الوطنية بريس

يعتبر تعاطي المخدرات بحد ذاته سلوك إجرامي، وذلك لما للمخدرات من تأثير ضار لا يقتصر فقط على الشخص المتعاطي نفسه وإنما يمكن أن يشكل خطر على الآخرين، فالمخدرات تؤثر على عقل المتعاطي وتفقده السيطرة على سلوكه وتصرفاته وتجعله أكثر عدوانية وتحطم كل قيمه الدينية والأخلاقية وتجعله غير واعي بما يقدم عليه من سلوك، فيقدم على ارتكاب أفعال غير أخلاقية قد تصل لحدود الجريمة دون إدراك أو وعي.

لقد تنامت الجريمة بشكل ملفت في الآونة الأخيرة بمدينة مكناس، حيث لا يكاد يمر يوم حتى تنتشر أخبار بوفاة شاب نتيجة طعنة من صديق  أو قتل ابن لأمه  بسبب رفض تلبية رغبته في التعاطي للمخدرات ، أو اعتداء أب على اسرته نتيجة سكر أو انفلات غياب لوعي بسبب تعاطي المؤثرات العقيلة .

الملاحظ في الجرائم المرتكبة بالعاصمة الإسماعلية في الآونة الأخيرة أنها مرتبطة اساسا “بالفقر والفراغ وإدمان المُخدِّرات حيث المؤثرات العقلية   بالنسبة لغالبة الشباب تعتبر وسيلةً للهرب من واقعهم، ونسيانه”.

وبالعودة إلى بعض المعطيات التي يمكن استحضارها في الموضوع  فقد كشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة المتخصِّص في قضايا المُخدِّرات والجرائم عام 2019، عن أن نسبة تعاطي مُخدِّر الكوكايين في صفوف تلاميذ المؤسسات الثانوية في المغرب، بلغت 1.2 في المئة لدى الذكور، و0.4 في المئة لدى الإناث، بينما بلغت نسبة تعاطي تلاميذ المستوى الثانوي لمُخدِّر “الكراك” 1 في المئة لدى الذكور، و0.2 في المئة لدى الإناث، وبلغ استخدام المهدئات الطبية المُخدِّرة 2.3 في المئة، بين التلاميذ البالغين من عمر 15 إلى 17 عاماً بين عامي 2017 و2018.

و ذكر تقرير أمني رسمي أن معدل الجرائم التي ترتكب شهريا بالمغرب هو 28 ألف جريمة، مشيرا إلى أن وتيرة الجرائم المرتكبة بسبب الخمر والمخدرات عرفت ارتفاعا حادا، خاصة منذ بداية السنة الحالية.

ووصلت نسبة الجرائم المرتبطة بالخمر والمخدرات حسب التقرير إلى 65% من مجموع الجرائم، وينتمي أغلب المتورطين فيها إلى المناطق الهامشية والأحياء الشعبية الفقيرة، وتتراوح أعمارهم بين 24 و35 سنة.

فالمطلوب من أجل الخروج من عنق الزجاجة و الوصول بالشباب إلى بر الأمان هو  خطة شاملة لمواجهة الأخطار التي تشكلها المخدرات وأخواتها، حيث الأمر لا يقتضي الاكتفاء بالمقاربة الأمنية فقط  بل يستدعي مجهودا استباقيا وقائيا يمنع السقوط في الإدمان أو دخول السجن، يشترك فيها الجهاز الرسمي مع الأجهزة المدنية ويجمع بين المقاربة الأمنية والمقاربة النفسية والاجتماعية والتربوية.

 

حميد عسلاوي

الوطنية بريس

 

 

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email