الوطنية بريس / محمد بلقاسمي

 

طاكينت (منكلت)، بلدة ضمن جماعة الوكوم التي تنتمي إلى المجال الترابي لعمالة طاطا التابع سابقا لجهة كلميم السمارة، يتجاوز عدد سكان هذه البلدة (طاكينت) حاليا 1200 نسمة.

هذه البلدة حاليا منقطعة عن الطريق المؤدية نحو الجماعة القروية ونحو المستوصف ونحو مركزية التعليم الابتدائي منذ سنة 2011 ، بسب انقطاع هذه الطريق لرفض دوار أغلان إخراجها من محور الواد واستعمال المسلك القديم الذي يمر خارج الواد الرئيسي. فأصبح ولوج ساكنة دوار طاكينت للمصالح الإدارية والصحية والتعليمية يستوجب المرور بالطريق الأخرى الطويلة بشكل كبير مقارنة على الطريق المنقطعة.

يبعد دوار طاكينت عن دوار أغلان بحوالي كيلومترين كلها عبارة عن واد وعر إلا انه منذ أن ازداد تردد الفيضانات في السنوات الأخيرة، عان دوار طاكينت من مجموعة من المشاكل المرتبطة بصعوبة تنقل ساكنته إلى الوجهة الغربية للدوار بسبب الانقطاعات المتتالية للطريق وصعوبة إنجازه، نظرا لكون ساكنة دوار طاكينت عادة ما يقومون لوحدهم بشق هذا الطريق بعد كل فيضان، ونظرا لهذه الوضعية الصعبة حاول سكان دوار طاكينت مباشرة الأشغال بالمسلك القديم حيث أن ميزته الأساسية تكمن في أن حوالي 95% منه تتواجد خارج الوادي. وانطلاقا من هذا الطريق القديم يبعد دوار طاكينت عن أقرب مستوصف قروي متواجد بدوار الخريويعة بحوالي خمس كيلومترات وعن مركز صحي جماعي و المجلس الجماعي بجماعة الوكوم بحوالي 13 كيلومترات .

ونظرا لأسباب غير مفهومة أصبح دوار طاكينت مفروضا عليه بدون سند قانوني بتعبيد الطريق الذي يمر على فم ألواد و هو طريق ذو مسافة طويلة تضاعف المسافة الفاصلة بين طاكينت والجماعة بمقدار ضعفين و تضاعف المسافة الفاصلة بين فرعية طاكينت و مركزية الخريويعة بحوالي اربعة اضعاف مقارنة مع الطريق المنقطعة.

بعد بضعة شهور من انقطاع الطريق ،انتقل العامل عامل على إقليم طاطا يوم السبت 03 شتنبر 2011 رفقة وفد مكون من السادة الكاتب العام لعمالة طاطا رئيس دائرة فم زكيد قائد قيادة الوكوم النائب البرلماني الحسان التابي مدير التجهيز والنقل بطاطا ورئيس المجلس القروي لالوكوم للوقوف عن كثب على جوهر الخلاف بين دوار طاكينت و دوار أغلان الذي زعم سكانه أن إعادة استعمال الطريق القديمة الموجودة خارج المحور الرئيسي للواد سيضعهم في عزلة ، فأكد أنداك السيد العامل على ضرورة فتح المسلكين في وجه مستعملي الطريق وهو القرار الذي قبل به سكان طاكينت ورفضه سكان دوار أغلان.

تعنت سكان هذا الأخير حال دون فتح الطريقين في وجه المواطنين لكونهم يزعمون أنهم في عزلة ،وهو ما يخالف المنطق وواقع المجال ، إذا علمنا أن الطريق الذي يربط دوار أغلان بالجماعة القروية لألوكوم و كذا الطريق التي تربط دوار أغلان بمركزية التعليم وبالمستوصف هي طريق في وضعية جيدة وقد تمت إعادة تأهيله في سنة 2014، وعلى العكس من ذلك بقي دوار طاكينت في وضعية كارثية سواء تعلق الأمر بالطريق محل الخلاف أو بالطريق الأخرى التي تربط طاكينت بدواوير الجهة الأخرى ، بحيث أن كلا الطريقين يمران في محور الواد بشكل مخالف لمنطق إعداد التراب الوطني و لمنطق تنمية المجال.
وبعد تأكيد العامل على فتح الطريق انتقلت السلطة المحلية يوم الأربعاء 07 شتنبر 2011 رفقة قائد مركز الدرك الملكي لفم زكيد واحد العناصر التابعة له والقوات المساعدة وعمال الإنعاش الوطني قصد مباشرة أشغال فتح وإصلاح المسلك القديم الا ان تعنت دوار اغلان حال دون ذلك.

