ونحن نندد ونستنكر ونمتعض من الآفات الفظيعة التي باتت تنخر مجتمعنا وتهدد قيمه و أمنه وكذا استقراره، لا بد لنا من الإشارة والتنبيه إلى تلك المتعلقة بحمل الأسلحة البيضاء من طرف شبابنا البعيد عن التأطير والتوعية بل وأحيانا عن الزجر والعقوبة .
لقد أصبحت في الآونة الأخيرة بلاغات المديرية العامة للأمن الوطني تتوالى واحدا تلو الآخر، حيث تخبر بتوقيف حملة السلاح الأبيض هنا وهناك وهم الذين باتو يتفننون ويجدون لذة في تهديد أمن المواطنين اعتبارا لدور البطولة الذي يتقمصونه في الشوارع العامة… فماذا إذن ؟؟
في مقولة معروفة للفيلسوف الأمريكي ذو الأصول الألمانية ألبيرت إنشتاين يقول” الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلف” بصيغة أخرى فمن الحماقة أن نعتقد بأننا سنحصل على نتائج مختلفة بتكرار الشيء نفسه.
فمقولة إنشتاين هذه تنطبق في سياقها على المشرع المغربي، فيما يتعلق بتعاطيه مع حملة السلاح الأبيض، ذلك أن الأمر ماض في الاستفحال وبالتالي فالعقوبات والتشريعات المعمول بها في هذا الباب لم تعطي أكلها فمن الذكاء تغيرها !!!
صحيح أن المشرع المغربي بذل مجهودات كبيرة لسن قوانين زجرية للحد من ظاهرة حمل السلاح الأبيض، حيث كانت العقوبة المطبقة على مرتكبي الضرب والجرح باستعمال الأسلحة البيضاء تتراوح حسب المادة 400 من القانون الجنائي من شهر سجنا نافذا إلى سنة مع غرامة مالية تتراوح هي الأخرى من 1000 درهم إلى 3500 درهم، لكن ومع استفحال الظاهرة رفع المشرع المغربي سنوات السجن في حق المعتدين بواسطة السلاح إلى سنتين سجنا نافدة مع اعتبار مجرد حمل السلاح دون سند قانوني جريمة بغض النظر عن استعماله في الضرب أو الجرح.
وإذ نرى هنا أن المقولة السالفة الذكر للفيلسوف الألماني- الأمريكي انشتاين تعبر بشكل كبير عن كفتين غير متكافئتين حيث تشريع قوانين متعلقة بحمل واستعمال السلاح الأبيض تسير بوثيرة ضعيفة في حين تنتشر الظاهرة بين الشباب بشكل مهول لذا فالمنطق يستدعي تغيير ما يمكن تغييره.
لن نقدم في مقالنا هذا وصفة سحرية للقضاء على ظاهرة استعمال السيوف والسكاكين في أغلب شوارع المدن المغربية ،تخصيصا بالأحياء الشعبية وذلك من منطلق وعينا بأن موقعنا لا يسمح لنا بذلك، لكن دورنا في التأطير والتنبيه والتوجيه يحتم علينا لفت النظر بأن الطريقة التي يتم بها التعاطي مع الظاهرة، قد تكون هي سبب استفحالها.
إن من شأن تشديد العقوبات إلى أقصى الحدود الممكنة وعدم التساهل مع حملة السلاح الموجودين بمختلف السجون المغربية، من خلال تغيير طريقة التعامل معهم أمنيا طبعا، أن يقنع هذه الفئة بأن دور البطولة الذي يلعب على الشارع العام بتهديد أمن وراحة المواطنين، الأصل فيه أن تسخر مجهوداته في خدمة وطن يحتاج لطاقات رجالاته.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email