Connect with us

أخبار

كاميرات مراقبة الفصول الدراسية بين فعل الرصد وواجب الإحاطة الإعلامية

Published

on

الوطنية بريس /طارق مرحوم

استمرت الخرجات الإعلامية والتي جعلت من التعليم مادة دسمة، فبعد “عطاشة” الإحصاء، جاء موضوع ٱخر، أخذ المشعل في تشخيص أزمة التعليم المغربي من زاويته، حيث رأت الخرجة الأخيرة، ضرورة تنصيب كاميرات مراقبة مردودية الأساتذة داخل الأقسام، وبث الدروس على المباشر، وتوزيع الأرباح المالية المترتبة عن ذلك على المؤسسات وكذا الأساتذة.

 

إن رمزية الكاميرا تتجاوز منطق الرصد و التتبع، إلى مسؤولية أخلاقية إعلامية جسيمة، فالكاميرا الإعلامية مطالبة بالتعرف على الواقع التربوي كما هو، وبعد ذلك التعريف به.

 

إن التعليم مهنة ينظمها القانون، وبذلك فإن المشرع اقترح أساليب تشريعية لمراقبة أداء المدرسين و انضباطهم وفق منطق هرمي تسلسلي تتوزع فيه المسؤوليات والمهام، لكن الإشكال الأكبر، و السؤال الأعظم الذي يجب أن نثيره، يجب أن يتمحور حول ما إذا كانت الكاميرا الصحفية تواكب أزمة التعليم بالمغرب؟ هل نمتلك صحافة تربوية تعنى بقطاع التعليم على غرار الصحافة الرياضية و الاقتصادية و السياسية؟ هل نملك صحفيين مغاربة ملمين بجزئيات الشأن التعليمي؟ هل لدينا صحفيون على دراية تامة بالمشاكل الحقيقية للتعليم بالمغرب؟ لماذا لا يغامر الصحفيون للقيام بتحقيق صحفي مصور، يقدم للقارئ في جريدة، وللمشاهد في قناة مرئية، و للسامع في محطة إذاعية، التفاوتات المجالية بين التلاميذ المغاربة، و حقيقة المؤسسات التعليمية في القرى و الجبال و الهوامش و المدن…؟ هل تعلم الكاميرا الصحفية نوع الفصل الدراسي بالمغرب، و تركيبته التي تحتضن التلميذ النجيب و المتعثر و الذي لا يملك تعلمات المستوى السابق، إضافة إلى تلاميذ الاحتياجات الخاصة ضمن ما يسمى بالتربية الدامجة؟ هل تدرك الكاميرا الصحفية مفهوم الخارطة المدرسية؟ هل تعي الكاميرا الإعلامية إشكالات الشراكة مع المؤسسات التعليمية و البحث عن موارد مالية ضمن ما يسمى بالتدبير الذاتي و المستقل للمؤسسات؟ هل تتساءل الكاميرا الصحفية ضمن تحقيق استقصائي عن علاقة ارتفاع نسب الطلاق، بسلوك التلميذ و تحصيله الدراسي؟ هل ربط تحقيق صحفي بين انهيار الأسرة وتردي أوضاع المدرسة المغربية؟ هل تستطيع الكاميرا الصحفية رصد ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام، وتقديم العدد العلمي الذي لا يجوز تخطيه لتفاديها وفق تجارب عالمية متقدمة؟.

 

إن المشهد الصحفي المغربي لا يملك صحافة تربوية متخصصة في مجال مهم و شائك ألا وهو التعليم، بل نجد أن الكاميرا الصحفية تكتفي في موارد معلوماتها على صفحات فيسبوكية، أو حديث العوام، أو أحداث متفرقة، ما يجعل الكاميرا الحقيقية التي ننتظرها لنقل واقع المدرسة المغربية كما هو معطلة، و لا تملك عدسة تربوية متمحصة و متخصصة، و بالمقابل نجد في العالم العربي، تجارب متقدمة للإعلام التربوي، على غرار التجربة المصرية و الأردنية، لتبقى المدرسة المغربية منعزلة في واقع لم تحط به الكاميرا الإعلامية خبرا، فبالأحرى أن تبلغه!

Continue Reading
Advertisement Ad Banner
Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *