منذ أن وضعت حرب الانتخابات التشريعية اوزراها في المغرب يوم 8 من شتنبر وافرزت خارطة سياسية جديدة، بتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار للمشهد السياسي و الأحزاب وباقي الأحزاب تبحث لنفسها عن مكان في هذا المشهد بين اغلبية ومعارضة، وما إن مر قرابة الشهر على الانتخابات حتى اتضحت المعالم السياسية، وتمت تسمية ثلاث احزاب في الأغلبية وهي الأحرار وحزب الاستقلال والاصالة والمعاصرة فيما اصطفت باقي الأحزاب الممثلة في البرلمان بالمعارضة.

صحيح بأن المنطق السياسي وكل الديموقراطيات تقول بأن العمل السياسي ليكتمل لا بد من تواجد اغلبية تسير ومعارضة بناء تراقب وتنتقد بشكل هادف بغية الرفع من الأداء وتنبيه الأغلبية إلى الهفوات كل ذلك من أجل مصلحة المواطن، لكن في المغرب وجب التنبيه والتأكيد على أن المعارضة يجب أن تكون حذرة حتى لا تفتح المجال أمام خصوم الوحدة الترابية للمملكة ، فكيف ذلك؟؟؟

تشهد الساحة السياسية المغربية جدلاً حول البرنامج الحكومي الذي تقدم به رئيس الوزراء عزيز أخنوش أمام البرلمانيين. فبالموازاة مع انطلاق النقاشات في مجلس النواب عبر مداخلات فرق الأغلبية والمعارضة، تمتلئ صفحات الجرائد وشبكات التواصل الاجتماعي بآراء مختلفة تتوزع ما بين مباركة الالتزامات العشرة التي أعلن عنها زعيم ائتلاف الأغلبية، وبين انتقادها واعتبارها مجرد وعود وأمان تحتاج إلى اعتمادات مالية ضخمة لتنفيذها، إلى حدود الساعة يبدو الوضع صحيا ومنطقيا وعاديا كذلك…

الثغرة ربما بدأت منذ اعلان بلاغ الديوان الملكي عن اعفاء نبيلة الرملي وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية من منصبها وتعويضها بالوزير الجديد القديم خالد ايت الطالب، حيث شكل الخبر حطبا مناسبا للمعارضة من أجل البدأ في احراق حكومة أخنوش، من خلال انتقاد هذا التغيير المفاجئ والسريع في الحكومة المعينة حديثا….

المعارضة لم تدخر جهدا في انتقاد هذا التغيير حيث اعتبرته مؤشرا على الارتباك والدهشة وعدم التدبير الأمثل والتسرع في اختيار الاشخاص المناسبين لقيادة الوزارات، كما اعتبر البعض الآخر أنها تدل على عدم انسجام الأغلبية الحكومية المتكونة من ثلاث احزاب فقط.

على العموم كل ذلك جائز للمعارضة في حدود ماهو مقبول لتقوم به من انتقاد ومراقبة، لكن ما يجب ان تكون حذرة منه بل أن تأخذ حذرا كبيرا منه هو افساح المجال لخصوم الوحدة الترابية لتوجيه ضربات للمملكة ومنحهم رصاصات لإطلاقها علينا، فحذر الحكومة يجب أن يتجلى في أن تعرف بشكل جيد كيف تنتقد ولماذا تنتقد وماذا تنتقد أصلا حتى لا تفسح المجال للخصوم والمتربصين بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ….

وحتى لا نقول شيئا آخر فالمعارضة عليها أن تحذر لأن حذرها واجب لحماية الوطن…..

الوطنية بريس

حميد عسلاوي

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email