الوطنية بريس

بقلم/ حميد عسلاوي

 

نودع شهر رمضان الكريم، وقد استمتعنا بنفحاته التعبدية العطرة، وبنسائم الذكر والترتيل والتجويد للقرآن الكريم، عشنا ليالي رمضان الأبرك مع صلاة التراويح التي تركت في نفوسنا أثرا ربانيا وسكينة في الروح وفي الجسد، وشحنتنا كمسلمين بطاقة إيجابية ذات منسوب عال من الاطمئنان والسكينة والأمل، وفتحت لنا أبواب الخير في الرزق وفي الصحة وفي العمل، ونظفت مسار حياتنا وسريرتنا بما حمّلتها دوائر الزمن وشظف الدنيا من اختلالات في السلوك وفي المنهج وفي الثبات وفي الرؤية.

 

رمضان يودعنا، وقد بصم على أفئدتنا بطابع الثبات على المنهج الرباني والعمل على تنزيل رؤية الإسلام وتجسيدها في سلوكنا وحركاتنا تنزيلا منضبطا ومحكما وميسرا تنفيذا لما تضمنه القرآن العظيم من تعاليم وحكم ودروس في الدنيا كما في الأخرة، وعملا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

إن تدبر كتاب الله أساس المنهج القويم السليم المستقيم الذي يحفزنا على أن تكون أعمالنا وسلوكنا اليومي انعكاس واقعي لهذا التدبر القرآني الذي يسمو بالروح كما يسمو بقيمة وقامة فاعله ومترجمه في الحياة في علاقة الفرد بربه، وأيضا في علاقة الفرد بالناس.

حيث تجد صاحب هذا المنهج له رفعة وهمة وحكمة وقوة وصرامة في تدبير شؤون الدنيا وفق ما يرضي الله وينفع الناس، سعيا منه لزرع فسائل الحب والمودة والوئام والأمن والسلام وقيم التكافل والتضامن بين الناس.

 

هذه القيم تفتح لنا أبواب الرزق والثراء والنمو وتحفزنا على التطور والنمو والتقدم في الاقتصاد، كما في العلوم بمختلف مشاربها، وتيسر لنا مجالات التسابق على فعل الخير وزرع الود سعيا لتحقيق مجتمع متماسك متراص قوي بنبله وبأخلاقه وبابتكاراته ونجاحاته اليومية.

 

فليكن، إذن زادنا الذي زودنا به تدبرنا للقرآن الكريم طيلة الشهر الفضيل نبراسا منيرا وموجها لبوصلة الخير فينا ومرسخا لسمو روح القيم الإنسانية فينا، وفق المنهج الرباني وسنة رسوله الأكرم، خير البشرية رسولنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email