الوطنية بريس/ يونس برادة

ننظر بإمعان إلى النمو الإقتصادي في المملكة المغربية وتطور المواقف السياسية والدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة والرؤية المستبصرة لجلالة ملك المغرب محمد السادس نصره الله وأيده، الذي جعل من المغرب فاعلا محوريا في بناء إفريقيا الغذ.

 

الديبلوماسية المغربية ودورها حاليا :

 

نرى أن الديبلوماسية المغربية تتحرك وسط صخور وأمواج عاتية جداً، وتمارس عملها بفاعلية، نتصور أنها ربما تحتاج لكي تحقق الرسالة، أن تظهر بعض الخشونة في المواقف، لأن الخصوم بالغي الحدة وفيهم شر جسيم، شر كبير، وهؤلاء الخصوم لن ينفع معهم الحديث الهادئ أو محاولة الإقناع الناعم الكامن في سياسة اليد الممدودة من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

يظنون أن المملكة المغربية، تمر بأزمة كبيرة جدا في حياتها، ربما أزمة حياتها، وأن الوضع أقسى كثيرا مما كان عليه في 1956 أو 1961، لأنه كان التحدي الرئيسي الذي واجته المملكة وهو صناعة المغرب الجديد ما بعد الإستقلال، إلا أنه يجب على هؤلاء الخصوم أن يعلموا أن المملكة المغربية الشريفة قادرة، وأنها تستطيع أن ترد الصاع صاعين.

 

وهنا سؤال يطرح نفسه، من هؤلاء الخصوم ومن أخطرهم على المغرب؟

 

الجواب واضح : التكتل الأوروبي بصفة عامة أخذ مواقف حادة، ويظهر النعومة، ويظهر محاولة الإقناع ومحاولة التفهم للأوضاع المغربية، هكذا يتحدثون، ويحاولون أن يقولوا أنهم يوجهون النصح، أعتقد أن التكتل الأوروبي حاليا يدبر تدابيره ضدنا، وعلينا نحن أن نتنبه لما يدبرونه لنا، سوف يتكلمون معنا، ويقولون أن كل اهتماماتهم فتح المشاركة الداخلية في المجتمع المغربي، من قال أنهم يريدون جماعة الإسلام السياسي أو المتأسلمين أن يحكموا، كما جاء على لسانهم في 2011، يقولون نحن كل ما نرغب فيه أن تكون مشاركة للجميع في العملية السياسية المغربية، سوف يقولون أن همهم هو حقوق الإنسان، وأن لا يتعرض الإنسان المغربي لأي مواقف تلحق ضرر بحقوقه، يقولون هذا الكلام، نعم، لكن سوف يدبرون لنا تدابير يجب أن نتنبه لها، تدابير رأيناها اليوم وبالأمس القريب، في الميدان في بروكسيل، فنفتح لهم عيوننا جيدا، لأن التكتل الأوروبي بصفة عامة هذا نهجه، نلاعبهم، نناورهم، نراوغهم، نعرض عليهم التعاون، نكون صادقين في توجهنا، في أحاديثنا معهم، ولكن يجب أن نسلح أنفسنا من رأسنا إلى قدمنا، نبقى مدرعين، التدريع الكامل حتى لا تصيبنا السهام أو السكاكين، وأن لا نثق إطلاقا بتصريحاتهم، نواياهم بالنسبة لنا واضحة جدا، والإعلام الأمريكي كاشف لما يدبرون، بعضهم يأخذ مواقف متقدمة مثل فرنسا وإيطاليا، والبعض الآخر يتتبع ويراقب ما يكتمون ولا يقولونه في العلن، مثل السفير الفرنسي السابق في واشنطن، له تصريحات سمعناها ورأيناها جميعًا، إذا بدأت فرنسا في إعطاء المواعظ، فيلزم أخذ الحذر.

 

