نافذة: مكناس عاصمة المعارض الدولية

الوطنية بريس

بقلم: حميد عسلاوي

تحتضن مدينة مكناس سنويا معارض جهوية ووطنية ودولية، تتحول خلالها المدينة الإسماعيلية إلى فضاء للتلاقي والتباحث وتبادل الخبرات الاقتصادية والتجارية والفكرية والعلمية.
وما أن تستعد المدينة لتوديع معرض حتى تشرع في الاعداد لاستقبال زوارها لمعرض آخر، وهو ما يحدث الآن، وقد نظمت معرضها الدولي الخامس حول صناعة الخشب، تحت شعار “فن الخشب تراث يربط الماضي بالحاضر”. حيث عرض الصانع التقليدي مفاتن صناعته وقد روضتها اصابعه المبدعة ومخياله الفني الراقي الذي ابهر زوار المعرض كما يبهر زبناءه في الأسواق العالمية.
في هذا الظرف بالذات، تسابق المدينة الاسماعيلية الزمن لاستقبال زوار وعشاق الفلاحة المغربية في إحدى أكبر معرض فلاحي دولي تعرض فيه مختلف المنتوجات الفلاحية المغربية والدولية، في دورته 16 والتي ستنطلق ابتداء من 22 إلى 28 أبريل 2024 بمكناس تحت شعار “المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود”. والتي ستستضيف إسبانيا كضيف شرف، نظرا لأهمية الفلاحة بإسبانيا واعتبارها ضمن أهم الزراعات في أوروبا الغربية.
وينظم هذا المعرض الفلاحي الدولي في سياق عالمي يتسم بالتغيرات المناخية، والتي تؤثر على الإنتاج الزراعي، وتوفر الموارد المائية وعلى الأمن الغذائي، بحيث ستركز النسخة القادمة من الملتقى على الجهود المبذولة للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والتخفيف من حدتها من أجل صمود ومرونة القطاع الفلاحي.
وكما شهد المعرض الدولي لصناعة الخشب بمكناس تنظيم العديد من الندوات والدورات التكوينية، فإن المعرض الدولي للفلاحة سيستقبل خبراء في المجال الفلاحي لتأطير مؤتمرات وندوات، خلال الملتقى، سيناقشون خلالها قضايا الفلاحة والتغيرات المناخية ومدى تاثيرها على الأمن الغذائي العالمي..
و في نفس السياق، ستنظم المناظرة الوطنية للبحث الزراعي، التي ستسلط الضوء على التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تم تحقيقه، وكذا الاستراتيجية المقبلة في مجال البحث الزراعي في مواكبة استراتيجية الجيل الأخضر لتطوير الفلاحة المغربية.
وتتجلى أهمية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب الذي يعد من أكبر الأحداث في العالم، المخصصة للزراعة والمتدخلين في قطاع الفلاحة، من خلال استقطابه لأكثر من 923.000 زائر و1400 عارض و2000 من مربي الماشية و70 دولة مشاركة في النسخة الماضية.
ولأن تنظيم المعارض الغرض منها ليس فقط إبراز منتوجاتنا الوطنية، وإنما الهدف هو تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية بمكناس وباقي أقاليم جهة فاس مكناس التي تزخر بفضاءات سياحية وتراث حضاري مغربي متفرد وجاذب للسياح.