الوطنية بريس
بقلم: حميد عسلاوي
تحتضن مدينة مكناس بداية الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل المعرض الدولي للصناعة التقليدية تحت شعار:” فن الخشب تراث يربط الماضي بالحاضر” و هو فرصة مميزة لعرض منتجات الحرفيين والصناعات التقليدية وتعزيز التبادل التجاري والثقافي بين الدول.
ويُعتبر المعرض الدولي للصناعة التقليدية في مكناس مناسبة للحرفيين والمصنعين لعرض منتجاتهم وتسويقها إلى الجمهور العريض، كما يعد فرصة للزوار لاكتشاف التراث الثقافي والفني للمدينة ومشاهدة عروض الحرف اليدوية والفنون التقليدية.
وتعتبر مدن فاس ومكناس، موطنا للصناعة التقليدية المميزة والذائعة الصيت وطنيا وعالميا، وتعتبر أيضا، جزءًا هامًا من التراث الثقافي والاقتصادي، حيث يعود تاريخ الصناعة التقليدية في هاتين المدينتين إلى عدة قرون، وهي تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية المحلية والتراث الثقافي للجهة.
وهذه بعض الصناعات التقليدية الرئيسية في كل من فاس ومكناس:
الجلود والمنتجات الجلدية: تشتهر مدينة فاس بصناعة الجلود والمنتجات الجلدية، وتعتبر سوق الجلود في مدينة فاس واحدة من أقدم الأسواق في المنطقة. يتم تجهيز الجلود يدويًا واستخدامها في صناعة الأحذية والحقائب والملابس الجلدية وغيرها من المنتجات.
الخزف والفخار: تشتهر مدينة مكناس بصناعة الخزف والفخار. يتم إنتاج قطع الخزف والفخار اليدوية باستخدام تقنيات تقليدية، وتتميز بألوان زاهية وزخارف جميلة. تستخدم هذه القطع في تزيين المنازل وتقديم الهدايا وغيرها من الأغراض.
النسيج والتطريز: تشتهر مدينة فاس بصناعة النسيج والتطريز اليدوي، والتي تستخدم في تصنيع الملابس التقليدية المغربية مثل القفطان والجلابة. يتم تنفيذ التطريز بأساليب دقيقة وفنية تعكس التقاليد والثقافة المغربية.
الفنون الزجاجية: تشتهر مدينة مكناس أيضًا بصناعة الزجاج التقليدية. يتم تشكيل الزجاج بتقنيات يدوية لإنتاج مجموعة متنوعة من الأواني والديكورات الزجاجية التقليدية.
هذه الصناعات التقليدية لها أهمية اقتصادية وثقافية كبيرة في جهة فاس مكناس، حيث توفر فرص عمل للسكان المحليين وتساهم في تعزيز التراث الثقافي والتجارة المحلية. كما أنها تجذب السياح والمهتمين بالثقافة والفنون اليدوية من مختلف أنحاء العالم.
ويساهم تصدير هذه المنتجات في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للسكان المحليين في مدينتي فاس ومكناس، كما يعزز هذا التبادل التجاري الثقافي ويساهم في نشر التراث والثقافة المغربية في أنحاء العالم .
وتصدر الصناعة التقليدية في فاس ومكناس إلى العديد من الوجهات العالمية حيث تحظى باقبال كبير لدى الزبائن العالميين الذين يقدرون التصاميم الفنية والجودة العالية للمنتجات اليدوية. من بين الوجهات العالمية التي تستورد منتجات صناعة التقليدية من فاس ومكناس:
الولايات المتحدة الأمريكية: تشكل الولايات المتحدة سوقًا كبيرة للمنتجات اليدوية، وتتمتع بشعبية كبيرة بين المستهلكين الذين يقدرون الصناعة اليدوية والثقافة الفنية المتنوعة.
الاتحاد الأوروبي: تشمل دول الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وغيرها من البلدان التي تستورد منتجات التقليدية من فاس ومكناس. يقدر المستهلكون الأوروبيون التصاميم الفنية والجودة العالية لهذه المنتجات.
الشرق الأوسط: تتمتع منتجات صناعة التقليدية من فاس ومكناس بشعبية كبيرة في دول الشرق الأوسط مثل الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر والكويت، حيث يقدر المستهلكون الشرقيون الفخامة والتفرد في التصميم.
الأسواق الأفريقية: تعتبر دول أفريقيا، مثل الجزائر وتونس وليبيا والسنغال، من الوجهات الرئيسية لصادرات صناعة التقليدية من فاس ومكناس، حيث يجذب هذا النوع من المنتجات العديد من المهتمين بالثقافة المغربية والفنون اليدوية.
لكل ذلك، فالمعرض الدولي للصناعة التقليدية فرصة ثمينة ومتفردة بالنسبة للحرفيين التقليديين في كل من فاس ومكناس من أجل تسويق منتوجاتهم على أوسع نطاق، وأيضا ي فرصة كذلك لزوار المعرض المغاربة والأجانب من أجل اقتناء أجمل التحف الفنية التقليدية التي تمتاز بها فاس ومكناس. وبالتالي المساهمة في تدوير الحركة الاقتصادية بمكناس محتضنة المعرض الدولي وفاس جارتها التي تجذب الزائر إليها لغناها بتراث الحضارة المغربية العربية الإسلامية المتنوع والثري بالنفائس من الأثار والتراث المغربي الأصيل.
