بقلم/ حميد عسلاوي

يعتبر الدعم الاجتماعي المباشر الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس ورشا ملكيا ثوريا في جانبه الاجتماعي، يروم الرقي بمناخ الحياة للمغاربة وضمان عيش كريم لكل المواطنين على حد سواء. وها الورش الاجتماعي يكمل يكمل سلسلة الأوراش الكبرى التي عدت بمثابة ثورات هادئة كان قد أعلن عنها أمير المؤمنين منذ توليه عرش أسلافه الغر الميامين، وحرص جلالته على متابعة تنفيذها من خلال تعليماته السامية إلى حكومته.

 

وفي هذا السياق، كان أعلن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، مساء الاثنين الماضي، أن تنزيل ورش الدعم الاجتماعي سيتطلب ميزانية قدرها 25 مليار درهم (2.5 مليار دولار) خلال سنة 2024، لتصل إلى 29 مليار درهم سنوياً ابتداء من 2026.

 

وأوضح أخنوش في تصريح أمام مجلسي البرلمان، أن هذه الميزانية تنضاف لعشرة مليارات درهم، التي تخصصها الدولة سنوياً لتعميم التغطية الصحية الإجبارية على الأسر الفقيرة والهشة، والتي تمثل إجمالاً ميزانية سنوية تقارب 40 مليار درهم، بحلول سنة 2026، تخصص لشقّي التغطية الصحية، والدعم الاجتماعي المباشر من ورش تعميم الحماية الاجتماعية.

و سيخصص الدعم المباشر للأسر التي لها أبناء، وللأسر المستهدفة التي ليس لها أطفال، خاصة منها الأسر التي تعيل أشخاصاً مسنين، ومنحة الولادة. وتمنح بذلك الدولة منحة شهرية عن كل طفل لم يتجاوز 21 سنة، و سيتسلم كل طفل منذ ولادته إلى غاية بلوغه 5 سنوات، دعماً قيمته الشهرية 200 درهم ابتداء من 30 ديسمبر 2023، ويستمر طيلة سنة 2024، ثم 250 درهماً شهرياً سنة 2025، ليتم رفعه إلى 300 درهم شهرياً ابتداء من سنة 2026.

وستتلقى الأسر التي يتجاوز عدد أطفالها ثلاثة، وعلى غرار التعويضات الممنوحة لأجراء القطاع الخاص، إضافة لذلك، دعماً شهرياً يقدر بـ36 درهماً بالنسبة للطفل الرابع والخامس والسادس. أما «بالنسبة للطفل في سن التمدرس، فهو يحافظ على الدعم نفسه ما بين سن السادسة و21 سنة، في الوقت الذي يحصل فيه الطفل الذي هو في وضعية إعاقة على 300 درهم شهرياً في 2024، و400 درهم شهرياً في 2026.

هذا جزء من التعويضات التي ستمنح للأسر المغربية من أجل انتشالها من الهشاشة الاجتماعية، وتحسين وضعها المعيشي، وهو ما سينعكس على القدرة الشرائية لهؤلاء المواطنين، ما سيحفزهم على شراء حاجياتهم، وفي ذلك تحفيز لعجلة الاقتصاد الوطني التي ستستفيد هي بدورها من هذا المشروع الملكي للدعم المباشر.

وما فتئ جلالة الملك يولي اهتمامه ورعايته السامية لشعبه الوفي بالقدر الذي تسمح به مقدرات الدولة واستراتيجياتها من أجل تقدم البلاد ونموها وازدهارها. حفظ الله مولانا أمير المؤمنين.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email