الوطنية بريس/كادم بوطيب

إدا كانت شفشاون الحاضرة الجذابة التي لا تشبه أي مدينة أخرى على وجه الأرض من خلاله مختلف معالم الحاضرة الزرقاء التي تغري السياح من شتى دول العالم . فإنها اليوم وبفضل الصور المنتشرة فالسوشل ميديا ،ستنقل صورة أخرى للعالم ، وستكون سفيرة معتمدة لنشر الإسلام ، والإعتراف بالمسلمين ، ودلك بانبهار عدد من السياح الأجانب بالطريقة التي يؤدي بها المؤمنون صلاة العيد في مصليات مدينة شفشاون وهم يرددون بدورهم “الله أكبر….ألله أكبر….سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.

وإدا كان السياح الأجانب ينبهرون بجمال اللؤلؤة الزرقاء مدينة شفشاون ، ويعجبون بشوارع المدينة الشديدة الانحدار والأسواق والسلالم، ويجدون نفسهم محاطون باللون الأزرق النابض بالحياة.فإنهم اليوم سيجدون نفسهم أمام اللون الأبيض الموحد للجلاليب ، وأمام حقيقة واحدة، وهي صحة دين الإسلام ، وصدق نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

تفاصيل عديدة يكتشفها السياح عن مدينة شفشاون دات الطابع الإسلامي ، شوارعها الزرقاء ومنازلها المكتظة بإحكام، والمكدسة تحت جبال شمال غرب المغرب، فالمدينة لا تشبه أي مدينة أخرى على وجه الأرض، وهي المدينة التي تدعوا السياح إلى التجول في متاهة المدينة القديمة والمرور بأسواق تبيع سجادا محليا أو جلودا (أسواق على طراز البازار).

وعن تضاريس المدينة فشفشاون تقع في سفوح جبال الريف على ارتفاع 600 متر، وخلفها جبل القلعة (1616 مترا) وجبل تسوكة (2118 مترا) أيضا في مكان قريب، على الرغم من المناطق الجبلية المحيطة، فهذه ليست أراضٍ جافة.و يوجد ما يقرب من 300 هكتار من الغابات تحيط بشفشاون، وتعتبر المنطقة واحدة من أغنى المناطق في المغرب من حيث التنوع البيولوجي، وهو أمر واضح بشكل خاص في منتزه تلاسيمتان الوطني، موطن ثعالب الماء وقرود المكاك ومئات الطيور التي تعيش بين الوديان والمنحدرات الوعرة والمساحات الخضراء المورقة من أشجار الأرز والصنوبر.

لم تكن الأرض خصبة من قبل ،ولكن هجوم القوات البرتغالية بقيادة الملك أفونسو الخامس أدى إلى تأسيس شفشاون عام 1471. كان هناك سكن بشري في المنطقة قبل ذلك بالطبع، لكن بعد ذلك فقط بدأت قلعة شفشاون تزدهر كمدينة أوسع، مع غمراس (مجموعة من القبائل المغربية الشمالية)، موريسكوس (مجموعة من أصول مسلمة) واليهود الذين فروا من إسبانيا والبرتغال استقروا في المنطقة، ومع تضاؤل تهديد البرتغاليين ببطء، بدأت مدينة تظهر حول القلعة القديمة، وازدهرت المدينة على طريق التجارة بين فاس وتطوان، وازداد عدد السكان مع وصول المزيد من اللاجئين المسلمين واليهود، الفارين من محاكم التفتيش الإسبانية. كانت المدينة مغلقة للمسيحيين ومعظم الأوروبيين حتى أوائل القرن العشرين”.

