أخبار
عين اللوح.. الدورة 22 من المهرجان الوطني لأحيدوس يبوح بكامل أسراره
الوطنية بريس/ لطيفة معمري
عاشت منطقة عين اللوح ما بين الرابع والسادس من غشت 2023 على إيقاع المهرجان الوطني لاحيدوس في دورته الثانية والعشرين ، والمنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة وجمعية ثيمات لفنون الاطلس، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، وعمالة إفران وبتعاون مع جماعة عين اللوح.
في هذا السياق أكد فؤاد المهداوي المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، بصفته مديرا للمهرجان، على الغنى الثراتي لبلدنا لكل أشكاله وانواعه مبرزا على ما يحظى به فن أحيدوس من أهمية وشعبية، هذا الفن الذي يغطي جل مناطق الاطلس مبينا الاختلافات بين أشكاله وأنماطه بين القبائل الامازيغية ويتجلى ذلك في الأشعار المغنات والايقاعات والرقصات والازياء والعادات والتقاليد مما أوجب تنظيم هذا المهرجان حفاظا على هذا الفن لصونه وتمرينه للأجيال القادمة، متمنيا لهذه الدورة النجاح والاستمرارية لما يحظى به المهرجان الوطني لاحيدوس من إقبال جماهيري، وهو ما يؤكد قيمته الفنية والتراثية.
أما رئيس جهة فاس مكناس عبد الواحد الأنصاري، فقد أشار في كلمته إلى ما يحظى به فن أحيدوس من اهتمام وتفاعل لدى المغاربة لكل مكوناتهم، مما يدل على أهميته داخل المنظومة التراثية، مما جعل جهة فاس مكناس جاهدة على الانخراط في فعاليات هذا المهرجان دعما له في سبيل الرقي بهذا الموروث الثقافي اعتزار بهويتنا المتعددة الروافض، والتي يبقى الرافض الامازيغي من أهم مكوناتها سعيا منها في تثمين التراث المغربي اللامادي الأصيل، شاكرا كل الجهات المساهمة في أحياء هذه الدورة.
وفي كلمة لرئيس جمعية ثيمات حمو احلي فقد أوضح فيها أهمية رقصة أحيدوس بين أنماط التراثية الامازيغية الشيء الذي جعل جمعية ثيمات في التأسيس لهذا المهرجان وتكريسه معبرا عن امتنانه لكل الجهات التي أمنت بفكرة تنظيم المهرجان، ولولا تظافر جهودها لما وصلنا إلى الدورة الثانية والعشرين التي ان دلت على شيء إنما تدل على نجاح هذه الفكرة ومن وراءها، وهذا دليل اخر على ما يحظى به فن احيدوس من متابعة جماهيرية مضيفا أن منصة المهرجان تزهر وتزدهي بالفرق المشاركة التي تتنافس في إبراز كل ما لديها من مهارات، كما أن المهرجان ساهم بشكل وافر لفن احيدوس وممارسيه على جميع المستويات مما وفر زحما ووفرة في عدد الممارسين والفرق.
من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف التي دأبت عليها إدارة المهرجان احتفاء بالقيمة الفنية والابداعية أبى المهرجان إلا أن يكرم شعراء وفنانين من مختلف مناطق المغرب كل من الفنان حمو ألو لغازي بوفني، والفنان الحسين مغراويء، الفنان حميد ولحسني إلى جانب الشاعرة الزجالة زهرة سريجة، وألحت اللجنة المنظمة إلا أن تقدم لهم شواهد وهدايا تقديرا واعترافا لما قدموه لفن احيدوس.
وقد شارك في هذا المهرجان اثنان وأربعون فرقة تمثل مختلف تلاوين وتعبيرات هذا الفن التراثي الأصيل المنتمية لمختلف جهات، الاقاليم والعمالات الخاصة التي قدمت لوحات غنائية من فن أحيدوس بنغمات جميلة، وأشعار راقية، ورقصا وحركة لا تجد لها تعبيرا، ونقله من الأجداد والعمل جاهدا على الحفاظ على هذا الغنى الموروثي من شيوخ، نساء واطفال.
كما تتميز كل لوحة غنائية بزي تقليدي يختلف من منطقة إلى اخرى وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على مدى تشبتهم بهويتهم وتاريخهم الامازيغي اللامادي، فهو يمثل ثقافة الإنسان البربري منذ عقود من الزمن.
وما يعطي لرقصة أحيدوس رونق خاص دقة البندير الموحدة التي ترمز على شموخ الفنان الامازيغي وهو يرقص فوق الخشبة بعفوية وتلقائية رائعة، وما يتلج الصدور تفاعل الجمهور أطفال، شيوخ، نساء، رجال الذي غص جوانب وأعالي ملعب عين اللوح، وتزينه بخيمات تتنوع من قبيلة إلى أخرى أعطت للفضاء جمالية ثراتية اصيلة، إلا أنه لم يعد كافي لاحتضان هذا العرس الوطني السنوي لساكنة جبال عين اللوح