أخبار

نافذة

Published

on

نافذة: بقلم/ حميد عسلاوي

تعيش الأمة المغربية لحظة تلاحم قوية في عز الشدائد كما تعيشها في لحظة الفرح والانتصار، مسيرات تضامنية للمغاربة أجمعين جنوبا وشمالا وغربا ووسطا وشرقا بشكل تلقائي وعفوي، حملت معها الحب أولا لضحايا الزلزال وحملت أيضا المساعدات الانسانية الضرورية في مناخ من التلاحم والتراحم والتعاضد والتكافل أبهر العالم بسمفونية إنسانية مغربية متفردة، لم يسبق لشعب أن أبدعها… لأننا مغاربة فقط، يوجد لدينا واستثناء هذا الحس الوطني الاجتماعي الانساني الرفيع المستوى التلقائي العفوي الذي يسمو بروح الانتماء لهذا الوطن العزيز…روح سامية لملك البلاد كما لباقي أفراد الشعب المغربي الذي يظهر كل مرة في أتراحه وأفراحه هذا السمو الوطني ويبرز قوة اللحمة الوطنية شعبا وملكا من أجل تجاوز الأخطار والكوارث الطبيعية ومخلفاتها الانسانية والمادية. جلالة الملك محمد السادس نصره الله، كان في قلب الحدث، لأنه أب الأمة المغربية ومبدع أمجادها وانتصاراتها، يسارع الزمن من أجل لملمة جراح الثكلى واليتامى والمكلومين والجرحى من خلال القرارات السامية والتعليمات الملكية التي أعطيت للحكومة من أجل الاسراع في تنفيذها في أول اجتماع لجلالة الملك مع خلية الأزمة المشكلة من بعض الوزراء، بعد يوم من حدوث الزلزال، وفي ثاني اجتماع لجلالته أمس الخميس للاطلاع على مجرى الأحداث في المناطق التي ضربها الزلزال، حيث تم الاعلان عن رزنامة من القرارات التي تخص دعم المتضررين ماديا وسكنيا ولوجيستيكيا ونفسيا . وأعلن جلالة الملك محمد السادس خلال هذا الاجتماع عن تبرعه بمليار درهم من ماله الخاص في صندوق جمع التبرعات لضحايا الزلزال، الذي كان قد أعلن عنه جلالته في أول اجتماع لخلية الأزمة. ومنذ الاعلان عن إحداث هذا الصندوق ، إلا وتسابق المغاربة في الداخل كما في الخارج على دعمه ماليا بتبرعاتهم المتواصلة، إضافة إلى تبرعات العديد من الدول والمنظمات الدولية والأشخاص والمشاهير في الفن والرياضة والثقافة والغناء . قوة المغرب في تلاحمه وتراصه كرجل واحد في مثل هذه الأزمات، يشهد عليها تاريخنا المجيد، وهي تربية تركها لنا أجدادنا الأولين، وتناقلت جيلا بعد جيل، نصنع التاريخ ونجدده ونبهر به العالم ونعطي دروسا بليغة في التعاضد والتضامن وفي الانسانية وفي الحرية ، وأويضا في حب الأوطان وفي حب الشعب لسلاطينه وملوكه، وها أنتم ترون أن المغاربة قد أبدعوا مسيرة تضامنية من أقاليمنا الصحراوية بالداخلة مرورا بالعيون وكلميم نحو المناطق المتضررة بزلزال الحوز. إن المغرب وقد اكتسب خبرة كبيرة في مواجهة الأزمات ، استطاع أن يبرزها في هذا الزلزال، كما استطاع أن يؤكدها في تضامنه مع الشقيقة ليبيا التي ضربها إعصار قوي من خلال خبراءه الذين ساعدوا الطواقم الليبية في تدبير السدود حتى لا تسبب في فياضانات على مدن أخرى ، الأمر الذي استحسنه وصفق له الأشقاء في ليبيا. ولذلك فهو غير محتاج بشكل ملحاح لمساعدات مبطنة الأهداف والمرامي الخسيسة من دول تبدع في الدسيسة والمكائد لبلدنا ووحدة ترابنا ووطننا، وتعاكس المصالح العليا للمغرب الذي كان قد أعلن جلالة الملك في وقت سابق أن المغرب سينظر مستقبلا إلى علاقاته الخارجية من منظور الموقف من مغربية الصحراء . وكذلك كان، فلقد رفض المغرب مساعدات كل من فرنسا والجزائر لعدم توفر شرط الاعتراف بمغربية الصحراء في أجندة المساعدات التضاكنية لهاتين الدولتين. وقبل المغرب مساعدات دول أخرى لاعترافها بمغربية الصحراء . اللهم احفظ ملكنا الهمام واحفظ الشعب المغربي ودام وطننا حرا مستقلا قويا بالتحام الشعب والعرش العلوي المجيد.

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأخبار الشائعة

Exit mobile version