أخبار

المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس.. بوابة الجحيم 

Published

on

الوطنية بريس/أمينة بحيرة

ما عشته يوم، الجمعة 28 يوليوز 2023، بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمكناس، قد  تراه الأغلبية أمرا معتادا، كونه جاري به العمل في جل مستشفيات البلاد، إلا أنه بالنسبة لي، لا يمكن أن يمر مرور الكرام.

صباح هذا اليوم، التحقت مجموعة من المواطنين بجناح مولاي يوسف، حسب مواعيد مبرمجة قبل مدة، تتراوح بين ثمانية أشهر وسنة ، أنا ضمنهم، حيث كان لي موعد مع أخصائي أمراض القلب و الشرايين منذ 28 نونبر 2022.

 

انتظرنا ما يزيد على  الساعة، في شروط غير لائقة، كنا نبدو مثل تائهين في صحراء قاحلة، نسرح فوق أرض تصلح لرعي الماعز، تحت أشعة الشمس الحارقة، رغم وجود قاعة واسعة بها كراسي مصفوفة، لكنها كانت مغلقة في وجه المرضى.

 

 

في حدود الساعة التاسعة صباحا، أقبلت  المشرفة على عملية الدخول عند الطبيب المختص، ونطقت بالجملة التالية:

“الأطباء لن يحضروا، عليكم التوجه نحو الشبابيك المعنية بمنح المواعيد من أجل الحصول على موعد جديد”.

 

ما لفت نظري، من جهة، البرود الذي زفت به الموظفة خبر غياب ثلاثة أطباء متخصصين في أمراض القلب والشرايين، وفي الغدة الدرقية، ومن جهة ثانية، انتشار حراس الأمن الخاص بكل الأبواب، وغياب شبه تام للوزر البيضاء.

 

Advertisement

توجهنا إلى إدارة المستشفى، مكتب السيد المدير مغلق، دلنا عليه الجلد الفاخر الذي يكسو بابه، نائبه غير متواجد أيضا.

 

أصوات حراس الأمن ملأت آذاننا، وهم يلقون في وجوهنا أجوبة متضاربة، وكلاما مبهما، كل همهم أن نغادر لنجنبهم غضب رؤسائهم عليهم، إذا لم يوفقوا في جعلنا ننسحب.

 

بدا المستشفى مثل سوق أسبوعي بمنطقة نائية، معزولة عن الحضارة، بعيدة عن التحضر.

 

كلمة استهتار بصحة المواطن قليلة لوصف ما يتعرض له داخل بناية المستشفى الإقليمي لمدينة عريقة، فالكلمة لا تفي بالغرض.

 

في رحابه، يتربص العبث بالمرضى في كل زاوية، تحاصرهم إهانات حراس الأمن من كل الجهات، دون مراعاة لا للحالة الصحية ولا للسن، ومن بعض الموظفين كذلك، حجتهم أنهم سئموا عملهم في ظروف رديئة، عذر أقبح من ذنب.

 

أسئلة كثيرة تتزاحم برأسي، كل سؤال يولد غصة بحلقي، تكاد الغصص تخنقني جراء ما أعيشه وما تراه عيناي كلما وطئت قدماي أرض المستشفى، ولوجه يشبه العبور من بوابة الجحيم.

 

Advertisement

سؤال 1 :

الفوضى العارمة التي تعم المستشفى، هل هي نتيجة عجز ما أم تقصير أم إهمال ممنهج لصحة المواطن ؟

 

سؤال 2 :

المواعيد البديلة عن الموعد الأصلي التي تمت برمجتها في سنة 2024، هل هي بمثابة عقاب للمرضى على غياب الأطباء وعدم توفير بدلاء لهم،  وكأن المرضى هم من تغيبوا عن الموعد؟

 

سؤال 3 :

ألا يستحسن إعلان عجز مستشفى محمد الخامس  بمكناس، عن توفير العلاج كما يجب أن يكون، بدلا من المراوغة بواسطة مواعيد بعيدة الأمد، كي يبحث المريض عن سبل أخرى، أو على الأقل ليتفادى معاناة إضافية سببها سوء التسيير والتدبير؟

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأخبار الشائعة

Exit mobile version