بقلم: حميد عسلاوي

تلعب الجامعة باعتبارها الشريان الحي في المجتمع الذي يضخ دماء جديدة كل عام في حقول الحياة العامة، ما يزود باقي المجالات الصناعية والتجارية والفلاحية بثروة بشرية متعلمة ومتدربة وبحمولة مهارات متمكنة تسهم بشكل كبير في تنشيط الحياة الاقتصادية والتجارية والفكرية والعلمية.

لذلك يبقى انفتاح الجامعة على محيطها ضرورة ملحة لإكمال دورها العلمي والتكويني، انفتاح يعتمد بالأساس على استراتيجية تهدف إلى تعزيز التواصل والتفاعل بين الجامعة والمجتمع المحيط بها، سواء كان ذلك المجتمع المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

ويمكن أن يكون هذا الانفتاح مرتبطا بالتعاون الأكاديمي أو التواصل مع المجتمع المحلي أو الشراكات مع الصناعة والقطاعات الأخر، ويمكن أن يتضمن التعاون الأكاديمي ربط علاقات واتفاقيات شراكة مع مؤسسات تعليمية أخرى في الجهة أو في جميع أنحاء العالم، مثل تبادل الطلاب والأساتذة، وتطوير برامج دراسية مشتركة، والبحث العلمي المشترك.

أيضا، التواصل مع المجتمع المحلي، يمكن أن تقدم فيه الجامعة خدمات وبرامج تعليمية وثقافية للمجتمع المحلي، مثل دورات تدريبية، وندوات، وفعاليات ثقافية، ومشاريع تطوعية. كما أن الشراكات مع الصناعة والقطاعات الأخرى تمكن الجامعة من العمل مع الشركات والمؤسسات محليا أو وطنيا لتطوير برامج تدريبية وبحثية مشتركة، وتقديم الخدمات الاستشارية، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا.

ويمكِّن انفتاح الجامعة على محيطها المساهمة في التنمية المستدامة، وفي حل المشكلات الاجتماعية والبيئية في المنطقة، من خلال البحث العلمي والمشاركة في مشاريع تنمية مستدامة. كما يعد التواصل الثقافي رافدا للجامعة التي تبني استراتيجيتها الأكاديمية على التبادل الثقافي والفهم المتبادل بين طلابها وأعضائها والمجتمع المحلي، من خلال الفعاليات الثقافية والأنشطة الاجتماعية.

هذه الأنشطة والمبادرات تعزز دور الجامعة كمركز للتعليم والبحث والخدمة المجتمعية، وتساهم في بناء جسور الفهم والتعاون بين الجامعة والمجتمعات المحيطة بها.

 

ولا يمكن للجامعة أن تحقق انفتاحها إلا بالتركيز على تحقيق مجموعة من المرامي والأهداف التي تسهم في تعزيز العلاقات بين الجامعة ومحيطها. من بين هذه المرامي تعزيز التفاعل الثقافي والاجتماعي من خلال تبادل الثقافات والمعارف بين أفراد المجتمع المحلي وأعضاء الجامعة، وأيضا تعزيز الفرص الاقتصادية من خلال تطوير برامج تدريبية وشراكات مع الصناعة وريادة الأعمال، ويمكن للجامعة المساهمة في تعزيز الفرص الاقتصادية محليا ووطنيا، كم أن للجامعة دور في تعزيز التنمية المستدامة بالمشاركة في مشاريع البحث والتنمية المستدامة، والتي يمكنها من المساهمة في حل المشكلات البيئية والاجتماعية في محيطها. وأيضا تعزيز سمعة الجامعة من خلال الانفتاح والتعاون مع المجتمع المحلي، يمكن للجامعة بناء سمعتها كمؤسسة تعليمية ملتزمة بخدمة المجتمع وتحقيق الريادة في مجال التعليم والبحث والتكوين.

وتحقيق هذه الأهداف يتطلب تنفيذ استراتيجيات فعّالة وشراكات قوية مع الأطراف المعنية، بما في ذلك مؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، لضمان تحقيق النتائج المرجوة وتعزيز الفوائد للجميع. كما يتطلب التزاماً قوياً بالجودة والابتكار والتحديث المستمر، بالإضافة إلى تشجيع ثقافة التعلم المستمر وتطوير المهارات لجميع أعضاء المجتمع الجامعي.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email