الوطنية بريس

بقلم الدكتور : امحور امحمد

——————————

شارك المنتخب المغربي لكرة القدم في محافل المونديال ،وفي كل محفل كان يبصم على مشاركة رائعة أبطالها لاعبون مهرة ، تفتقت مواهبهم في بلدهم المغرب،ونما طموحهم الكروي في أندية كروية مغربية،قبل أن ييمموا شطر دول أوروبية وينخرطوا في أنديتها الكروية عن سبق إصرار وترصد،فجمعوا بين الرياضة والدراسة بتوجيه سديد من آبائهم وأمهاتهم،الذين حرصوا كل الحرص على إكسابهم المنظومة القيمية المشتركة وتربيتهم على قيم المواطنة الحقة،المتمثلة أساسأ في الاعتزاز بالهوية المغربية ،هذا الاعتزاز حفزهم أكثر على إعطاء النموذج في الأخلاق،والجد، والعمل ،والمثابرة،جريا على عادة أجيال من المغاربة الذين نزحوا إلى أوروبا من أجل العمل ،وكانوا خير سفراء لبلدهم المغرب.

إن إعطاء النموذج في إتقان العمل والتحلي بمكارم الأخلاق والانضباط مداخل أساسية لا محيد عنها لإثبات الذات والوجود،وهذا ما حققه أسود الأطلس في مونديال قطر، الذين نثروا الورود في كل بقاع العالم.فقد أبانت كتيبة المدرب وليد الركراكي عن علو كعبها في مراودة المستديرة على العشب الأخضر وإحراج عمالقة كرة القدم العالمية،فليس من السهل أن يتعادل المنتخب المغربي مع المنتخب الكرواتي ويتفوق على منتخبات عريقة عالمية من طينة بلجيكا وكندا واسبانيا،وكان المنتخب الفرنسي قاب قوسين أو أدنى من تلقي الهزيمة بحصة عريضة لو استغل اللاعبون الفرص السانحة،ولم يكن بالإمكان أبدع مما كان.

فقد أبدعوا وتألقوا في جميع المباريات،بل الأكثر من ذلك ملكوا قلوب ملايين عشاق المستديرة،ونالوا قصب السبق في المبارزة والنزال الميداني الملحوظ ،مستنيرين بخطط وليد وهو من هو في مجال التدريب المعضد بالأخلاق العالية، والتواضع الجم،واحترام الخصم.ولعمري فهي خصال المدربين العالميين ،فالرياضة أخلاق وممارسة.

وأن يحتفي اللاعبون المغاربة بأمهاتهم وآبائهم في المدرجات فمن أجل رسم صورة مثلى للأسر المغربية التي تربت على الوفاء والصفاء،والاعتراف بدين الوالدين على الأبناء. هذه الصورة المثلى احتفى بها العالم بأسره وتناقلتها وسائل الاعلام التي واكبت مونديال قطر وعيا منه بأهميتها في تزويد اللاعبين المغاربة بطاقات إيجابية ، وكذلك كان،كما أن الإعلام العالمي اهتم في تحليلاته بالجماهير المغربية والعربية والإفريقية والأمازيغية التي ساندت المنتخب المغربي بأهازيج ومسكوكات بالعربية والأمازيغية والحسانية ،ولا غرو فهذه مكونات أساسية للثقافة المغربية.

ولا شك أن القاموس الرياضي الكروي العالمي سيتعزز بمصطلحات ومفاهيم جديدة ،سيستفيد منه اللسانيون الجدد .فدلالة (سير سير )لا تقتصر على التشجيع،بل هي ميزة المغاربة في حبهم للعمل والمثابرة والتحلي بمكارم الاخلاق،والتآزر والتعاون ،ورد الجميل للوالدين،وحب الوطن ،والتحلي بقيم المواطنة.

إن احتلال المنتخب المغربي للرتبة الرابعة في مونديال قطر لم يأت عن طريق الصدفة بل جاء نتيجة العمل والمثابرة والتحلي بقيم المواطنة والروح الوطنية العالية التي أبان عنها اللاعبون تحت قيادة الناخب الوطني الكفء .ولا شك أن المنتخب المغربي لكرة القدم سيحصل على مرتبة مشرفة للكرة المغربية في التصنيف العالمي ،ومساره في كأس العالم بقطر ينبئ بتتويجات مغربية عالمية على المدى القريب والنتوسط والبعيد.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email