أخبار

نافذة:  هل من ضمير وطني ينجي مكناس من هذا الانحدار 

Published

on

بقلم /حميد عسلاوي

 

كما تلعب السياسة في الإقلاع الاقتصادي والتنمية، دورا محفزا ودافعا لنهضة تنموية ملفتة، فإنها قد تكون سببا في تدهور التنمية وتقهقرها في هذه المنطقة أو تلك من خلال تضارب مصالح الأطراف المعنية بصناعة القرار المحلي والجهوي.

وإذا كانت الانتخابات تفرز لنا صفوة النخبة من المجتمع التي ترى في نفسها القادرة على تدبير قاطرة التنمية بمنطقتها، فإنها لم تكن دائما كذلك، حين تعلوا المصلحة الشخصية على المصلحة العامة ويتجبر السلوك الاستبدادي والتدبير الفردي والانفرادي للشأن العام.

ذلك ما يحدث لصفوة نخبتنا المنتخبة والمدبرة للشأن العام في بلادنا، حيث يصفي معهم القانون حساباته، ويقتاد من ضبط في حضرة مأدبة الاختلاس إلى المحاسبة ثم إلى السجن لتلقين دروس التأديب وإعادة التربية على السلوك القويم وتفهيمهم جسامة المسؤولية التي كانت على عاتقهم يوم كانوا يدبرون الشأن العام ويتصرفون في أموال الشعب دون وازع ضمير وبلا استحضار للمسؤولية وللأمانة التي أوصاهم بها منتخبوهم، ويوصيهم بها وطنيهم و وطنيتهم أولا وأخيرا.

 

ما يحدث في المجلس البلدي لمكناس هذه الأيام تشخيص لماسبق ذكره. صراع قوي ونشاز مع الرئيس الذي يطالب الجميع بما فيهم أغلبيته التي اقتسمت معه كعكة المدينة –يطالب-برأسه وعزله، لأنه لم يخضع لرغبات البعض من أعضائه، أو أنه فعلا لم يكن من الذين قدروا جسامة المسؤولية وحرصه على التدبير المحكم لشؤون المدينة كما تلوك الالسن السياسية في صالونات مكناس السياسية ومقاهيها، وكما تفيد بذلك أصوات أعضاء المجلس الغاضبين من رئيسهم.

 

في ظل هذا الصراع تضيع مصالح المدينة ومعها مصالح المواطنين، وتتقهقر التنمية وتتعطل العديد من المشاريع، ولا يعلوا سوى صوت نشاز لا يترك مجالا للحكمة والإنصات لصوت الضمير الوطني، فيخسر الجميع ويفلح الضجيج و تنشط الفتنة.

فهل من ضمير وطني يقظ ينجي المدينة من هذا الانحدار؟.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأخبار الشائعة

Exit mobile version