يعد التعليم الأولي من من بين الركائز الأساسية التي أصبحت الدولة المغربية تراهن عليها منذ أن تولى الملك محمد السادس نصره الله العرش ،وذلك إيمانا منه بأن هذا الأخير هو السبيل الوحيد والأوحد لتجويد وتحسين جودة التعليم بالمؤسسة العمومية وخاصة وأنه يعتبر الركيزة الأساسية للطفل،وجاء اختيار وارتكاز المغرب على هذا النوع من التعليم “التعليم الأولي” بناءا وانسجاما مع متطلبات الواقع وتماشيا مع التقدم الذي يشهده العالم على جل المستويات المتعلقة بالتنمية البشرية ولعل التعليم من أبرزها،فالمغرب منذ تولي ملك البلاد عرش أسلافه وهو يراهن على تحسين المدرسة العمومية والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة وذلك من خلال مجموعة من خطاباته الموجهة لعموم للشعب ولعل خطاب الصخيرات أبرزها حيث أصدر توجيهاته السامية لكل المشرفين على القطاع بأن يبذلو قصارة جهدهم من أجل تحسين هذا التعليم الذي أصبحت تعتمده جل الدول المتقدمة وتجعله الزاميا ولعل المغرب بدوره هو الآخر سائر على نفس هذا النهج، فالملك من خلاله خطابه هذا أشار وألح على إلزامية التعليم الأولي وجعله ظرورة ملحة ، وذلك من خلال إعطاء توجيهاته السامية لإدماج التعليم الأولي ضمن سلك الوظيفة العمومية وجعله تابع لوزارة التربية الوطنية ولعل خير مثال على ما نقول هو تغيير اسم وزرارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي في عهد امزازي الى وزارة التربية الوطنية والرياضة والتعليم الأولي فهذا خير مثال على أهمية ادماجه ضمن الوزارة، كما أن الدولة المغربية تراهن بشكل كبير على فرض إلزامية التعليم الأولي لأنه من خلاله يستطيع الطفل التعلم السليم ويستطيع بناء قدرته على التواصل ،هذا وتسعى الدولة المغربية الى فرض السن القانوني لهذا التعليم وجعله يبتدئ من 4 سنوات الى 7 سنوات حسب ما جاء في الخطاب الملكي، كما أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية الى رد الإعتبار لهذا التعليم في مختلف مناطق المملكة وركز بشكل كبير على المجال القروي وعيا منه على أن هذا الأخير لازال يعاني العديد من الإشكالات على جميع المستويات ولعل ابرزها مشكل التعليم الاولي بحيث لازالت العديد من المناطق لا تحضى بتعليم اولي راقي ينسجم مع خصوصيات المناطق القروية وكذا لازالت بعض المناطق تعتمد في تعليمها الأولي على جمعيات المجتمع المدني في تسييره من خلال عقدها لعقود شراكة عمل مع الجماعات الترابية وهذا بحد ذاته يعد إكراها من الإكراهات التي يعاني منها هذا القطاع،ولهذه الاكراهات أعطى صاحب الجلالة تعليماته لوزارة التربية الوطنية لإحتضانه وجعله يندىج ضمن سلك الوظيفة العمومية وذلك من أجل تشجيع الأطر التي تشتغل فيه واعطائهم مكانة مرموقة داخل المجتمع من أجل تأدية واجبهم بكل تفاني واخلاص…
بقلم :سفيان الناصري
طالب مجاز في شعبة القانون الخاص بفاس

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email