثمار مغاربة العالم

بقلم/ حميد عسلاوي

شكل خطاب المسيرة الخضراء نقطة ضوء كبيرة، و حزما أكثر وضوحا في ملف وحدتنا الترابية الذي يبقى قاب قوسين أو أدنى من الطي النهائي في المنتظم الدولي، وقد طوي منذ المسيرة الخضراء بالنسبة للمغاربة، ولم يبق كما كان سلفا أدنى شك في مغربية الصحراء.

خطاب جلالة الملك محمد السادس، كان حاسما واستشرافيا وخصه جلالته في نقطتين أساسيتين محوريتين مرتبطتان في جزء كبير منهما من الجانب الاقتصادي والكفاحي. بحيث خاطب فيه أعداء وحدتنا الترابية جازما أمر إنهاء استرجاع أراضينا في الأقاليم الجنوبية وداعيا إلى الانفتاح أكثر على تنمية منطقة شمال أفريقيا.

و في نفس السياق، ركز على المخطط الاستراتيجي التنموي الذي تنفذه المملكة في أقاليم الصحراء وجاذبيتها للاستثمارات الأجنبية التي ستحول هذه الأقاليم إلى مدن حضارية بمقياس المعايير الدولية المتقدمة بنية تحتية واقتصادية وبيئيا وتجاريا وثقافيا وعلميا في اتجاه جعلها قطبا اقتصاديا عالميا جاذبا وبوابة نحو العمق الافريقي.

في مقابل ذلك، خص الخطاب الملكي السامي جاليتنا في الخارج باهتمام خاص، وبمنسوب أعلى من الرعاية والاهتمام، وهو يؤكد على أهمية دفاع مغاربة العالم عن وحدتنا الترابية، حاثا إياهم على الاستمرار في هذا الاتجاه. و في نفس الوقت، دعا جلالة الملك محمد السادس نصره الله الحكومة إلى التفكير في إحداث المؤسسة المحمدية للجالية المغربية في الخارج، وأيضا إعادة هيكلة مجلس الجالية المغربية المقيمة في الخارج، وهما نقطتان مهمتان سيعززان دور الجالية في الانخراط في المخطط التنموي للمملكة وييسر أمرها في الاستثمار بوطنهم الأم من خلال تيسير المساطر الإدارية أمامها تحفيزا لها على الاستثمار وبشكل مكثف في الصحراء كما في باقي جهات المملكة.