أخبار
خطاب جلالة الملك رؤية استشرافية لتعزيز وحدة الأمة الإسلامية ودعم أفريقيا
بقلم: حميد عسلاوي
خطاب جلالة الملك إلى القمة الخامسة عشرة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كان دقيقا في توجهه العميق الملامس للقضايا الحارقة التي تشغل بال الأمة الإسلامية، وأيضا الحاجة الماسة للقارة الافريقية لدعم هذه المنظمة للدول الأقل نموا .
رسالة جلالة الملك واضحة وصريحة وواقعية وضعت الأصبع على الجرح فيما يتعلق بالصراعات القائمة في العديد من الدول العربية الإسلامية والأفريقية أيضا. ودعت الجميع إلى الانصات للغة الحوار ولغة التسامح والقيم الفضلى من أجل تفادي التمادي في هذه الصراعات التي تخرب الانسان في كرامته وعيشه وأمنه وسلامته.
ودعا جلالته إلى الوقف الفوري للحرب على غزة والبدئ في تنفيذ حل الدولتين واستشراف العيش المشترك ارتباطا بالقيم الكونية المعززة للأمن والسلام وحوار الثقافات والحضارات في منطقة الشرق الأوسط، وبالأساس في فلسطين.
يقول جلالة الملك:” يأتي انعقاد هذه القمـة الخامسـة عشـرة لمنظمـة التعـاون الإسـلامـي في ظل ظرفية دولية دقيقة وعصيبة، سمتها تفشي الأزمات والارتفاع المقلق لبؤر التوتر في العالم الإسلامي، ناهيكم عن تنامي التهديدات الأمنية والإرهابية واستشراء نزعات التطرف والطائفية المقيتة وما يفضيان إليه من عنف .
كما تنعقد هذه القمـة الإسلامية، ومناطق عدة في عالمنا الإسلامي لا تزال ترزح تحت وطأة توترات سياسية وعسكرية، واضطرابات أمنية، انعكست سلبا على الأحوال المعيشية في العديد من الدول الأعضاء في المنظمة، وخاصة الإفريقية منها”.
من هذا المنطلق، تاتي أهمية الخطاب الملكي للقمة التي اعتبرته أرضية تؤطر المؤتمر وتجعل القادة المسلمين أمام مسؤولياتهم اتجاه ما يحدث في بؤر التوتر في العالم الإسلامي والقارة الافريقية التي هي أحوج إلى دعم قوي من القمة للخروج من بوثقة التوترات الطائفية والسياسية في المنطقة الافريقية وأيضا العربية.
واعتبر الخطاب الملكي التهحم على ديننا الحنيف هو جهالة عمياء، وجب التصدي لها، يقول جلالة الملك، “و إن ما شهدناه بأسف بالغ من مظاهر معاداة الدين الإسلامي واستغلالها في مزايدات انتخابوية في بعض المجتمعات، ما هو إلا صراع جهالات قبل أن يكون صراع حضارات.”
إن الخطاب الملكي السامي استطاع أن يشحذ الهمم في القمة الإسلامية للتفكير بعمق واستخلاص الدروس واستنباط تفاصيل ما تضمنه الخطاب من وضوح في تشريح الواقع الإسلامي ، وإيجاد حلول منطقية وواقعية لا تفرض سوى ذوي النيات الحسن م واقعية الحوار والرغبة في تحقيق الأمن والسلام لدى جميع شعوب العالم.