وقد تقدم سكان دوار طاكينت بشكايات في هدا الصدد إلى السيد العامل اقليم طاطا والى السيد والي جهة كلميم السمارة والى السيد وزير الداخلية وأخيرا تم تقديم طلب كحل اخير لمشكل الطريق عن طريق المجلس القروي لالوكوم ، الذي ناقش نقاط دراسة فتح الطريق بين دوار طاكينت ودوار أغلان وذلك في محضر رقم 2013/04 حيث تمت المصادقة عليه بالأغلبية لفتح المسلك القديم والمسلك المستعمل قبل 2011 (المسلك الجديد) كما تم تخصيص قرابة 150000 درهم لتزويد الآليات التي ستتكلف بإصلاح الطرقات الصعبة داخل الجماعة في نفس السياق. بعد ذلك تم توقيع اتفاقية الشراكة بين الجماعة والمجلس الإقليمي لطاطا لإنجاز بعض المسالك الطرقية بالجماعة وذلك خلال المحضر رقم 2014/03، لكن لسبب غير مفهوم ليست لساكنة طاكينت أي جواب حول عدم إنجاز هذا الطريق الذي يربطهم بالوجهة الجنوبية الغربية حيت تواجد المصالح الإدارية والتعليمية الذي هو حقهم المشروع منذ انقطاعه سنة 2011 إلى يومنا هدا فإنه لم يتم فتح الطريق حتى اليوم.

وفي اكتوبر 2014 خرج سكان طاكينت واتجهوا نحو المسلك القديم للتعبير عن تنديدهم بهذه العزلة التي فرضت عليهم لأسباب لا يعرفونها، والتي استمرت لأزيد من ثلاث سنوات دون أي انفراج .

في نفس اليوم الذي خرج فيها السكان وصل إلى عين المكان قائد قيادة الوكوم وممثل الدرك الملكي بدائرة فم زكيد ، وتحاوروا مع السكان الذين أبانوا عن الظلم الذي لحق بهم وعن طول الانتظار الذي أصابهم بنوع من اليأس .

بعد ذلك بيوم واحد وصل عامل إقليم طاطا على عين المكان وتحاور مع الناس تم انصرف، غير انه طوال كل الأحداث الماضية كانت تعطى للساكنة وعود بأن الطريق سوف يتم تعبيدها واستعمالها في أقرب وقت وهذا ما لم يصل حتى الآن.

ومن أهم معاناة سكان طاكينت كون تلاميذ السنة الابتدائي مجبرين على أن يذهبوا لمدة أزيد من ساعة مشيا على الأقدام قبل أن يصلوا لآخر نقطة يمكن أن تأتي إليها وسيلة النقل التي ستستقلهم لاجتياز امتحان السادسة الابتدائي بدوار الخريويعة بسبب انقطاع هذه الطريق. كما أن النساء الحوامل أو الأشخاص المعرضين للسعات العقارب والأفاعي أصبحوا في خطر واضح بعد أن ازدادت مدة المسافة التي تفصل بينهم وبين المستوصف الموجود بجماعة ألوكوم بمقدار ضعفين وازدادت المسافة الفاصلة بين دوار طاكينت والمستوصف الموجود بدوار الخريويعة بقرابة أربعة أضعاف، وخير مثال على ذلك وفات المرحومة فاطمة بنت بيه سنة 2014 بسبب لسعة أفعى، لكون عملية نقلها إلى المستوصف تطلبت قرابة ساعة ونصف، لأن المسار الوحيد للذهاب إلى المستوصف الموجود بدوار ألوكوم بالوجهة الغربية أو المستوصف الموجود بدوار الخريويعة بالوجهة الجنوبية هو اتخاد الطريق المتجه من دوار طاكينت نحو الشمال ومن تم الاستدارة نحو الشمال الغربي لمسافة طويلة قبل أن تتم الاستدارة نحو الجنوب للذهاب لجماعة ألوكوم.

ووفقا لمبادئ التنمية المحلية ووفقا لمنطق إعداد التراب الوطني، يؤكد ساكنة طاكينت أن إعادة استعمال الطريق القديم ذو المسافة القصيرة نحو المصالح الإدارية هو حق مشروع للساكنة، وقد عبروا عن رفضهم التام للطريقة التي تم بها التعامل مع الملف كما ويرفضون تعنت دوار أغلان في ظل دولة الحق والقانون، ويطالبون بحق فك العزلة عن بلدتهم “طاكينت”

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email