وعن جوانب تاريخية من المدينة في الواقع، لا يوجد سوى ثلاثة مسافرين أوروبيين تم تسجيلهم بالتسلل إلى المدينة قبل ذلك الوقت. الأول كان المستكشف الفرنسي شارل فوكو في عام 1883، الذي تمكن من الوصول أثناء تظاهره بأنه حاخام. وآخر هو الصحافي الإنجليزي والتر هاريس، الذي تنكر في عام 1889 على أنه تاجر مغاربي من فاس، وركب حمارا من طنجة، وكتب لاحقا أنه: “من المستحيل تماما على مسيحي” زيارة المدينة، والثالث كان مبشرا يدعى ويليام سمر الذي أثبت وجهة نظر هاريس”.

وكما هو معروف فإن : “الطابع الملون لشفشاون يجعلها مكانا ساحرا للعودة إليه في نهاية اليوم.. وأفضل طريقة للاستراحة بعد التنزه هي تناول كباب لحم الضأن ، وشرب الشاي بالنعناع في الشوارع الزرقاء لأجمل مدينة في المغرب”.

ويحتفل المسلمون في شفشاون وفي باقي ربوع العالم بقدوم عيد الفطر، وذلك بعد 30 يوماً من الصيام والتعبد في شهر رمضان، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام.

ويُمثّل عيد الفطر الذي يأتي في الأول من شهر شوال من كل عام وفق التقويم الهجري، مناسبة دينية واجتماعية، ويستمر لمدة ثلاثة أيام إذ يعد فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني. ورغم تشابه المسلمين في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن هناك بعض العادات المتوارثة التي تميز كل بلد عربي عن غيره.

وفي مدينة شفشاون المغربية حلوياتٌ شمالية وأزياءٌ تقليدية، وبطبيعة الحال في أيام العيد، تكون مظاهر الحياة مختلفة عن باقي أيام السنة، إذ يفرح الكثيرون بلقاء الأقارب والأصدقاء والاستمتاع بالأطعمة التي تُميز هذه المناسبة. ففي المغرب يرتبط عيد الفطر أو “العيد الصغير” كما يسميه المغاربة، بعادات وطقوس ينفرد بها عن باقي البلدان العربية، حيث يقول مصطفى الرمضاني الباحث في التراث المغربي: “يحرص المغاربة على التمسك بالطقوس والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال سواء ما يتعلق باللباس أو العادات الاجتماعية وأيضاً على مستوى الأكل. فعلى مستوى اللباس يحرص المغاربة بمختلف أعمارهم على ارتداء الزي المغربي التقليدي المتمثل في الجلابة والجبادور والكندورة، سواء للرجال أو للنساء”

وفي صباح يوم العيد يرتدي المصلون جلاليبهم التقليدية ويحملون سجادات الصلاة للتوجه صوب المساجد لأداء صلاة العيد. بعد الصلاة تجتمع العائلات على مائدة الإفطار الصباحية التي تزدان بمختلف الحلويات المغربية على غرار (كعب الغزال) و(المحنشة) و(الفقاص) و(غريبة)، وكلّها حلويات تقليدية مغربية، إلى جانب الشاي المغربي الذي لا يستطيع المغاربة الاستغناء عنه والذي يرفق بفطائر (المسمن) و(البغرير)”. ويحرص المغاربة على مشاركة أطباق الحلوى المشكلة خلال هذه المناسبة مع الجيران أو عند تبادل الزيارات العائلية.

وفيما يتعلق بالزيارات وصلة الأرحام “يشكل عيد الفطر فرصةً لإحياء صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية من خلال الزيارات العائلية، وتقديم التهاني لهم بمناسبة العيد”. الاحتفاء بالعيد عند المغاربة لا يتوقف عند الإفطار فقط، فمائدة غداء العيد لا تقل تميزاً، إذ تحرص الأمهات على إعداد أطباق معروفة على غرار “البسطيلة” و “الطاجين بالبرقوق” و”الدجاج المحمر”. وإن صادف العيد يوم الجمعة، فلا طبق يعلو على طبق الكسكس المغربي، إذ يحرص المغاربة على تجهيز الكسكس كل يوم جمعة.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email