أخبار
ذكرى عيد الاستقلال ومسارات الثابت والمتغير في استشراف للمستقبل
بقلم حميد عسلاوي
نظمت الهيئة الوطنية لمغاربة العالم بمناسبة عيد الاستقلال ندوة وطنية حول الثابت والمتغير للمغرب ما بعد الاستقلال، ناقشاها الباحثان الدكتور حسن الجامعي والإعلامي عبدالسلام العزوزي، الأول( د.حسن الجامعي) تناول الثابت والمتغير في ثوابت الأمة وركز بالأساس على المرتكز الديني لامارة المؤمنين وصيرورة التاريخ المغربي والمغاربة سيرا على هدي الشريعة السمحاء اتباعا للمذهب المالكي الذي يعد المرجع الأساس في الغرب الاسلامي والعمق الافريقي الذي يمتح على مر العصور من هذا المذهب تفاصيل حياته التعبدية والتقرب إلى الله دينا ودنيا.
فيما غاص الثاني(العزوزي) في طرح مسارات المغرب الترابية والسياسية والصحافية، مستعرضا المحطات الشائكة والشاقة التي مر بها المغرب منذ الاستقلال إلى الآن، والتي كانت الحرب الباردة محور الصراع القطبي العالمي لها كبير الأثر على المتغير في المسار السياسي المغربي الذي عرف هزات قوية، إلا أنها أمام ثبات المغاربة وتلاحمهم مع ملوكه على الدوام الحجر الصمام أمام كل هذه الهزات، ما تحداها المغرب بحكمة وتبصر ملوك المغرب الأبطال الذين حافظوا على وحدة وقوة هذه الأمة التي تتطلع اليوم إلى أن تأخذ مكانتها بين الأمم الراقية المتقدمة.
وما استوقفني هو الحضور المكثف للفعاليات الجمعوية والسياسية والحضور الوازن لبعض الجهات المسؤولة في الادارة الترابية والدستورية والرياضية، والاهتمام الكبير لهؤلاء للعروض التي ألقيت بالمناسبة والتي كان النقاش حولها مثريا وغنيا، ما جعل من هذه الندوة مادة دسمة لوسائل الإعلام لتناولها بالتغطية والتحليل.
ندوة تأتي والمغرب يحتفل بعيد الاستقلال وقبله بأيام احتفل بعيد المسيرة الخضراء المظفرة التي استرجع بها أقاليمه الجنوبية في العام 1975. ملاحم متراصة ومتوالية وذات أهمية بأبعاد استراتيجية خطها ملوك الدولة العلوية على أزيد من ثلاثة قرون خلت. واليوم يخط جلالة الملك محمد السادس نصره الله برؤية استشرافية تنموية ذات أبعاد نهضوية في العمق الإفريقي الذي كان دائما امتدادا للاستراتيجيات المغربية التي تجعل من أفريقيا على مر الأزمان الأساس في سياستها الخارجية،في ظل تضامن كبير وتعاون قوي وامتداد عقائدي متين يشكل المذهب المالكي المرجع الأساس للأفارقة، الذي يكنون احتراما كبيرا لملوك وسلاطين المغرب، ولأمير المؤمنين الملك محمد السادس مكانة خاصة لدى الأفارقة الذي فتح ودعم زواياهم وشجع إنشاء دور لحفظ القرآن الكريم في العمق الإفريقي، كما في المغرب.
وتبقى ذكرى الاحتفال بعيد الاستقلال ملحمة قوية بين العرش والشعب لتذكير الأجيال اللاحقة بأمجاد أمتنا المغربية ورجالاتها الأشاوس وفي مقدمتهم سلاطين والملوك العلويين الشرفاء.