أخبار
قوة المملكة الشريفة في مصداقية مواقفها وقيمها الحضارية
بقلم/ حميد عسلاوي
تحتضن بلادنا هذه الأيام فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بمراكش في الفترة مابين 09 و15 أكتوبر الجاري، وهي المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا الاجتماع المالي العالمي في بلد أفريقي منذ نصف قرن على إعلانه، بحضور 189 دولة عضوا في صندوق النقد والبنك الدوليين، ينكبون على مناقشة آخر التطورات الاقتصادية العالمية، والتحديات التي تواجه الاقتصاد الكلي، وتطورات الرقمنة وتكنولوجيا الخدمات المالية، وقضايا المناخ، إضافة إلى إقامة ندوات وجلسات وفعاليات تركز على الاقتصاد العالمي، والتنمية الدولية، والأسواق المالية العالمية.
وسيلتئم على أرض مراكش البهية محافظي مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومحافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية، والبرلمانيين، وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والأكاديميين، وذلك لمناقشة القضايا ذات الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات.
وتُعقد أيضاً ندوات وجلسات إعلامية إقليمية ومؤتمرات صحفية والكثير من الفعاليات الأخرى التي تركز على الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي. والمغرب وضع أفريقيا في صلب اهتمامه داخل مؤتمرات ولقاءات الفعاليات المالية خلال هذا المؤتمر، لتخرج القارة السمراء قوية بدعم هذه الصناديق المالية لاقتصادها الصاعد نحو التطور.
والمغرب الذي سيستفيد أكثر من مخرجات هذه الاجتماعات سواء على مستوى الاتفاقيات التي تم إبرامها في مجال استثمار كبار المؤسسات المالية الدولية في المغرب أو على مستوى إبراز قدرات وطاقات ومؤهلات المغرب الكبيرة التي تؤهله لأن يكون في الصف الأول ضمن الدول المتطورة والمتقدمة.
إن انعقاد الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش دليل قوي على أن المغرب له من الخبرة والتجربة في احتضان هكذا مؤتمرات ولقاءات دولية بحنكة وتدبير جيد وناجح ما يعطي لبلدنا سمعة طيبة وأفقا واسعا لاقتحام جميع المجالات لتكون أرض المغرب حاضنتها، مهما كانت الظروف التي تعيشها البلاد.
وها نحن اليوم مازلنا لم نضمد بعد جراح مأساة الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، حيث يجتمع صناع القرار الماليين في العالم، ولم يؤجل المغرب عقد هذه الاجتماعات السنوية بعد توقفها خلال فترة الجائحة التي ضربت العالم وأغلقت الحدود الدولية.ذلك كله راجع لقوة المغرب ومكانته الدولية التي أكسبته ثقة المنتظم الدولي في مختلف قراراته حتى ملف الصحراء المغربية، أصبح اليوم المجتمع الدولي مقتنعا أكثر بمصداقية الطرح المغربي وقوته لإنهاء النزاع المفتعل حول أقاليمها الجنوبية، ولذلك نجد أن أغلبية دول العالم قد غيرت من موقفها تجاه مغربية الصحراء وبدت تطارح على موقفها مدافعة عنه في المحافل الدولية بناء على حجج واقعية موجودة على أرض الصحراء المغربية واقعا ملموسا، فيما يبقى الطرح الجزائري طرحا نكوصياً غير ذي جدوى ما جعلها منعزلة تماما عن العالم بعد التقهقر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للجزائر خلال السنين الأخيرة.