يعم استياء كبير وسط ساكنة مدينة مكناس بسبب انتشار ظاهر الباعة المتجولين وسط المدينة وما تنتجه من فوضى وعشوائية جراء عرض هذه الفئة لسلعهم بأزقة وشوارع العاصمة الإسماعيلية، ما يفقد المدينة رونقها وجماليتها.
لقد حاولت السلطات المحلية وعبر السنوات التي مضت إيجاد حلول للحد من انتشار الباعة المتجولين بالشوارع، فكان أن تقرر إحداث أسواق نموذجية بالمدينة لاحتواء الباعة المتجولين وتجميعهم في نقط بيع وشراء واحدة.
بعودتنا إلى السنوات الماضية من أجل النظر في المجهودات المبذولة لبناء الأسواق النموذجية لا بد من الوقوف عند ما قام به الوالي السابق لولاية جهة مكناس تافيلالت في التقسيم الترابي المعتمدة بالمملكة سابقا، حينما أقدم سنة 2002 على إحداث عدد من اللجان كان من بينها لجنة مختص بدراسة موضوع الباعة المتجولين.
ولعل من بين التوصيات والقرارات التي توصلت بها اللجنة المحدثة هي بناء أسواق نموذجية، وهو ما تم الشروع فيه سنة 2003، خاصة بمنطقة سدي سعيد والبساتين وعدد من الأحياء التي تعاني من انتشار الباعة المتجولين بأزقتها وشوارعها.

لكن مع مرور السنوات ظلت هذه الأسواق شبه فارغة من الباعة، الذين سرعان ما عادوا إلى ممارسة نشاطهم في الأماكن العمومية والساحات والممرات، وهوما زاد من استفحال ظاهرة “الفرّاشة”، بل تزايد عددهم بفعل الهجرة القروية والبطالة.
إن ما سبق ذكره يحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع من فوضى وعشوائية للباعة المتجولين أنفسهم، اعتبارا من كون القائمين على الشأن العام بالمدينة بذلوا مجهودات من أجل توفير فضاء لعرض سلعهم لكن إصرار الباعة على اختيار أماكن عرض سلعهم عجل بإفراغ تلك الفضاءات .
و ما يلاحظ اليوم وعكس ما كان سابقا هو المسؤولية المشتركة في انتشار الباعة المتجولين بين من يسير و المعنيين بالأمر، ففي الوقت الذي يجب فيه تقدير مجهودات السلطات المحلية في توفير أسواق نموذجية لاحتواء الباعة المتجولين، نجد هؤلاء يتعنتون في الاستجابة لنداء السلطات بالانتظام داخل تلك الاسواق .
لكن من جهة أخرى يلف غموض كبير بخصوص الاستمرار الغير مبرر في إغلاق عدد من الأسواق النموذجية بالعاصمة الإسماعيلية ونستدل هنا على سبيل المثال لا الحصر بالسوق المتواجد بحي سيدي بابا والذي تم تشييده لأزيد من سنتين دون أن يستفيد منه الباعة المتجولون .
إن ساكنة حي سيدي بابا تستغرب وتتساءل عن مصير السوق النموذجي، كونه ظل مغلقا في وقت ينتشر عارضوا السلع بأزقة الحي الأمر الذي يعيق حركية السير كما يتسبب في تلويث شوارعه، هذا طبعا دون إغفال الفوضى التي يحدثها تجمهر الباعة المتجولين بعدد من النقاط .
نختم مقالنا هذا برفع مطلب الساكنة إلى الجهات المعنية بخصوص السوق النموذجي السالف الذكر، ذلك المطلب الذي لا يتعدى أن يكون سوى حق من الحقوق التي يجب في الأصل أن يتمتع بها كل إنسان على وجه الأرض ويمكن التعبير عنه بعبارة “العيش الكريم “.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email