الطرف الآخر هو الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، إننا لا نتفهم إطلاقا، انتهى، نقول نحن نسعى لإقامة علاقات طيبة مع الجارة الشرقية شريطة ألا تتدخل في شؤوننا، او تتحدث معنا بهذا الاسلوب، وأكد لهم جلالة الملك، قيادة وشعبا، في خطابه الأخير أن المملكة المغربية لن تكون أبدًا مصدر أي شر أو سوء، نحن لا نسب التاريخ ولا المستقبل، فالتاريخ يعيد نفسه، وذكر منذ نصف قرن تقية “الهواري بومدين” أو “محمد ابراهيم بو خروبة” وحقده الدفين للمغرب، حين تواطأ وتآمر على الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه وعلى المملكة المغربية الشريفة، وقام بدور الكومبارس في فلم “جمهورية الوهم” من بطولة وإخراج “العقيد معمر القذافي” المخلوع، ولا نسيء للمستقبل، فالزمن صديق الحقيقة، ولكننا فقدنا الجزائر ولسنوات قادمة، لأن المدعو “عبدالمجيد تبون”، يسعى أن يكون رئيسا للجزائر لعقد كامل قادم، انتهى من دور رئيس الوزراء وانتقل لرئيس الجمهورية ولا يريد البديل، عندما أبلغونا أن “تبون” أو رئيس الأركان الحاكم الفعلي للجزائر “السعيد شنقريحة” (ظابط عسكري شارك في “حرب يوم الغفران” وأسر بالمغرب في “معركة أمگالا” سنة 1976) ذهب إلى روسيا للتحدث مع الروس، ورهانات زيارته تتبلور في صفقات السلاح وملف الصحراء المغربية، هو لا يتكلم في وساطة لحل النزاع والوضع المأساوي الموجود في مخيمات العار بتندوف حيث تقوم البوليساريو بجميع انتهاكات حقوق الإنسان وخروقات لجميع المواثيق الدولية تحت غطاء الدولة الجزائرية وبإيعاز منها، هو ذاهب ليتدبر كيف يخنق المغرب أو يكبح جماحه من وجهة نظره، وخلق خلل في ميزان القوى بشمال إفريقيا، عملنا هو أن نتصدى له، نحن ميزان القوى في شمال إفريقيا عكس ما يطمح إليه، وسوف نتصدى له في داخل حلفاءه، وقبلهم في جواره القريب والبعيد، وحتى في عقر داره، أين مناطق الإهتمام الجزائري؟ مالي، النيجر وكل بلاد الساحل، داخليا يريدوننا أن نتحدث إلى القبائل، سوف نثير له المتاعب في هذه المناطق الإستراتيجية له، وذات الأهمية الكبرى، وهو وحلفاءه وعلى رأسهم إيران، يستوجب أن تستشعر الخشونة المغربية. كذا في جمهورية فرنسا، كل مغربي يظهر على قناة “فرنسا 24″، وغيرها من الإعلام المحرض المغرض، أو على مواقع التواصل الإجتماعي تحت عنوان حرية التعبير الواهية، لكي يهين المجتمع المغربي ومقدساته، يجب أن يكون هناك ثمن لهذا، الثمن يمكن أن نضع خيار أو اثنين أو ثلاثة، التعامل مع هؤلاء وفي إطار قانوني دقيق يرقى للمستوى المغربي الرفيع والواجب في نهج التعامل السياسي والدبلوماسي لوضع المملكة في خريطة إفريقيا والعالم، وتحذير الرئاسة الفرنسية من الوقوع في المحضور، وهو فقدان ثقة المغرب ومنح الشرعية لنظام الجزائر، هذا الإنتخار السياسي سوف يكون له وقع الصاعقة على فرنسا في جميع المجالات.

 

الترشيحات الجزائرية في الأمم المتحدة مدعومة بما تعتبرهم حلفاء، نتصدى لها، المبادرات الجزائرية على مستوى الجامعة العربية، نتصدى لها، أن يقولوا لنا أن الجزائر رئيسة لجنة في الإتحاد الإفريقي، نعارضها ونأخذها منها، ونرد عليهم، آسفون لا نثق فيكم وفي حيادكم لتدبير هذا الشأن وفق المعايير الرسمية، وفي تقديراتكم وقدراتكم لتدبير أي ملف، لأن الجزائر رأس الحربة الذي يعمل لصالح إيران في تطبيق مخططاتها الصفوية الخبيثة ضد المجتمع الإفريقي قاطبة. المغرب له قبضة، وليست بالقبضة المغربية التقليدية التي تعودتم عليها في العقود السابقة، المملكة المغربية ليست ضعيفة، المملكة المغربية تستطيع أن تتحدث بلسان وتتحدث بإجراءات، في كل القضايا الدولية الكبرى، والعربية أيضا، أهمها القضية الفلسطينية، عكس ما تروج له الجزائر وحليفتها إيران، أداء المملكة المغربية في القضية الفلسطينية كان دائما أداءا صحيحا، وعكسهم تماما لأنهم يفتقدون إلى دور أو نواة للعمل على حل هذه القضية ذات الأولوية الكبرى للمسلمين وللمملكة المغربية الشريفة.

 

الجارة الشرقية، منذ سنوات طويلة نواياها وخلفياتها اتجاهنا واضحة و معروفة، حليفتها إيران تريد أن تكون لغز، تتحدث بنعومة وزير الخارجية وأيضا بالكثير من الإهتمام من قبل رئيس الحكومة الإيراني، وكانت المملكة المغربية تتحرك في كل المحافل الدولية منتبهة وبشدة لهذا الإختراق الطارئ في صفوف الحكومة الجزائرية والذي ينعكس على سياستها، قراراتها وإنجازاتها، في الحوارات الإستراتيجية والتعاون الإستراتيجي لدرجة أن هذا الإختراق أصبح يؤثر ويقوض سيادة الجزائر علاوة على تحجيمها.

 

وإضافة إلى عنجهية كابرانات فرنسا وسكيزوفرينيا النقيضين، بدأ يسطع نجم عمامات الملالي فوق رؤوس القادة الجزائريين الذين تحركاتهم أصبحت تتسم بالكثير من التقية وإخفاء النوايا، لغاية ما اتضح الموقف في ادعاء الحياد في موضوع الصحراء المغربية، إبان الطرح البراغماتي التوافقي من الجانب المغربي، الذي يتجلى في الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ودور الجار الخلوق تجلى في عرقلة المفاوضات منذ سنوات ومستمر في تمزيق النسيج الإجتماعي الصحراوي المغربي، تحت شعار بروباغاندا حق الشعوب في تقرير المصير، رغم أن المغرب لتاريخ اليوم يكف يده عن التدخل في ملف القبائل.

 

ويستمر مسلسل حلم الإطلالة على البحر الأطلسي وسكيزوفرينيا النقيضين علاوة على التبجح في العداء للمغرب، في أداء دور الستار على مدى خلل وتصدع أركان النظام الجزائري مغطيا السرطان الخبيث الذي ينهش في جسد شعبه.

بينما يسير المغرب بخطوات ثابتة لتطوير مناطقه الجنوبية وتمثيلية شعبه الصحراوي في كل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها البرلمان علاوة على إنطلاق مخطط فعال للتنمية البشرية وتطوير الفرد والمجتمع، وتغدو المملكة المغربية محورا استراتيجيا ومعبرا للتجارة العالمية إلى إفريقيا، فتمثيليتها الدبلوماسية تفوق 30 سفارة وقنصلية شاملة لمكتب إقتصادي ينشط بشكل جدي ومؤثر على الأرض، هذا ما يجعل منها قبلة لأهم الإقتصادات العالمية القوية التي تود أن تفتح أسواق جديدة لها، والتي تعتبر المملكة المغربية حليف الجنوب الإستراتيجي، مما يسمح للملكة المغربية بأن تتبوء المكانة الرفيعة والكبرى بين الدول سياسيا وإقتصاديا، كفاعل محوري في بناء إفريقيا المستقبل.

 

وفي هذا السياق، لمس المجتع الإفريقي والعالم الغربي القوة الناعمة التي قادت بها الدبلوماسية المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة “اتفاق الصخيرات” للم شمل البيت الليبي ومقاربة وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين لما فيه صالح الشعب وازدهاره في البلد الشقيق، رغم أن هذا المؤتمر تخللته العديد من ردود الأفعال الأوربية اليائسة لإحباط نتائجه الإستثنائية، والدافع دائما يكون المراد به ضرب عمق الدور الريادي المغربي، وافتقاد بعض بل جل فرقاء التكتل الأوروبي إلى دور أو نواة للعمل في حل هذه القضية من أجل ضمان مصالحهم ذات النفس الإستعماري على حساب الشعب الليبي الشقيق، كما يحدث من جهة أخرى ووفقا لمقاييس ومعايير سياسوية فيما يخص القضية الفلسطينية.

 

القضية الفلسطينية بالنسبة للملكة المغربية الشريفة هي قضية الثبات على المبدأ، المبدأ هو الموقف الراسخ من عدالة القضية الفلسطينية، وسوف يأتي حين من الزمن القريب نرى فيه المملكة المغربية تنظم “قمة سلام فلسطينية-إسرائيلية” تحت الرعاية السامية لجلالة الملك أمير المؤمنين محمد السادس أيده الله ونصره، رئيس لجنة القدس الشريف، لإحياء عملية السلام وتفعيلها بمساهمة جميع الأفرقاء البنائين، وقطع الطريق على كل من يتسول المواقف السياسية والإقتصادية على حساب الأمن والسلم الأهلي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، أهداف القمة سوف تتجلى في تقريب وجهات النظر بين قادة الشعبين ووضع خارطة طريق تقود المفاوضات إلى حل الدولتين وخلق إطار التعايش ونهج التنمية البشرية والأمن والسلم الأهلي للشعبين الفلسطينى والإسرائيلي لما يسمو إليه نبل الهدف وقدسية القضية.

Please follow and like us:
Pin Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS
Follow by Email